Skip to main content

المقدمة

ستيف سيبولد كاتب بريطاني اشتهرَ بتدريبِ مئات النخبة وكتبَ هذا الكتاب بعدَ خبرة ٢٠ سنة في المجال. الكتاب يُجيبُ على تساؤلات مثلَ هلْ سبقَ ونظرت للناجحين وقلتَ ما هوَ سرهم؟ هل هُم أذكى منك؟ أقوى منك؟ أم يمتلكونَ موهبة خارقة؟ بل بالعكس، هُم فقط يتّبعونَ قواعد مختلفة. بينما يعيشُ الأشخاص العاديّون وفقًا للمألوف والمريح، فالنخبة يفكّرون ويشعرون ويتصرّفون بطريقة تجعلهم في المقدمة دونَ الالتفات للآخرينَ في المؤخّرة.

 

هذا التلخيص ليسَ مجموعة نصائح، بل هوَ خريطةٌ لرحلة عقلية ونفسية تأخذك إلى مستوى جديد من الفهم والإدراك وقوة الإنجاز. كلّ سر هوَ ماسّةٌ ثمينة تشتري لكَ عتباتٍ لتصنعَ سلّم نجاحك. بعضها سيفتح عينيك لمفاهيم لم تطرأ على بالك من قبل والبعض الآخر سيصدمك ولكنْ جميعها ستدفعك للتغيير الفعلي.

كُن مُستعدًّا فبيدك التذكرة الذهبية لتدخل عالم النخبة ليسَ كمتفرّجًا، بل لتصبح واحدًا منهم.

 

 

١: النخبة يعملون وفق الواقع الموضوعي

“المؤدّون الهواة يعملون وفق الأوهام، أما المحترفون فيعملون وفق الواقع الموضوعي. سلوك العظماء، وعاداتهم، وتصرفاتهم تتماشى تمامًا مع حجم واتساع رؤيتهم النهائية. لهذا نطلق عليهم لقب الأبطال.” — ستيف سيبولد

 

النخبة صادقونَ مع أنفسهم، ويواجهونَ أفعالهم دونَ الهربِ منها. وما يميّزهم هوَ رؤية الأشياء بشكلٍ موضوعي، أيْ بدونِ إضافةِ تفاسيرهم الشخصية.

يضمنُ النخبة أن تكونَ عاداتهم، وتصرفاتهم، وإيمانيّاتهم متطابقة مع رؤيتهم وأهدافهم. وأفعالهم وعملهم مفصولانِ تمامًا عن مشاعرهم وعواطفهم. فإضافة تفسيرك الشخصي للأحداث يخلُق لكَ مشاعرًا تؤثّر على عملك أنتَ في غنًى عنها.

 

 

2: الثروة من فكر النخبة، لا من ظروفهم

“الثروة هي نتاج قدرة الإنسان على التفكير.” — آين راند

قال آينشتاين: لا يمكن حلّ المشكلة بنفسِ مستوى الوعي الذي حدثت فيه.

اتفقَ الفلاسفة أنّ الإنسانَ يُصبح ما يُفكّر به، ومستوى وعي وتفكير النخبة أعلى من مستوى وتفكيرِ الأشخاص العاديّة. فمستواك المعيشي الحالي هوَ بسبب مستوى تفكيرك. والنخبة يمتلكونَ مهارة التفكير النقدي، أيْ التفكير بدونِ إضافة مشاعرهم الشخصية.

 

 

3: النخبة يتمتعون بقدرة هائلة على التركيز المستمر

“لا شيء يضفي قوةً على حياتك أكثر من تركيز كل طاقتك على مجموعة محدودة من الأهداف.” — نيدو كوبين

 

قدرة النخبة على التركيز في أهدافهم ورؤياهم عالية جدًا. فالبعضُ يراجع أهدافه المكتوبة بشكلٍ يومي حتّى ترسخ في عقله الباطن. الفرق أنّ الشخص العادي يكتب أهدافًا كلّ بداية سنة جديدة، والنخبة يكتب أهدافه وخططه بشكلٍ يومي ويراجعها ويبني العادات اللازمة حولها لتسهّل عليه في مشوارِ النجاح.

 

 

4: النخبة يستمدّون الدافع من أعماقهم

“عندما يبدأ المؤدّي بالشعور بالألم الجسدي أو العاطفي في خضم المعركة، يطرح عليه الدماغ سؤالًا: ‘لماذا يجب أن أعاني؟’ عندها يجيب البطل بإرادته المصقولة وبرؤيته الواضحة، ويستمر في القتال. أما الجماهير العادية، التي تفتقر إلى هذا الوضوح الذهني، فليس لديها سبب وجيه لتحمّل المعاناة، فتنسحب عند أول موجة ألم. إن بناء رؤية استثنائية هو السرّ وراء دافع استثنائي.” — ستيف سيبولد

 

الدافع للأشخاص العادية عبارة عن محفّزات خارجية، المال والممتلكات، وتقبّل واعتراف الناس بهم. والنخبة مدفوعٌ بالتحفيزِ الداخلي، أحلامه وشغفه. المحفزات الخارجية لا تستمر في إبقاء الشعلة مضيئة، بينما المحفز الداخلي هوَ الذي يبقي الشغلة مُشتعلة حتّى يُحقق الهدف.

 

 

5: النخبة يميزون بين الحقيقة والواقع

“علينا أن نعيش اليوم وفق ما يمكننا الوصول إليه من حقيقة، وأن نكون مستعدين غدًا للتخلي عنها إن اكتشفنا أنها كانت مجرد وهم.” — ويليام جيمس

 

النخبة يبرمجوا عقلهم الباطن على رؤية أحلامهم وأهدافهم على أنها الحقيقة. يمكنك التلاعب بالحقيقة ولكن لا يمكنك التلاعب بالحقائق. الحقيقة منظور شخصي، وقد يختلف المنظور من شخصٍ لآخر. .

اعرف الفرق بينَ الحقيقة والحقائق. الشمس تشرق من الشرق هي من الحقائق. ولكن هل لون الشمس أصفر هوَ حقيقة أنتَ صنعتها وتراها؟ يمكن لونها احمر او برتقالي. أنتَ اخترت هذه الحقيقة.

 

 

6: النخبة يقودون من خلال التأمل الذاتي العميق

“مديرو المستقبل العظماء سيكونون أكثر إدراكًا لموظفيهم من أي وقت مضى. سيعرفون ما يحفّزهم عاطفيًا، وسيدركون جوهر ما يدفعهم للعمل. ومن خلال التأمل الذاتي الموجه، سيخلق هؤلاء القادة درعًا تنافسيًا لشركاتهم عبر إعادة إحياء شعلة الولاء داخل فرقهم.” — ستيف سيبولد

 

عندما يكونَ النخبة مديرًا على موظّفين، فلا يقودهم بالمنطق والعقلانية، بل بالتّعمّق في مشاعرهم وما يدفعهم للعمل حتّى يكتشف الطرق المناسبة للتعامل معهم. فالنخبة قياديّون عن طريقِ الذكاء العاطفي. فالموظّف حينَ يراكُ تهتَمُّ حقًا فيه، فسيعيرك انتباهه واحترامه.

 

 

7: النخبة يدركون جهلهم

“كل شخص يعيش وفق مستوى وعيه الحالي.”— كارلوس مارين

 

مستوى وعي النخبة عالٍ لدرجة أنّهم ادركوا أنْ لازالَ هنالكَ مستويات أعلى من مستوى وعيهم. فهم دائمي التعلّم ولا يتوقفوا للبحثِ عن الراحة. يعلمونَ أنّ المرء يموت عندما يتوقّف عن التعلّم. بينما الشخص العادي يرى أنّهُ في المكان المناسب، بدرجة علمٍ جامعية مناسبة، وسعادته تكونُ بجمع المال وامتلاك الأصول.

 

 

8: النخبة يطوّرون معتقداتهم الاستثنائية قبل أن يصبحوا أبطالًا

“إنهم قادرون… لأنهم يؤمنون بقدرتهم.” — مجهول

 

يعيد النخبة برمجة عقولهم ليتخلصوا من برمجة الاعتقادات والإيمانيات التي غُرِست فيهم وبدون إذنهم منذ الطفولة. هذه الاعتقادات نشأتْ فيهم بسبب من حولهم من الوالدين والمدرسين والأقارب الذينَ بدورهم غُرِست في عقولهم إيمانيّات محدودة. كالشخصِ المربّط بالسلاسل، ويخبرُ من حولَهُ أنّ هذا الشيء الطبيعي.

يعرف النخبة كيفَ يغيّروا نظام اعتقاداتهم وخلق ما يتناسب مع أهدافهم، وذلك عن طريق تغيير برمجة عقولهم اللاواعية.

 

 

9: النخبة يدركون نسبية الإدراك

“العظماء يدركون تمامًا أن جميع التصورات مبنية على تجارب الشخص ومعتقداته. لهذا يحيطون أنفسهم بأشخاص يفكرون بحجم أكبر منهم، لأن المعتقدات والتوقعات معدية، والأبطال يسعون لالتقاط أفضل ما يمكنهم منها.” — ستيف سيبولد

 

كلّ منظور في هذه الحياة مبني على سلسلة من الاعتقادات والتجارب الشخصية. والنخبة على دراية بذلك. الاعتقادات مُعدية. النخبة يحيطون أنفسهم بشخصيات ذوي اعتقادات مماثلة، تساعدهم في تحقيق رؤياهم.

 

 

10: النخبة يتحكمون بعواطفهم بدل أن تتحكم بهم

“لا شيء خارج عنك يمتلك سلطة عليك.” — رالف والدو إمرسون

 

يعرف النخبة كيفَ يفصلون بينَ المشاكل المختلفة والعواطف التي تأتي معها. يحلّون كلّ مشكلة لوحدها ويفصلون العاطفة عند حلّ المشكلة.

 

 

(جوهر الأسرار ١ – ١٠)

النخبة متيَقّنونَ أنّ النجاح يبدأ من الداخل، من طريقة تفكيرهم وإدراكهم للواقع. فهم يتعاملونَ مع الأمور بموضوعية بدونِ إضافة تفاسير شخصية. ويرونَ الثروة أنّها ليستْ مجرد حظ أو ظروف، بل هيَ انعكاسٌ لطريقةِ تفكيرهم. لا يسمحونَ لمشاعرهم أن تتحكّم لهم، ويفصلونَ بين العاطفة والمنطق، لأنّهم يدركونَ أنّ كلّ واحدٍ لهُ وقته المناسب. يدركونَ أنّ معتقداتهم تُشكّل واقعهم، لذا يعيدونَ برمجة أنفسهم لُتساعدهم للوصولِ نحوَ أهدافهم.

 

 

 

11: النخبة يتصلون بالمصدر من خلال الامتنان

“الامتنان هو أرقى المشاعر جميعًا.”— بيل غوف

 

وُجدَ أنّ الامتنان اليومي يزيدُ من كفاءة وعي الشخص، والنخبة يتّخذونهُ من أساسيّاتِ يومهم. فشُكرُ اللهِ والامتنان على الاشياء الموجودة في حياتك، يزيدُ من الطاقة الإيجابية.

 

 

12: النخبة يدركون أن الشدائد تصقل القوة العقلية

“لولا الأيام الحالكة، لما عرفنا معنى السير في النور.”— إيرل كامبل

 

يؤمن النخبة أنّهُ لو زالَت الصعاب، لزالَ النصر أو متعة النصر. فالشدائد هيَ التي تزيدُ الصلابةَ العقلية لمن يخوضها. بينما الأشخاصُ العادية، تختار الطريق الأسهل.

 

 

13: النخبة يفعلون كل شيء بإتقان ورُقي

“لا مكان بين العظماء لمن يمتلئ بالسخط أو الاستياء. لا ينبغي لأحد أن يبالغ في الاحتفال عند الفوز، ولا أن يغرق في الحزن عند الخسارة. النخبة يقبلون الانتصار بمهنيّة وتواضع، ويكرهون الهزيمة لكنهم لا يستعرضونها بطريقة سيئة.”— دان غيبل

 

النخبة لا يتفاخرون ويتباهون عند الفوز. ينسبونَ الفضلَ لمن حولهم عندَ النصر ويأخذونَ كلّ اللوم عند الخسارة.

 

 

14: النخبة يلتزمون بعقلية “افعل أو مت”

“لا يمكنك إيقاف شخص ملتزم بالنجاح. ضع العراقيل في طريقه، فيحوّلها إلى درجات يرتقي بها نحو العظمة. اسلب ماله، فيجعل من فقره حافزًا للمضي قُدمًا. الشخص الذي ينجح لديه خطة، يضع مساره ويلتزم به، يرسم أهدافه وينفّذها، ويمضي مباشرة نحو غايته. لا يتأثر بالعقبات، بل إن لم يستطع تجاوزها، فإنه يخترقها.”— جورج غيلدر

 

لو وضعتَ حجارةً أمامَ طريق الناجح فيسأخذها حجرةً حجرة، ويصنع منها هرمًا من العظمة. لأنّ العقبة هيَ الطريق كما قالَ رايان هوليداي. تجد النخبة يُحَمّي للانطلاق، عندما يسقطُ جميعَ من حوله من الإنهاك. ليسَ بسبب طاقته الزائدة، ولكن بسبب تعهده لأحلامه وأهدافه. لا يعترف بالألم، لأنّه قطعَ عهدًا للفوز مهما كان الثمن، بينما الشخص العادي يأخذ الطريق الأقل ألمًا والأكثر ضمانًا (وهذا لا يوجد).

 

 

15: النخبة عظماء باستمرار، وليس لمجرد لحظة

“كثيرون يمكنهم تقديم أداء جيد لفترة قصيرة إذا كانت الترقية في أذهانهم، لكن من تريد ترقيته هو ذلك الذي جعل من الأداء الجيد عادة يومية.”— هنري دوهيرتي

النخبة يتّخذون العمل الجيّد عادةً يومية. والاستمرارية على العمل الجيّد من مفاتيح النجاح.

 

 

16: النخبة يفهمون الفرق بين المنطق والعاطفة ويتقنون التحكم بهما

“كانت الساحة صاخبة بشكل لا يصدق، والمشاعر مشتعلة. الجميع كانوا يفقدون صوابهم. أتذكر أنني قلت لنفسي: ‘ابقَ متماسكًا، لا تنجرف.’ كلما زاد اشتعال الأجواء، عليك أن تصبح أكثر هدوءًا. كانت هناك كلمة واحدة تتردد في ذهني—‘معجزة.’” — آل مايكلز

 

يخطّط القادة باستخدام المنطق ويحفّزوا باستخدام العاطفة.

يعلم النخبة أن النجاح يتطلب مزيجًا دقيقًا من المنطق والعاطفة. فعند التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات، يعتمدون على المنطق البحت، لأن العاطفة قد تخلق ضبابية تحجب وضوح التفكير. لكن عندما يتعلق الأمر بالتحفيز، فإنهم يدركون أن المشاعر هي المحرك الحقيقي للعمل، لأن المنطق وحده لا يشعل الحماس.

 

17: النخبة مستعدون لتعليق شكوكهم واستكشاف الجديد

“عندما تُعرض عليك فكرة جديدة، ضع غرورك جانبًا وعلّق شكوكك. قدرتك على فتح ذهنك والتفكير دون خوف ستدفعك إلى القمة أسرع من أي شيء آخر.” — بيل غوف

 

النخبة منفتحي التفكير. مستعدين لخوض طرق جديدة ولا يمثّلون ويدّعون بمعرفة كلّ شيء عن العالم بعكس السُذّجْ.

 

 

18: النخبة يتعاونون بشراسة

“يمكنك توظيف الرجال، ويمكنك دفع الأيدي العاملة للعمل لصالحك، لكن لا يمكنك كسب ولائهم إلا إذا ربحت قلوبهم.” — وليم بوتكر

 

النخبة على علمٍ بأنّ اليد الواحدة لا تصفّق، وأنّ عملَ الفريق هوَ ما يهم، لذا يستثمرونَ في بيئات تحفّز الفريق للعمل سويًا. بينما يعتقد الشخص العادي أنّ العمل بشكلٍ مستقل يعودُ بفائدة نيلِ كلّ الفضل لهُ وحده.

 

 

19: النخبة يتّسمون بالفضول الدائم

“الفضول هو إحدى أكثر السمات رسوخًا وثباتًا في العقول القوية.”— صامويل جونسون

 

يتميّز النخبة بالفضول العالي حيالَ الاشياء، وكيف ولماذا هيَ على ما هيَ عليه. كالطفل الذي يسعى ليتعلّم من من هوَ أفضل منه.

 

 

20: النخبة يمتلكون ثقة لا تتزعزع

“كنت أشعر أنني قادر على التسجيل متى شئت.” — جاك ميتلاند بطل في كرة القدم في السبعينيات متحدّثًا عن مسيرته المهنية.

 

يعرف النخبة أنّ الثقة العالية هيَ من مسؤوليتهم لبنائها، ناهيكَ عن الاعتماد على الثقة التي ورثوها من أبائهم ومعلّميهم.

النخبة على علمٍ بـ

١) بناء الثقة عن طريق التحدّث مع النفس بالطريقة الصحيحة.
٢) بناء الثقة عن طريق التحدّث أمام جمهور كبير وإبقائهم مستمتعين

 

 

(جوهر الأسرار ١١ – ٢٠)

لا يولدُ النخبة عظماءً، بل يصنعونَ أنفسهم عبرَ الوعي وتغيير برمجة عقولهم والصبر نحوَ رؤيتهم الواضحة. وهم لا يهربونَ من التحدّيات، بل يرونها سُلّمًا يتسلّقونَ عليه نحوَ أهدافهم. لذا هُم لا يتركونَ مجالًا للصدف، بل يصنعونَ مستقبلهم بوعي وتصميم. فالسؤالُ هوَ عزيزي القارئ: هل ستختار أن تكونَ من ضمن النخبة؟

 

 

 

٢١: النخبة يتطوّرون من المنافسة إلى الإبداع

“نادراً ما يحتاج الأشخاص المبدعون إلى التحفيز—فلديهم دافع داخلي يرفض الشعور بالملل. يرفضون الركود. يعيشون على الحافة، وهو بالضبط ما يلزم لتحقيق النجاح والحفاظ عليه.”— دونالد ترامب

 

يستوعب النخّبة أن المنافسة الحقيقية تكونُ بينَهم وبينَ ذواتهم السابقة، وكيفَ يتحسّنوا ويصبحوا نسخًا أفضل. ومتحررين من التنافس الشرس مع منافسيهم، لأنّ الهدف الحقيقي هوَ الإبداع وخلق ما هوَ مفيد وذو قيمة.

 

 

٢٢: النخبة لا ينسون جذورهم

“غالبًا ما نعتقد أن النصيحة تأتي في صورة كلمات تُقال لنا، لكن أعظم دروسي في الحياة تعلمتها من خلال الملاحظة، من خلال مشاهدة من حولي سواء أثناء نشأتي أو خلال مسيرتي المهنية. ومع ذلك، إذا كان هناك نصيحة واحدة أعتبرها الأهم، فهي: ’لا تنسَ أبدًا من أين أتيت.‘”— جون جي. ماك

 

يعرف النخبة من أينَ أتوا. يعرفونَ أنّهم في يومٍ من الأيام كانوا مبتدئين، مما يجعلهم قادة ومدراء ذوي كفاءة عالية في التعامل مع المتدربين الجدد.

 

 

٢٣: النخبة لا ينحنون أمام النقد

“لا تدع المديح أو النقد يؤثران عليك. من الضعف أن تنشغل بأيٍّ منهما.” — جون وودن

 

لا يُلقي النخبة بالًا للنقد، بل ويعلمون أنْ لا مفرّ منه. يتقبّلونه بصدرٍ رحب، إن كانَ مفيدًا استفادوا منه، وإن لم يكن، تغاضوا عنه.

 

 

٢٤: النخبة يؤمنون بقدرة الاختيار

“يمكن أخذ كل شيء من الإنسان إلا شيء واحد: آخر حرياته—حرية اختيار موقفه في أي ظرف يواجهه، وحرية اختيار طريقه.” — فيكتور فرانكل

 

يعرف النخبة أنّ اختياراتهم هيَ التي أوصلتهم على ماهم عليه. لأنّ الاختيارات اليومية وحتّى أصغرها، يؤدّي إلى الحياة التي اختاروها. .

 

 

٢٥: النخبة يطورون وعيهم الذاتي باستمرار

“بالطبع نصبح ما نفكر فيه. لكن السؤال الحقيقي هو: هل ندرك بالفعل ما نفكر فيه؟” — ستيف سيبولد

 

النخبة على درايةِ كاملة بأفكارهم والطريقة التي يفكّرونَ بها. لأنّ الرجل هوَ أفكاره. والأفكار تتحوّل إلى قرارات ثمّ أفعال والأفعال تؤدّي إلى النتائج.

 

 

٢٦: النخبة لا يتوقعون تعويضًا فوريًا عن جهودهم

“هل كنت تعتقد أنك تستطيع الحصول على الخير دون الشر؟ هل كنت تظن أنك ستنال الفرح دون أن تمر بالحزن؟” — ديفيد غرايسون

 

يؤمن النخبة بمبدأ التأجيل الواعي للمتعة مقابل المكافأة العظيمة لاحقًا، بدلًا من البحث عن الإشباع الفوري. وهذا يعني أنّهم مستعدّونَ على العمل بجدٍّ ودونَ توقّع نتائج.

يقولُ أليكس هورموزي: لو استطعت الصبرَ عن المتعة الفورية لمدّة سنة، فستصبح رجل أعمال ناجح، ولو صبرتَ لعشرِ سنوات (أيّ العمل ودونَ رؤية نتائج) فستصبح ملياردير ولكن لو عمِلتَ وعلِمتَ أنّك لن ترى النتائج لحتّى يومِ تموت، وسيُكمِل الرحلة من هم بعدك، فأنتَ ستُغيّر العالم.

 

 

٢٧: النخبة يتبنون الصراع كأداة للنمو

“المدير الجيد لا يحاول القضاء على الصراع، بل يسعى لمنع هدر طاقة فريقه بسببه. إذا كنت قائدًا، وواجهك فريقك بكلّ صراحة عندما يعتقدون أنك مخطئ—فهذا مؤشر صحي.” — روبرت تاونسند

 

يستعمل النخبة، النزاعات للتطوّر والنمو. كما قال روبيرت تاونسيند: “لو كنتَ المدير وكانَ ناسُك يهاجمونك بانفتاح عندما يتعقدوا أنّكَ على خطأ، فهذا أمرٌ صحّي”. لأنّها ستكونُ بمثابة سلّمْ ترتقي عليهِ لِتُصبحَ مُديرًا أفضل. فالنزاعات ليست معارك يجب كسبها، بل دروس تُصقل القيادة الحقيقية.

 

 

٢٨: النخبة خبراء في العودة بعد السقوط

“أنا ذاهب إلى قمة الجبل. إما أن تروني ملوحًا من القمة، أو ميتًا على جانبه. لكن أتعرفون ماذا؟ لن أعود أدراجي.” — إريك ووري

 

عندما خسرَ دونالد ترامب ٩ مليار دولار، هل اعتقدَ أحد أنّهُ سيعود لكرسي الثراء مجدّدًا؟ لا أحد. ولكن النخبة يعرفونَ أنّ السقوط ليسَ كافي ليُخرجهم من اللعبة، بل يعودونَ في كلّ مرة أقوى من السابق.

 

 

٢٩: النخبة يتقنون موازنة العمل والراحة

“التجدد مفهوم حيوي وأساسي. إنه يعني استعادة الحياة والطاقة. معرفة متى وكيف تستعيد طاقتك قد يكون أهم مهارة في حياتك.” — جيمس إي. لور

 

يعرف النخبة السرّ في دوائر العمل ودوائر الراحة من أجلِ ضمانْ الاداء العالي. متى هوَ الوقت المناسب للراحة ومتى وقتُ العمل. لأنّنا لسنا روبوتات، ولن تستفيد من إجهادِ نفسك بدونِ أخذِ راحة.

 

 

٣٠: النخبة يقبلون التوجيه والتدريب

“التوجيه الفعّال هو مساعدة الناس على اكتشاف ما يعرفونه بالفعل.” — بيل غوف

 

النخبة مستعدونَ لتلقّي التدريب من خبراء العالم بعكسِ العاديّون والسذّج الذينَ يملأُهم الغرور ليتّخذوا شخصًا آخر مُدرّبًا لهم. فهم يدّعونَ المعرفة ولا يطبّقونها، بعكسِ النخبة الذينَ يركّزونَ على النتائج أكثر من أيّ شيء اخر.

 

 

(جوهر الأسرار ٢١ – ٣٠)

يركّز النخبة على الإبداع أكثر من المنافسة، ولا يسمحونَ للنقدِ بالوقوفِ في طريقهم، ويواجهونهُ كالسفينةِ ضدّ الرياحِ العاتية. ويُدركونَ أنّ نجاحهم يعتمد على اختياراتهم اليومية ووعيهم الذاتي. يعودُ النخبة أقوى بعد السقوط، ويستغلّونَ الصراعات كفرصة للنمو، ويتحلّونَ بالصبر لأجلِ المكافئة العظيمة لاحقًا بدلَ المتعة الفورية.

 

 

 

٣١: النخبة يعيشون العملية الإبداعية بوعي كامل

“الشخص المبدع يريد أن يعرف عن كل شيء: التاريخ القديم، الرياضيات في القرن التاسع عشر، تقنيات التصنيع الحديثة، تنسيق الزهور، وحتى مستقبل تجارة الخنازير، لأنه لا يعلم متى قد تتلاقى هذه الأفكار لتُنتج فكرة جديدة.” — كارل آلي

 

يهتم النخبة بالجانب الإبداعي ويبحثونَ دائمًا في مختلف الثقافات والمجالات مُقتنعينَ أنّها ستفيدهم في تكوينِ أفكارِ جديدة وحلّ مشاكل مستقبلية.

 

 

٣١: النخبة يعيشون العملية الإبداعية بوعي كامل

“الشخص المبدع يريد أن يعرف عن كل شيء: التاريخ القديم، الرياضيات في القرن التاسع عشر، تقنيات التصنيع الحديثة، تنسيق الزهور، وحتى مستقبل تجارة الخنازير، لأنه لا يعلم متى قد تتلاقى هذه الأفكار لتُنتج فكرة جديدة.” — كارل آلي

 

يعتمدْ النخبة على ضميرهم وحدسهم أكثر من ما يُخبرهم بهِ عقلهم وعواطفهم. والحدس هوَ ذلكَ الصوت الداخلي الذي يوجّهك حينما تحتاجه. فنادرًا ما يخطئ.

 

 

٣٣: الفطرة السليمة هي أساس الأداء العالي

“الفطرة السليمة هي مهارة رؤية الأشياء كما هي، وفعل الأشياء كما يجب أن تُفعل.” — هارييت بيتشر ستو

 

يعرف النخبة أن سرّ النجاح هو في البساطة بعكسِ العاديّون الذينَ يبحثونَ عن حلولٍ معقّدة لمشاكلهم. فينظر النخبة لمشاكلهم من زوايا مختلفة، ويفصلونَ أنفسهم ومشاعرهم عن المسألة بأكملها.

 

 

٣٤: النخبة يسعون دومًا لإتقان مهاراتهم

“المعلومة ليست الجائزة الكبرى، بل الكفاءة هي الجائزة الحقيقية.” — لاري ويلسون

 

يعرف العاديّون كيفَ يجمّعوا ويحفظوا المعلومات، بينما يعرف النخبة أنّ الأهمّية تكونُ في الكفاءة والأداء. فأيُّ كمبيوتر سيستطيع أن يجمع لك ويحتفظ بالمعلومات.

 

 

٣٥: النخبة يتحلون بالشجاعة في معركة تحقيق أحلامهم

“العالم يمنحك ما تطلبه منه. إن كنت خائفًا وتبحث عن الفشل والفقر، ستجدهما مهما حاولت النجاح. عدم إيمانك بنفسك وبما يمكن للحياة أن تمنحك إياه، يعزلك عن خيرات العالم. توقع النصر، وستصنعه.” — بريستون برادلي

 

يعرف النخبة أنّ مواجهة خوفهم، وشكوكهم، وما يقلقهم هوَ العدوّ والتحدّي الأكبر. ومواجهة العدو الأكبر يدرّبهم لمواجهة ما هوَ أكبر منه. يعرف النخبة أنّ الساعة تدقْ بلا توقّف وأنّ الليالي الساهرة والتعب المستمر لن يذهبَ سدى. مهما تكلّم المجتمع وانتقدَ وهاجمَ وشتمَ، فهم لن يتوقفوا طالما قلوبهم تنبض.

 

 

٣٦: النخبة يؤمنون بقوة القناعة الراسخة

“ما يُقنع الآخرين هو قناعتك أنت أولًا. يجب أن تؤمن بالحجة التي تدافع عنها.” — ليندون جونسون

 

يمتلك النخبة إيمانًا واعتقادًا قويًا جدّا في ما يخصّ أهدافهم في الحياة. بعكسِ الشخصِ العادي الذي يفضّل الصراخ على لاعب كرة مشهور من أن يُصبحَ هوَ واحدًا. يُشغل العاديّون أنفسهم بالهوايات والمُلهيات في منطقة الراحة وبدونِ النيّة في استكشافِ رغباتِهم الحقيقية وأهدافهم في الحياة.

 

 

٣٧: النخبة يفهمون قوة المحادثة الحقيقية

“المحادثة حوار، وليست مونولوجًا. لهذا السبب نادرًا ما نجد محادثات جيدة—لأن من النادر أن يلتقي شخصان ذوا عقلية راقية في نقاش حقيقي.” — ترومان كابوت

 

يعرف النخبة قوة المحادثات. فَبِها يبنونَ شبكة من العلاقات القوية. فالنخبة يوجّه المحادثة على الطرف الآخر ويركّزها عليه. يُناقشُ أهدافهم وأفكارهم ومفاهيمهم، ويتطرّق النخبة للجانب الإيجابي من كلّ شيء ويُفضّل ترك الجانب السلبي وذكر الآخرين بالسوء.

فلو أتى يومٌ وفقدَ أحدُ النخبة عمله، فما عليه إلّا رفع سمّاعة الهاتف والتواصل مع أحدٍ من معارفه الذينَ بنى علاقةً قويةً معه عن طريق المحادثة.

اقرأ كتاب كيفَ تكسب الأصدقاء وتؤثّر في الناس لتطوّر من مهاراتِ التواصل لديك.

 

 

٣٨: النخبة حاسمون في قراراتهم

“لو كان عليّ تلخيص ما يصنع المدير الناجح في كلمة واحدة، لقلت: الحسم. يمكنك استخدام أكثر الحواسيب تطورًا لجمع الأرقام، لكن في النهاية عليك تحديد جدول زمني واتخاذ القرار.” — لي إياكوكا

 

يعرف النخبة متى يتّخذونَ القرارات الحاسمة وتحتَ ضغطٍ قوي وبدونِ تأخير. يتحمّلونَ مسؤولية النتائج بشكلٍ كامل، رُغمَ علمهم بأنّ اتّخاذ القرارات في مؤسٍساتٍ كبيرة أشبه بالمغامرة ولكنْ هذا ما يميّز القائد الناجح من المُزيّف.

 

 

٣٩: النخبة يختارون الانضباط على المتعة المؤقتة

“بالانضباط الذاتي، كل شيء يصبح ممكنًا. أؤمن أن الانضباط هو المفتاح الحقيقي للنجاح، لأنه يحدد نهجك تجاه كل يوم في حياتك. يبقيك مركزًا، ويحافظ على أدائك بمستوى عالمي.” — روجر دي. غراهام الابن

 

يرى النخبة أنّ الانضباط هوَ الأداة الأقوى لأداءِ مهامهم والوصول لأهدافهم. الانضباط هو ما يبيّن الفرق بينَ الجيّد والعظيم. الانضباط هوَ عادة اتّخذها النخبة واستعملوها في صالحهم كلّ يوم. فعندما ينتهي يومُ الشخص العادي في الخامسة مساءً، يكونُ النخبة قدْ بدأَ يومه والجدّ للتو.

 

 

٤٠: النخبة مصممون على الفوز

“الفوز ليس كل شيء، لكن الرغبة في الفوز هي كل شيء.” — فينس لومباردي

 

العاديّونَ والسذّج، دائمًا ما يتسائلونَ قبلَ إذا ماكانَت التضحية والتعب يستحقّ الجائزة؟ بينما النخبة كانوا قد قرّروا أنّهم سيلعبونَ اللعبة ويضحّونَ بكلّ ما لديهم في سبيلِ النجاح. يهرُبُ العاديُّ من الألم، بينما يُدَرّبُ النخبة ليتحمّل الألم ويتخطّاه. فالنخبة مستعدْ ذهنيًا وجسديًا.

 

 

(جوهر الأسرار ٣١ – ٤٠)

يتغذّى النخبة على مجالاتٍ مُختلفة لِيُنتجْ الإبداع. ويعتمدونَ على الحدسِ والمنطق في اتّخاذ القرارات الحاسمة. ويركّزن على المهارات العملية بدلًا من تخزينِ المعلومات. يتحمّلونَ الألم ويتّخذونَ القرارات بلا تردّد بينما يستسلم العادي عندَ أولِ عثرة.

 

 

٤١: النخبة يكرّسون حياتهم للعظمة

“لتحقيق النجاح في الحياة، لا بدّ من العزيمة والاستعداد لتحمّل المعاناة أثناء المسيرة. إذا لم تكن مستعدًا لتحمّل الشدائد، فلا أرى كيف يمكنك أن تصبح ناجحًا.” — غاري بلاير

 

النخبة مكرّسينَ حياتهم ليكونوا الأشخاص الذينَ رسموهم لأنفسهم. ليسَ التكريس لأجلِ هدفٍ معيّن، بل التكريس كعادة، حتّى اختياراتهم الصغيرة مُكرّسةٌ لتتناسب مع رؤيتهم.

يعتقد السذّج أنّ التعليم انتهى عندَ المدرسة الثانوية والجامعة، والنخبة متيقّنينَ أنّ التعليم الحقيقي بدأ بعد التخرج من كلّ مراحل التعليم الأكاديمي.

 

 

٤٢: النخبة يُوجّههم نظام اعتقادي استثنائي

“في الصف الثاني، سألونا عمّا نريد أن نصبح في المستقبل، فقلت إنني أريد أن أكون لاعب كرة، فضحكوا. في الصف الثامن، أعطيتُ نفس الإجابة، فضحكوا أكثر. بحلول الصف الحادي عشر، لم يعد أحد يضحك.” — جوني بنش

 

“يُدفع الإنسان للدرجة التي يؤمِن بها عقله”

فمثلًا لو كانَ هدفك أنْ تُصبح مديرَ قسمك في الشركة فقط، فستصل لهدفك ولكنّك ستبقى في نفسِ محلّك، ولن تُرقّى لتصبح مديرَ أقسام أو مدير الشركة، لأنّ إيمانك واعتقادك أوقِفَ بالحدود التي رسمتها لهُ بنفسك.

العاديّون محدودون بنظامِ اعتقادهم، بعكسِ النخبة الذينَ يعرفونَ أنّهُ كلّما آمنوا بأهدافٍ عظيمة، كلّما استطاعوا تحقيقها. وكما قال الشاعر بيقي سمولز: السماء هيَ الحدْ.

 

 

٤٣: النخبة يرفعون سقف توقعاتهم باستمرار

“كلما اتسع وعيك، زاد مستوى توقعاتك. اسأل نفسك باستمرار: هل أستخفّ بقدراتي؟ معظمنا يفعل ذلك.” — جون ر. سبانوت

 

يُبرمجَ النخبة عقولهم بمخاطبة أنفسهم مرارً وتكرارًا وتذكيرها بالأشياء التي يستطيعونَ الحصول عليها مما يجعل العقل الباطن يُصدّق كلّ جملةٍ تقال. الحقيقة هيَ أنّ عقلك الباطن يسمعْ لكلامك ويرى أفعالك ويمشي بناءً عليها.

من تجربة شخصية علّمتُ نفسي الرسم كالمحترفين، والكتابة كما كتبتُ هذا النص وهذه الحلقة وأيضًا التمارين الجسدية،. حدّد هدفك، وكرّرهُ لعقلك، ولا تنسى أن تتصرف وتفعل ما يوصلك لهذا الهدف. فالحديثُ ومخاطبة النفس عن المليون دولار التي تحلُم بها لن يقرّبك من أي شي بدونِ اتّخاذِ خطوات البداية والسير على نفس الطريق بدونِ تعبٍ ولا كللٍ ولا استسلام.

 

 

٤٤: النخبة هم أكثر الناس حماسًا للحياة

“كل ما نحتاجه حقًا لنكون سعداء هو شيء نتحمّس له.” — تشارلز كينغسلي

 

النُخبة مدفوعون بالحماس الذي يملأهم ويجعلهم يستمرونَ في التدريب حتّى بعدَ أن يُغادر الجميع. يعرفونَ أنّ العقل المتحمّس دائمَ الاشتعال، ودائم الجوع ليُنجزَ أكثر.

بينما يتحمّس السُذّج لإنجازاتِ المشاهيرِ أكثر من إنجازاتهم. يصطفونَ على الجانب بعيدًا من الخطر بينما يُخاطرُ النخبة، ويجعلونَ مصيرهم على المحكّ من أجلِ النجاح.

 

 

٤٥: النخبة يعشقون ما يفعلون

“أفضل أن أفشل في شيء أحبّه على أن أنجح في شيء لا يعنيني.” — جورج برنز

 

يستمر نجاح النخبة لأنّهم يحبونَ عملهم، لذا يعملونَ بكلّ جهد، ويدرسوا حتّى يكتشفوا ما يحلّ مشاكل الناس، مما يزيدهم نجاحًا وثراءً.

 

 

٤٦: النخبة يصنعون بيئتهم الخاصة للفوز

“الخطوة الأولى نحو النجاح هي رفض أن تكون أسيرًا للبيئة التي وُلدتَ فيها.” — مارك كاين

 

بعضُ ابناء الاغنياء، وحتّى عندما يصل أعمارهم للأربعين عامًا، تجُدهم ضائعين، لأنّهم لم ينشئوا في بيئة شاقّة مليئة بالمصاعب لتُصْقِلَ عقولهم. فوالديهم اشتروا جميع الحلول لمشاكلهم ورموها بعيدًا، ليَنعمَ أولادهم بحياة هنيئة. ويعتقد العاديّونَ والسذّج، أنّهم ضحايا بيئتهم.

ولكن النخبة، نشئوا في بيئة لم تكُن من اختيارهم، مما جعلهم يغيّروا ويصنعوا البيئة التي تناسبهم وُيُعيدوا برمجة عقلهم بالطريقة التي تتناسب مع أهدافهم.

 

 

٤٧: النخبة يجعلون التمارين البدنية أولوية

“التمرين هو الملك، والتغذية هي الملكة. اجمع بينهما، وستحصل على مملكة.” — جاك لالان

 

يكرّس النخبة بمعدّل ساعة في اليوم لأجلِ التمارين الرياضية. من كارديو إلى تمارين مقاومة واستطالة. بينما يعتقد العاديّون أنّ الرياضة للشبابِ والأصغر سنًا.

 

 

٤٨: النخبة محترفون في التعامل مع الفشل

“لا يوجد فشل لمن لم يفقد شجاعته أو احترامه لذاته أو ثقته بنفسه. فهوَ لا يزال ملكًا.” — أوريزون سويت ماردن

 

يعتقد العاديّون أنّ الفشل خطر كبير وعليهم أن يتجنّبوه لأنّهُ يهاجم فخرهم بذاتهم وكبريائهم. بينما يرى النخبة العكس. فالفشل بالنسبة لهم هوَ وقودهم وهوَ الذي يبنيهم، من ناحية القوة العقلية والحكمة لإتّخاذِ قراراتٍ أفضل. فالطريق المسدود، يُساعدك في إيجاد الطريق المؤدّي إلى أُفُقِ النجاح.

 

 

٤٩: النخبة يمتلكون إيمانًا هائلًا بأنفسهم

“لسنا بحاجة إلى مزيد من القوة الفكرية؛ بل نحتاج إلى مزيد من القوة الروحية… نحن لا نحتاج إلى المزيد مما هو مرئي، بل إلى المزيد مما هو غير مرئي.” — كالفن كوليدج

 

الملاكم محمد علي وقبلَ أن يصبح الأعظم، ظلَّ يردّد للناسْ أنهُ الأعظم.

 

 

٥٠: النخبة يواجهون مخاوفهم كما يواجه مروض الأفاعي أفعاه

“’اقتربوا من الحافة،‘ قال لهم. قالوا: ’لكننا خائفون!‘ فقال: ’اقتربوا.‘ فتقدموا، فدفعهم… فطاروا.” — غيوم أبولينير

 

يتجنّب العاديّون الشعور بالخوف ويشعروا بأنَّ هنالكَ خطر عليهم الهروب منه. بينما يعرف النخبة كيفَ يتحكّموا في خوفهم، مثلَ الذي يمسك بثعبان كوبرا سام بيديه. يعلم أنّهُ في أيّ لحظة وإذا ما شاحَ نظره سينقضّ عليه.

الشجاعة ليستْ عدم الخوف، الشجاعة هي فعل الشيء مع وجود الخوف.

 

 

(جوهر الأسرار ٤١ – ٥٠)

يُكرّس النخبة حياتهم للعظمة، مدفوعينَ بنظام اعتقادي استثنائي وتوقّعات عالية لأنفسهم. يصنعونَ بيئتهم ويعشقونَ عملهم وهمُ الأكثر حماسة. فهُم لا يرونَ الحياة كشيءٍ وجبَ عليهم، بل يرونها كشيءٍ تمّ اختيارهم ليكونوا جزءًا منه.

 

 

 

٥١: النخبة يتطورون من الدافع القائم على الخوف إلى الدافع القائم على الحب

“لدى الجميع خياران: إمّا أن نكون ممتلئين بالحب… أو ممتلئين بالخوف.” — ألبرت أينشتاين

 

يحصل النخبة على التحفيز من مصدرين: إمّا من خوفِ الفشل، وإمّا من حبّ الفوز وتحقيق رؤيتهم والوصول لأهدافهم. والذين يحصلون على تحفيزهم من الحبّ هم أقوى من الذينَ يحصلون على تحفيزهم من الخوف. من تحرّكهم رغبة النجاح هُم أقوى مِن مَن يحرّكهم الخوف من الفشل.

 

 

٥٢: النخبة يدركون حدود المال

“عندما تفعل شيئًا تحبّه، فإن التجربة ذاتها تكون أعظم مكافأة لك.” — بيل غوف

 

يهدف العاديّون ليصلوا لدرجة الثراء التي يعتقدونَ أنّها ستملأ الفجوة التي بداخلهم. ولكن هذه الفجوة لن تملأها كلّ نقود الدنيا. يعرف النخبة أنّ هذه الفجوة يملؤها الشعور بالرضا والإنجاز، والمال ما هوَ إلّا قطعة الكرز على الكعكة.

ولا يَمْلَأُ عَيْنَ ابْنِ آدَمَ إلَّا التُّرابُ

 

 

٥٣: النخبة يفكرون في المستقبل

“جميع القادة العظماء لديهم رؤية واضحة، ويمكنهم تخيّل النتيجة المثالية لكل موقف.” — براين تريسي

 

يستذكّر العاديّون جمال الأيام السابقة ويتمنّونَ لو تعود. بينما يحترم النخبة ما حصلَ في الماضي ولكنّ يركّز على رؤية المستقبل وكيفَ يحقّقها. ويبدأ المشوار الحقيقي حينما تقتنع أنّ كلّ ما يحصل في حياتك هو مائة بالمائة تحتَ مسؤوليتك. أفعالك اليومية الصغيرة هي التي ستوصلك لأهدافك المستقبلية

اقرأ كتاب تأثير التراكم The Compound Effect

 

 

٥٤: النخبة يتحدّون الحقائق السائدة

“عندما يكون الحلم كبيرًا بما يكفي، تصبح الحقائق بلا قيمة.” — راي يونغبلود

 

يأخذ النخبة الحقائق والوضع الراهن في الحسبان، لكن لا يجعلوها مؤثّرة عليهم. فعقولهم لا تعرف حدودًا، وما إذا وجدوا مجالًا لتطوير شيئًا ما، فسيتحدّوا الكلَّ ليحققوه. في بداية القرن العشرين، اعتقدَ العلماء أنّهُ قد تمّ اختراع كلّ شيء، ولكن لا يستمع النخبة إلّا إلى النخبةِ أمثالهم.

 

 

٥٥: النخبة يدفعهم الاستمتاع بما يفعلون

“عندما تمتلك الثقة، يمكنك أن تستمتع، وعندما تستمتع، يمكنك تحقيق أشياء مذهلة.” — جو ناماث

 

يعتقد العاديّون أنّ النخبة هم مجموعة من الأشخاص الذينَ ضحّوا بكلّ شيء من أجل النجاح، وأنّهم المنضبطين وفائقي التركيز وكلّ هذه صحيحة، ولكنّ النخبة يستمتعونَ بعملهم. تملأُهم الحماسة تِجاهِ مهامهم وأشغالهم ولا يكرهوا عملهم مثلَ السذّج العاديين.

 

 

٥٦: النخبة يتعلمون فن التسامح

“الضعفاء لا يستطيعون المسامحة، فالتسامح من صفات الأقوياء.” — المهاتما غاندي

 

الانتقام هوَ الطبق المفضّل للشخص العادي، بينما يعرف النخبة أنّ القوي هوَ الشخص الذي يسامح.

الإنسانُ يا صديقي كائن عاطفي، وليسَ عقلاني. إن توقّعت أنْ يكونَ الناسُ عقلانيين طوالَ الوقت، فكأنّكَ تتوقع من المكينة أن تصبح عاطفية. يتفّهم النخبة حقيقة البشر ودوافعهم العاطفية، مما يتيح لهم سهولة مسامحة الآخرين.

كانَ مانديلا يستطيع الانتقام ولكنّهُ اختار التسامح والغفران بدلًا من ذلك.

 

 

٥٧: النخبة يعرفون لماذا يقاتلون

“إحدى سمات العظماء هي إدراكهم التام لما يستحق القتال من أجله. إنهم على استعداد للمعاناة والتضحية لجعل رؤاهم حقيقة.” — ستيف سيبولد

 

الرؤية والهدف واضحان لدى النخبة، إذ أنّهُ يعرف لماذا وماذا يحارب. كلّ ما ازداد الألم، وسألَ العقل الباطن العقل الواعي لماذا عليّ أنّ أعاني كلّ هذا؟ يجيب العقل الواعي بالرؤية والهدف، مما يزيدُ الحماس. كلما كان سببك أقوى، اشتعلت عزيمتك لمدّة أطول. فامتلاك ‘لماذا’ عظيمة يعني طاقة لا تنضب.

 

 

٥٨: النخبة يعلمون أن “جيد جدًا” لا تكفي

“القوة الذهنية لا تعني الانتقال من جيد إلى جيد جدًا—بل من جيد إلى عظيم. كلّ من يرضى بجيد جدًا، سيقضي سنوات عمره يتساءل لماذا لم يصل للقمة.” — ستيف سيبولد

 

صوّب على القمر، فإن لم تصبه فحاول مجددًا. لا يرتاح النخبة ولا يرضونَ بنتيجة جيّد جدًا. هدفهم الوحيد هو الدرجة العظمى. لأنّ الفرق بينَ الجيّد والعظيم فرق شاسع. حياةُ أو موّت هوَ الفرق بينَ الطبيب الجيّد والعظيم. الحريّة المالية هيَ الفرق بينَ مالكِ الشركة الجيّدة ومالك الشركة العظيمة.

الفرق بينَ المتسابق الحائز على المركز والأول والثاني هوَ مجرّد اجزاء من الثانية. والمتسابق الثاني؟ نُسيَ مع الزمن لتبقى ذكرى المتسابق الأول فقط.

 

 

٥٩: النخبة يحتضنون ريادة الأعمال والحرية المالية

“حقيقة أن البعض أصبحوا أثرياء تعني أن بإمكان الآخرين أن يصبحوا أثرياء أيضًا، وهذا في حدّ ذاته تشجيع على العمل والإبداع.” — أبراهام لينكولن

 

يعامل النخبة أنفسهم كمن يعمل لنفسه، أو كمديرِ نفسه، ناهيكَ عن الشخص الذي يدفع مرتّبهم (هذا في حالة عملهم في شركة).

ويقدمونَ أفضل ما لديهم من أجلهم وليسَ من أجل المدير أو اعتراف الموظّفين بقدراتهم، فهم يخدمونَ العملاء ويسعونَ لمصلحة الشركة.

 

 

٦٠: النخبة يؤمنون بالمواطنة العالمية

“دون ثورة عالمية في وعي البشرية، لن تظهر مجتمعات أكثر إنسانية.” — فاتسلاف هافيل

 

النخبة لا يهتمّون من أيّ دولةٍ أنت، فهم يعرفونَ أنّ ما يحصل في أمريكا يؤثّر على اليابان، وما يحصل في افريقيا يؤثّر على آسيا. لا وجودَ للحدود في عقلية النخبة، بل هُم يرونَ الفرص ويفكّرونَ من منظورٍ عالمي، لخدمة كلّ البشرية بشكلٍ متساوٍ.

 

 

(جوهر الأسرار ٥١ – ٦٠)

الحب هوَ الذي يدفع النخبة وليسَ الخوف. ويدركونَ أنّ المالَ ليسَ هدفًا، بل هوَ أثرٌ ونتيجةٌ لخدمةٍ قيّمة. نظرتهم موجّهة نحوَ المستقبل ولا يتعلّقونَ في أخطاءِ الماضي. يتحدّى النخبة كلّ الحقائق لصناعة واقعهم الخاص. والنخبة متسامحونَ ولا يكتفونَ بجيّد جدًّا كإجابة.

 

 

 

٦١: النخبة لا “يردّون الجميل”، بل يمنحون بسخاء

“لا تعطي كردّ جميل… فقط أعطِ.” — نيدو كوبين

 

لا يعتمد النخبة على قانون تبادل المنافع، بل هم يُعطونَ فقط وبدونَ توقّع مقابل، لأنّهم يرَونَ أنّ هذا هوَ الشيء الصحيح مما يدفعهم للشعور بالرضى والإنجاز أكثر من الناس العاديّة. ليسَ من بابِ الكرم فقط، ولكنّهم يعرفونَ أنّ المصدر متجدّد دائمًا وكلّ ما أرادوا المزيد سيحصلوا عليه، بينما الناسُ العاديّة تعتقدْ أنّ البئرَ سيجفّ وبالتالي سيموتوا عطشًا لو شاركوا من مائه.

 

 

٦٢: النخبة مهووسون بأهدافهم

“هناك صفة واحدة يجب أن يمتلكها المرء للفوز، وهي الوضوح التام في الهدف، والمعرفة بما يريده، والرغبة المشتعلة لتحقيقه.” — نابليون هيل

 

أهداف النخبة مزروعة داخل عقلهم الباطن، لأنّهم يراجعوها ويقرأوها مع أنفسهم بشكل يومي. بعكسِ الناس العادية التي تُحدد أهدافها في رأسِ السنة فقط، ولا تعاود النظر إليها إلّا عند حلول رأسِ السنة الجديدة.

 

 

٦٣: النخبة لا يفشلون، بل يتعلمون وينمون

“النمو ذاته يحمل في داخله بذرة السعادة.” — بيرل باك

 

من أسرارِ قوّة النخبة هيَ رؤيتهم للفشل كجزء من النمو وليسَ عائق. فباعتقادهم، الفشل هوَ الاستسلام والتوقّف عن المحاولة، لكنّهم مثابرون لا يعرفونَ معنىً للتوقف. فهم يتعلّمونَ وينْمونَ من تجاربهم. بينما العاديّون، لا يخوضونَ معاركًا يرونَ أنَّ الفوزُ فيها ليسَ مضمونًا، فهم يخافونَ من الفشل ويتجنّبونَ الألم مهما كان. بعكسِ النخبة الذينَ يبحثونَ عن الألم الذي يساعدهم باختبارِ قدراتهم ويفهمونَ أنّ الفشل ما هوَ إلّا عرق النجاح.

 

 

٦٤: النخبة خبراء في التواصل مع الآخرين

“عند التعامل مع الناس، تذكّر أنك لا تتعامل مع مخلوقات منطقية، بل مخلوقات عاطفية.” — ديل كارنيجي

 

يعرف النخبة أنّ البشر مخلوقات عاطفية متنكّرة بهيئة مخلوقات منطقية. كلّ بشري يرغب ويتوق إلى الشعور بالأهمّية. من الطبيب وحتّى سائق الباص، يتلهفونَ يوميًا لأجلِ الحصول على التعاطف من الآخرين. والنخبة يعرفونَ هذا عن ظهرِ قلب، لذا يؤثّرون على الناس بجعلهم يشعرونَ بأهمّيتهم في المجتمع.

 

 

٦٥: النخبة هم انعكاس لعاداتهم

“نحن من نصنع عاداتنا، ثم تقوم عاداتنا بصنعنا.” — جون درايدن

 

٦٠ بالمية من الحياة اليومية نقضيها بناءً على عاداتنا السابقة. ولو حاولتَ أن تؤدّي مهمّة أو تنجز شيئًا جديدًا كلّ يوم، فسيقاومك ويحاربك عقلك. لذا، يعرف النخبة أن بناء العادات التي تساعدهم في النجاح، ستوفّر عليهم عناءَ المعارك اليومية ضد العقل. ويعرفونَ أنّ بناء عادة النجاح أصعب من كسرِ نفسِ العادة. ويؤمنونَ بقوة الزخم، ما إن تبدأ في اتخاذ العادة بشكلِ يومي فستلاحظ قوة دفعها بدونِ تدخلك.

 

 

٦٦: النخبة يفهمون قوة التواضع

“إذا حدث خطأ، فأنا المسؤول. إذا كان النجاح جزئيًا، فنحن المسؤولون. وإذا كان نجاحًا كبيرًا، فأنت المسؤول. هذا كل ما تحتاجه لجعل فريقك يفوز.” — بول براينت

 

النخبة على علم أنّ التواضع هوَ من أكثر الأسلحة الفعّالة في التأثير على الناس. لن يستمع أحدٌ إلى المتكبّر المتغطرس. يمشي السذّج ويملأُهم الفخر والتكبّر لإشباعِ الآنا الخاصة بهم. ولا أقولُ أنّ النخبة لا يمتلكونَ فخر وتكبّر داخلي، لكنّهم لا يُظهروه للعامة. إنّما يستعملونهُ في المنافسة مع الآخرين، ليدفعهم أكثر.

 

 

٦٧: النخبة يجدون السعادة في الإنجاز، لا في التملّك

“الروح البشرية تحتاج إلى تحقيق الإنجازات والانتصارات لكي تكون سعيدة.” — بن ستاين

 

مصدر السعادة للناسُ العاديّة هوَ في الغالب المتعة اللحظية والفورية. مثلَ الوجباتِ السريعة، التدخين، إنفاق المال على ما يجعلهم سعداء ومن ضمنها الممتلكات. بينما مصدر سعادة النخبة يكونُ من تحقيقِ أهدافٍ وإنجازاتٍ، لا من ممتلكاتٍ وأموال. هذا لا يعني أنّ المالَ ليسَ مهمّا في حياةِ النخبة، ولكنّهُ ليسَ الأساس.

 

 

٦٨: النخبة يؤمنون بالصدق مهما كان الثمن

“قد لا يصبح الرجل الصادق ثريًا بسرعة مثل المخادع، لكن نجاحه سيكون أكثر أصالة، وأكثر استدامة. وإن واجه الفشل مؤقتًا، فعليه أن يظل صادقًا؛ فمن الأفضل أن يخسر كل شيء ويحافظ على نزاهته، لأن الشخصية بحد ذاتها ثروة.” — صامويل سمايلز

 

يبني البعض ثروتهُ على جبلٍ من أكاذيب، ولكنّ نجاحهُ الزائف لا يدوم، فسرعانَ ما يسقط بلا طريقةٍ للعودة. بينما يبني النخبة ثروتهُ على جبلٍ من الصدق. وبالرغمٍ من أنّها تستغرق وقتًا أطول في البناء، لكنّها تصمد طيلةَ الحياة.

يحمي النخبة صدقهم وسمعتهم بحياتهم.

 

 

٦٩: النخبة يعلمون أن الأفكار العظيمة هي مفتاح النجاح

“الأفكار التي أؤمن بها ليست لي؛ استلهمتها من سقراط، واستعرتها من تشيسترفيلد، وسرقتها من المسيح. جمعتها في كتاب. إذا لم تعجبك قواعدهم، فأي قواعد ستستخدم؟” — ديل كارنيجي

 

كلّما قلّ الزمن بينَ الفكرة وتنفيذها، كلّما زادت احتمالية وصولك للفكرة التي ستغيّر حياتك. يعرف النخبة أن الأفكار هيَ ملايين الدولارات المحتملة، إلّا في حالةْ طُبّقت. وكلّما كانتْ الفكرة تحلّ مشكلة أعظم، كلّما كان العائد أكبر. بينما تتوقّف فكرة الشخص العادي عندَ فمه، يُسجّل النخبة فكرته ويبدأ في التخطيط كيفَ يطبّقها، وإذا لم تنجح؟ يحاول مجدّدًا مع الفكرة التالية والتي تليها والتي تليها.

 

 

٧٠: النخبة هم نتاج خيالهم الخاص

“الرجال العظماء والناجحون استخدموا خيالهم… يفكرون مسبقًا، يصنعون صورة ذهنية لما يريدون، ثم يعملون على تحقيقها بكل تفاصيلها، يضيفون هنا، يغيرون هناك، لكنهم يواصلون البناء بثبات.” — روبرت كولير

 

صدّق أو لا تصدّق، كلّ إنجاز عظيم في هذه الدنيا، كانَ مجرّد خيال في عقلِ شخصٍ ما، تشجّع ثمّ خطى الخطواتِ الأولى بالرغمِ مِن أنفِ كلّ السُذّج الذينَ وقفوا ضدّه.

الخيال بالنسبة للعاديين هوَ مجرّد وهم، بينما هوَ المختبر لأفكارِ النخبة العظيمة. حيثُ تولدُ فيهِ الأحلام ثمّ تتحوّل لواقعٍ ملموس.

 

 

(جوهر الأسرار ٦١ – ٧٠)

لا يُبنى النجاح على الخداع، بل يُبنى على الصدق والنزاهة. ربما طريقُ النزاهةِ طويل، لكنّهُ الأكثر ثباتًا واستدامة. والناجح على الكذب ستنهارُ مملكتهُ بينَ ليلةٍ وضحاها. فحافظ على سمعتك كما تُحافظ الأمُّ على رضيعها.

 

 

 

٧١: النخبة لا يسمحون لمشاعرهم بإعاقتهم

“من الأسهل أن تتصرف بطريقة تجعلك تفكر جيدًا بدلاً من أن تفكر بطريقة تجعلك تتصرف جيدًا.” — بيل غوف، الأب الروحي للتحدث الاحترافي

 

ينتظر الأشخاص العاديّون اللحظة المناسبة، والوقت المناسب، والمشاعر المناسبة، حتّى يؤدّوا العمل الذي وعدوا أنفسهم به، وماذا تنتج هذه العقلية؟ عبدًا للعواطف والمشاعر. لا يعمل ولا يتحرّك إلّا عندما “يشعر بذلك”.

  • “ما أحسّ”
  • “ما أحسّ أنّ لي نفس أقوم واكتب”
  • “مالي نفس أكلّم العميل أو اتصل عليه”
  • “مالي نفس ابني العادات اللي بتوصلني وتحقق لي أهدافي”

 

تكرارك في اتّباعك لمشاعرك حينما يأتي الأمر للعمل، سيبرمج عقلك على الاداء حينَ تتوافق المشاعر اللحظية مع المهمّة العملية، وهذا عكس ما يفعله النخبة. فهم لا يهتمونَ لكيفَ يشعرون، المهمّ هوَ البدء، الآن، وبعدَ البدء في العمل، يتغيّر الشعور ويبدأ التحفيز في ملئهم من الداخل. كُنّا نعتقد أن الحافز يأتي أولًا ثمّ التصرف، لكنِ الحقيقة هوَ أنّ الفعل أو التصرّف أولًا ثم يأتي الحافز.

 

 

٧٢: النخبة يعملون من منطلق الحب والوفرة

“الحياة المليئة بالوفرة لا تأتي إلا من خلال الحب العظيم.” — إلبرت هابارد

 

يعلم النخبة أننا لا نستطيع العمل إلا من خلال أحد إطارين الوعي في الوقتِ ذاته – الأنا أو الروح. فكلّ شيءٍ نقي ينبع من الروح والحب الذان يمثّلان قوانين الكون الطبيعية، والاشياء السيئة أتت من الآنا التي شكلها وكونها الإنسان، وهيَ المصدر الرئيسي للخوف.

 

اسأل نفسك كلّ بضعة ساعات:

هل أنا اتصرّف من الروح أم من الأنا؟ (لأن الطريقة التي تتصرف بها اليوم، ستحدد الشخص الذي ستصبح عليه غدًا.)

 

الروح: هادئة، غير مُصدرة للأحكام، محبة، متقبلة، متسامحة، صادقة بلا تظاهر، تعيش في وفرة، ودودة، تبحث عن الحلول التي تفيد الجميع (Win/Win)، تعطي بلا مقابل، تبدع بلا قيود.

الأنا: خائفة، مُصدرة للأحكام، تكره المخاطرة، تنافسية بشكل مرضي، متسرعة، قلقة، تعيش في ندرة، تبحث عن المكسب حتى لو كان على حساب الآخرين (Win/Lose)، أنانية، غير متسامحة، محبطة دائمًا.

 

 

٧٣: قادة النخبة مستعدون لخسارة وظائفهم كل يوم

“أي قائد عظيم يجب أن يكون مستعدًا للمخاطرة بكل شيء. عليك أن تكون مستعدًا لأن تُطرد يوميًا عندما تدافع عن قناعاتك.” — بيلي جين كينغ، أسطورة التنس

 

يقودُ الناسُ العاديّة من بابِ الخوف، وتؤثّر عليهم الظواهر الخارجية والأحداث السياسية بكلّ سهولة، ويملأُهم خوف الخسارة والفشل. النخبة في اليدِ الأخرى، يقودونَ من معهم دونَ الخوفِ من فشلٍ أو خسارةِ وظيفة، فقيادتهم تكونُ بناءً على قيَم، وليخرجوا أفضلَ مافي من معهم. فالقتال في الطريق الصحيح، لا يحتاجُ لمبرر. وحتّى لو خسروا عملهم، وكما ذكرنا سابقًا، يستطيعونَ الحصول على أيّ عمل بمكالمة هاتفية واحدة.

 

 

٧٤: النخبة لا يهتمون بمن ينال الفضل

“المعرفة قوة، لكن في عصر ما بعد الرأسمالية، تأتي القوة من مشاركة المعرفة، وليس من احتكارها.” — بيتر دراكر

 

يعتقد العاديّون أنّ العلم قوة، بينما يتيقّن النخبة أنّ العلمَ ما هو إلّا قوة محتملة. فالعلم بدون الفطنة والذكاء لاستخدامه وتطبيقه في أرضِ الواقع، مجرد حمارٍ يحمل أسفارا.

والسذّج يحرصونَ كلّ الحرصِ على نيلِ الفضل في كلّ مهمة وإنجاز يكملوه. بينما لا يهتمّ النخبة بمن يأخذ الفضل، لأنّهم يصوّبون نحوَ اتجاه الهدف الأسمى.

 

 

٧٥: النخبة متعطشون للتغيير

“الموظفون الذين يواجهون المشاكل في شركتنا هم أولئك الذين يتمسكون بماضيهم كأنه مرساة.” — جاك ويلش، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جنرال إلكتريك.

 

يتمسّك العاديّون بالمهارات والعلم والاستراتيجيّات التي أوصلتهم للمكانِ الذي هُم فيه، بينما يتوقُ النخبة للتطوّر الدائم ولا يأمنونَ الطرق الحالية ووضع السوق لأنّهُ في تغيّر دائم. يخافُ العاديّون بل ويحاربونَ التغيّر ويتمنّونَ لو الاشياء تبقى كما هيَ، بينما يعشق النخبة الأحداث المغيّرة لأنّها تملأُهُم حماسًا، وتُخبرهم أنّ مهاراتهم الحالية لن تفيد، فطوّروا أنفسكم لتُجاروا الموجات المتغيّرة.

وكما قال بروس لي: “كن كالماء، تتخذ شكل الوعاء الذي أنت فيه”

 

 

٧٦: النخبة يتحلون بالنزاهة

“عند البحث عن أشخاص للتوظيف، ابحث عن ثلاث صفات: النزاهة، الذكاء، والطاقة. إن لم يمتلكوا النزاهة، فإن الصفتين الأخريين ستدمرانك.” — وارن بافيت

 

سُمعة النخبة تسبقهم عندما يتعلّق الأمر بالنزاهة. فهيَ عادةٌ اتّخذوها، ليسَ لأنّها تنجح، بل لأنّها الشيء الصحيح. يثق بهم عملائهم، زملائهم ومن هم أعلى منهم، لأنّهم يعرفونَ أنّ وعدْ وكلمة النخبة لا رجعة فيه، هذا معنّى التحلّي بالنزاهة.

 

 

٧٧: النخبة يتسمون بالجرأة

“فقط الجريئون يصلون إلى القمة.” — بوبليليوس سيروس، كاتب روماني

 

يتصرّف النخبة بجراءة ودونَ الملاحظة في غالبِ الأحيان بسبب أنّ أهدافهم قريبة، أو هذا ما يقولهُ عقلهم الباطن، فتجدهم يدفعوا ويتصرّفوا بكل جرءة، دونَ الخوفِ من إحراجٍ أو فشل. والاندفاع الشديد بعضَ الأحيان يسبب الإزعاج للآخرين، لهذا هم يمتلكونَ بجانبهم أشخاصًا يذكّرونهم بأهمّية التريّث من وقتٍ إلى وقت.

لكنّ يخافُ العاديّون من الإحراج ويريدونَ حفظَ ماءِ وجههم، لذا فكلمةُ الجرئة ممسوحة من قاموسهم.

 

 

٧٨: النخبة يفهمون قوة العمل الجماعي

“إذا أردنا المنافسة بفعالية في عالم اليوم، يجب أن نحتفل بروح ريادة الأعمال الجماعية، حيث يكون الجهد الكلي أكبر من مجموع الجهود الفردية.” — روبرت رايش، وزير العمل الأمريكي الأسبق

يخاف العاديّون من أفكار الآخرين بحكمِ أنّها تهدّدُ الإيقو الخاص بهم ونجاحهم. (بالرغمِ من أنّ لا علاقة بهذا ولا ذاك) بينما يفضّل النخبة، العمل نحوَ ما يحرّك السفينة ورفقةَ عقولٍ فذّة، أناسٌ ذوي نزاهة ومشابِهينَ لهم.

رجل الأعمال الأمريكي روس بيروت قال: “الحياة أقرب لكونها شبكة عنكبوت من كونها مخطط تنظيمي” يخافُ العاديّون من العمل في مجموعات، لشعورهم بالتهديد، ويفضلونَ العمل كأفراد لضمانِ اعترافِ مديرهم بهم. وبينما يفضّل النخبة عمل المجموعات ويحرصونَ على أخذِ كلِّ فردٍ فضلًا كافي من العمل.

 

 

٧٩: النخبة يعرفون الدور الأساسي للقائد

“القيادة ليست منصبًا، إنها ظاهرة. الناس يتبعون القائد لأنهم يريدون ذلك، وليس لأنهم مضطرون.” — لاري ويلسون

 

يعرف النخبة أنّ الهدف الرئيسي في القيادة ليسَ فقط التأثير والوصول للهدف، ولكنْ الهدف الرئيسي هوَ إخراج القوة الكامنة من من تَبِعوك. كلّ شخص في هذه الدنيا لديه قوى كامنة ويستطيع تحقيق أكثر من ما يعتقده بعشرات المرات. ولكن الصعوبة تكمن في فتحِ هذا الباب، وحارس الباب ليسَ المتساهل من نوعه، وبصفتك القائد ستستطيع التأثيرَ على الشخصِ الواقف خلفَ هذا الباب، وتُريه كيفَ أنّ باستطاعته هزيمة هذا الحارس إنْ آمنَ بقدراته وحاول.

الحارس هوَ عقلك، والبوابة هيَ الحدود لاعتقاداتك وإيمانياتك بما تستطيع إنجازه في هذه الحياة. فخلف البوابة يزدهر عالمٌ مختلفٌ تمامًا. وكلّما كانت اعتقاداتك محدودة، كلما كبُرَ حجمُ هذه البوابة، وكلّما كرّرت لنفسك “أنك لن تستطيع، أنّك لن تستطيع، أنّك لن تستطيع”، فسيزيدُ هذا الحارس قوةً، وستضعف أنتَ شيئًا فشيئًا.

 

 

٨٠: سلوك النخبة يقودهم إلى سعادة العظماء

“يمكنني تعريف السلوك في كلمة واحدة: الحياة. السلوك هو العامل الحاسم في الحياة. إنه الكنز الذي يكمن بداخلك. السلوك الإيجابي هو المفتاح الذي يشعل حياتك. يحدد ما إذا كنت تعيش الحياة، أم أن الحياة تعيشك.” — كيث هاريل، متحدث ومؤلف.

 

يُقصد بالسلوك هنا (وهو ما ترجمته من كلمة Attitude) أنّ الطريقة التي تنظر بها للحياة تُحدّد أشياءً كثيرة. ما هيَ إيمانيّاتك حولَ كلّ شي في هذه الحياة؟ هل تمتلك نظرة إيجابية تجاه العمل؟ المواقف الصعبة؟ المشاكل العائلية؟

فالنخبة، ومهما كانت الظروف التي هوَ فيها، لن تستطيع التأثيرَ به مالم يسمح لها بذلك. نظرتك وسلوكك في الحياة اليومية يؤثّر على كلّ من حولك، تأثيرًا مباشرًا أو تأثيرًا طفيفًا. النخبة يمتلكونَ سلوكًا إيجابيًا تجاه أغلب أمورِ حياتهم، لذا هُم أكثر رضى عن غيرهم.

 

 

(جوهر الأسرار ٧١ – ٨٠)

لا يسمح النخبة لمشاعرهم بأن تتحكّم في أفعالهم، لأنّهم يبدؤون العمل ثمّ يأتي الحافز لاحقًا. يدفعهم الحب والوفر لا الخوف والندرة. لا يهمّهم من ينالُ الفضل ما دامت أهدافهم تتحقق. يؤمنونَ بقوّة التعاون ويتحلّونَ بالنزاهة والجرأة. قيادتهم هيَ ما يخرج أفضلَ مافي الآخرين، ويدركونَ أنّ موقفهم الذهني وسلوكهم تجاه هذه الحياة هوَ المفتاح للسعادة الحقيقية.

 

 

 

٨١: النخبة يسعون لتحقيق التوازن

“هناك ما هو أكثر أهمية في الحياة من مجرد زيادة سرعتها.” — المهاتما غاندي

 

لا يرضى العاديّون بعمل إضافي بعدَ الساعة ال٥ مساءً، لأنّهم يرونَ أنّ الموازنة بين الحياة والعمل مهمة. لكنّ النخبة، ورغم موافقتهم على هذا الكلام، ولكنّهم لا يزالونَ يعملونَ لساعات متأخّرة، وحياتهم غير متّزنة، كلّهُ في سبيل تحقيق أحلامهم. والقليلُ القلّة من النخبة وصلَ لحالة التوازن الكامل في حياتهم.

 

 

٨٢: النخبة مستمعون محترفون

“استمع إلى كل شخص في شركتك، وابحث عن طرق لجعلهم يتحدثون. الأشخاص في الخطوط الأمامية – الذين يتعاملون مباشرة مع العملاء – هم الوحيدون الذين يعرفون حقًا ما يحدث هناك. من الأفضل أن تعرف ما يعرفونه.” — سام والتون، مؤسس وول مارت.

 

الشخص العادي يُقاطع كلام الآخرين وينتظر فقط دوره في الكلام، بينما يستمع النخبة بإنصاتٍ واهتمام، لأنّهُ يعرف أنّ الاستماع هوَ سرٌّ من أسرارِ التأثيرِ والنجاح.

والنخبة يعرفون أنّ البشر مخلوقات عاطفية، ويُمكن قرائتهم بكلّ سهولة، إذا ما استمعنا إليهم. نُخبة المبيعات يعرفونَ أنّ الاستماع وفهم حاجيّات العميل هوَ البوابة لخدمته بالشكل المثالي. ويعرف نُخبة المدراء، أنّ الاستماعَ لرجال المبيعات يكشفْ لهم ما الذي يحفّزهم للعمل أكثر.

 

مهارة الاستماع لا تقلّ أهمّية عن مهارة الإلقاء.

 

 

٨٣: النخبة هم سادة الزخم

“منتجو الزخم يفهمون قانونًا مهمًا من قوانين الفيزياء: ‘الأجسام الساكنة لا تمتلك زخمًا.’ إنهم يدركون قوة التفكير والتخطيط والعمل. الخلاصة – منتجو الزخم من الصعب إيقافهم.” — ديفيد بولاي، مؤسس مشروع الزخم.

 

الزخم هو حالة ذهنية تشعل الطاقة والحماس والعاطفة.. يستخدم النخبة الزخم لتغذية شغفهم. ويتعلمون كيفية التحكم في عواطفهم وخلق تصوّر للزخم قبل أن يوجد حتّى. ويعرفونَ أنّهُ إذا وُجِدَ الإدراك للزخم، فستتزايد القوة أوتوماتيكيًا. الزخم هو إدراك عاطفي ذاتي، وبالتالي يمكن انشائه في العقل. ثمّ يتضاعف الزخم تلقائيًا ويصبح كالقطار المتين الذي يصعُب إيقافه.

 

 

٨٤: تحقيق الإنجازات العظمى يتطلب العمل الجماعي

“ما هي وصفة النجاح؟ برأيي، هناك أربعة مكونات أساسية: اختر مهنة تحبها… أعطها أفضل ما لديك… اغتنم الفرص… وكن عضوًا في فريق.” — بنجامين فيرلس، الرئيس السابق لشركة يو إس ستيل.

 

يعرف النخبة أنّ الإنجازات تُحقّق بعملِ فريق، وليسَ فرديًا. ويُنسب النخبة الفضل لأعضاءِ الفريق الموهوبين، بدلًا من أنْ ينسبَوا كلّ العمل لهم. فُهم لا يؤمنونَ بفريقِ الرجل الواحد، أو استقلالية الشخص ووصوله للأعالي وحيدًا في طريقِ النجاح.

 

 

٨٥: النخبة يتطورون من إثبات أنفسهم إلى التعبير عن أنفسهم

“الطبقة المتوسطة والعليا المدفوعة بالأنا تسعى لإثبات نفسها. بينما يسعى النخبة المدفوعون بالروح فقط للتعبير عن أنفسهم. أحدهما يكافح ضد التيار، بينما الآخر ينساب بسلام مع النهر.” — ستيف سيبولد

 

اعتراف الأخرين وتقبّلهم لهم وتقبّل أنفسهم لأنفسهم هوَ الدافع والمحفّز للعاديين حتّى ينجزوا ويعملوا. ليجعلهم ذلكَ عبيدًا لآراء الآخرين..

والنخبة يستمتعونَ ويتحفّزونَ بكلامِ من حولهم وقبولهم، لكنّهُ ليسَ الدافع الرئيسي لإنجازاتهم. فدافعهم داخلي، يريدونَ مشاركة مواهبهم مع العالم الخارجي، وتغيّيرهُ للأفضل. فهيَ كتعبير عن أنفسهم، ليسَ للشهرة، ولا للمال، وليسَ رغبةً في إرضاء الناس.

 

 

٨٦: المديرون النخبة يرون أنفسهم عوامل تغيير

“الإدارة الجيدة تعني تعليم الأشخاص العاديين كيفية أداء عمل الأشخاص المتميزين.” — جون دي روكفلر، مؤسس شركة ستاندرد أويل.

 

عمل المدراء العاديّونَ هوَ مراقبة من هم تحتهم وإذا ما انجزوا مهامهم، بينما المدراء في مستوى النخبة، يُخرجونَ أفضل ما في الناس العاديّة. فهم قياديّون بالمثال. وسلوكياتهم وتصرفاتهم تُثبتْ أكثر من ما ينطقونَ به. فالمدير الحقيقي لا يفرض سلطته، بل يُلهم الآخرين من خلال أفعاله.

 

 

٨٧: النخبة يرون الأخطاء كرأس مال فكري

“المشكلة في أمريكا ليست أننا نرتكب الكثير من الأخطاء، بل أننا نرتكب القليل جدًا.” — فيل نايت، مؤسس ورئيس مجلس إدارة نايكي.

 

يخاف السذّج الأخطاء والفشل ويتجنّبوها مهما كلّفَ الأمر. والنخبة في الجهة الآخرة يبحثونَ عن الاخطاء، لأنّها هيَ التي تطوّرهم. تجدهم يكافئونَ من يجرؤ على الفشل والخطأ. فمعرفة الخطأ بحذافيره تمكّن الشركة من تجنّبه مستقبلًا، وتعرف كيفَ تواجهه في حالِ حدوثه مجدّدًا.

 

 

٨٨: النخبة لا يعقدون صفقات إلا إذا كانت مربحة للجميع

“قال لي والدي: ‘يجب ألا تحاول أبدًا أخذ كل الأرباح في الصفقة. دع الطرف الآخر يربح أيضًا، لأنه إذا أصبحت معروفًا بأنك تأخذ كل شيء، فلن تحصل على الكثير من الصفقات.” — جيه بول جيتي، مؤسس شركة جيتي أويل

 

الشخص الساذج يرى أن التفاوض مجرّد مسابقة وتحدّي بينَ طرفين. بينما يرى النخبة أنّها فرصة لمشاركة الفوائد بينَ الطرفين وزيادة فرص العمل بينهما.

فأهمّ مافي المفاوضة هوَ العدل، والمكاسب لكلّ طرف. ونادرًا ما يتعامل النخبة مع شخص في أقلّ من مستوى النخبة، لأنّ التعامل مع شخص يحترم قوانين وفنّ التفاوض، ويسعى لمكاسب الطرفين، هوَ المربح الأكبر.

 

 

٨٩: النخبة يبنون شبكة علاقات دولية ويهتمون بها

“إذا اضطررت إلى تسمية صفة واحدة مشتركة بين جميع الأشخاص الناجحين الذين قابلتهم طوال حياتي، فسأقول إنها القدرة على بناء شبكة علاقات ورعايتها.” — هارفي ماكاي، مؤسس شركة ماكاي إنفيلوب.

 

يرى الناس العاديّة أنّ التواصل والتعرف على رجال أعمال نوعٌ من الاستغلال، ويرى النخبة أنهُ فن تبادل منافع وبناء فرص. ويعرف النخبة أنّ هؤلاء الروّاد يحضرونَ معارض ومؤتمرات البزنس من أجلِ الشيء نفسه. فهم يبحثونَ عن علاقات ذات منافع متبادلة، بدونِ استغلالٍ فظّ.

 

 

٩٠: النخبة لا يترددون في اقتناص الفرص

“قلة الفرص هي دائمًا ذريعة العقل الضعيف والمتردد. الفرص! كل حياة مليئة بها… كل مقال صحفي فرصة، كل عميل فرصة، كل خطبة فرصة، كل صفقة تجارية فرصة – فرصة لأن تكون مهذبًا، فرصة لأن تكون شجاعًا، فرصة لأن تكون صادقًا، فرصة لتكوين صداقات.” — أريسون سويت ماردن، مؤسس مجلة النجاح.

 

الفرق الأعظم بينَ السُّذّج والنخبة، أنّ السّذج يرونَ الفُرصة كهاوية من المخاطر، إذا فشِلوا فلن يستطيعوا العودة على طريقهم الذي سيوصلهم إلى فراشِ موتهم سالمينَ آمنين. بينما يرى النخبة أنّ الفرصة كاللعبة، لا وقتَ لتضييعه، هذه الفرصة أمامك لا تضيّعها. إن فشِلت المحاولة؟ فيهَ مجرّد خطوة في الطريق. النخبة على علمٍ بأنّ حياتهم هيَ مسؤوليتهم بالكامل، فمهما سآئت الأحوال، فالملامُ هم أنفسهم. وهم القادرينْ على خلقِ الفرص لأنفسهم. ويتّخذوا كلّ الفرص المناسبة حتّى تنجح مخاطراتهم.

 

 

(جوهر الأسرار ٨١ – ٩٠)

يسعى النخبة للموازنة بينَ حياتهم المهنية والعائلية ولكنّهم قد يضحّوا ببعضِ السنين لأجلِ تحقيق أحلامهم. يُتقنونَ فنّ الاستماع، ويستغلّونَ قوة الزخم في صالحهم، ويؤمنونَ بالعمل الجماعي. يرى النخبة أنّ الأخطاءَ هيَ الوقود لتطوّرهم، ويرونَ الإدارة كأداةٍ لصنع التغيير. لا يسعونَ لإثباتِ أنفسهم للآخرين ولكن للتعبيرِ عن ذاتهم. يعملونَ من مبدأ المكسب للطرفين، ويبنونَ شبكة علاقات قوية، ويغتنمونَ الفرص بلا تردد.

 

 

 

٩١: النخبة خبراء في التنظيم العقلي

“في التنظيم تكمن القوة دائمًا. وهذا صحيح بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالإنسان المنظم جيدًا. فهو لا يهدر موارده، بل يطور عقله باستمرار وينشر الثقة من حوله.” — جورج ماثيو آدامز، ١٨٧٨-١٩٦٢، كاتب.

 

ما يميّز النخبة هو قدرتهم على معرفة ماذا يريدون، ولماذا يريدونه، وكيف يحصلوا عليه. يمتلكونَ عقلية منظّمة. عكس العاديّون الذينَ يقضون ساعاتَ تنظيمهم في التركيز على إجازتهم السنوية وأينَ سيقضوها. حتّى في عملهم لا يمتلكون القدرة على التنظيم، بل يُلهونَ أنفسهم بالأفلام والمسلسلات والسوشل ميديا وألعاب الفيديو.

يعمل النخبة في تنظيم خططهم وتجديدها بشكلٍ دوري. من أحلامهم ورؤياهم الكبيرة، إلى أهدافهم اليومية وأوقاتهم التي يقضوها مع العائلة.

 

 

٩٢: النخبة يرفعون وعيهم من خلال التغلب على العقبات

“الصخرة التي تُعد عقبة في طريق الضعيف، تصبح حجر الأساس في طريق القوي.” — توماس كارلايل، ١٧٩٥-١٨٨١، كاتب

 

ترى الناس العاديّة العقبات كما لو أنّها طريقٌ مسدود. بينما يرى النخبة العقبة على أنّها الفرصة ليُطوّروا من مستواهم في التفكير وكفائتهم العملية. لأنّهم يعلمون أن الطريقة الوحيدة لتعزيزِ قدراتهم هيَ بمواجهة المصاعب والشدائد. وتخطّي عقبة كبيرة تلوَ عقبة أكبر هوَ ما يبني الشخصيةَ العظيمة.

 

 

٩٣: النخبة في سلام مع أنفسهم

“أساس الصلابة الذهنية هو أن تكون دائمًا في سلام مع نفسك.” — جيري زيمرمان، مدرب تنس

 

يعتقد العاديّون أن السلام العقلي وراحة البال يمكنك أن تستدعيها متى ما أردت. ولكن للنخبةِ كلامٌ أخر. فراحة البال لا تأتيهم إلّا عندما يُقدّموا كلّ ما لديهم في سبيلِ عملٍ ما، سواءً جسديًا أو عقليًا. فإنْ نجحوا فوالتهم راحة البال، وإن لم ينجحوا، فوالتهم راحة البال، لأنّهم تيقّنوا بذلهم كلّ الجهد الممكن.

 

 

٩٤: النخبة يدركون قوة المثابرة

“إذا اضطررت لاختيار صفة واحدة أعتبرها الأكثر ارتباطًا بالنجاح، مهما كان المجال، فسأختار صفة المثابرة. الإرادة الصلبة. القدرة على النهوض بعد السقوط سبعين مرة والوقوف مجددًا قائلًا: ‘هذه هي المحاولة رقم واحد وسبعون!'” — ريتشارد ديفوس، مؤسس شركة أمواي

 

ما يُحزن هوَ أن الناس العادية تقفز من وظيفة إلى وظيفة بدونِ معرفة ما يريدونه في هذه الحياة، حتّى ينفذ الوقت. فبالنسبةِ لهم كلمة المثابرة مجرّد كلمة، ولم يطبّقوها في حياتهم لأنّهم لا يتمسكونَ بنفسِ الهدف لفترةٍ كافية.

النخبة يعيش ويتنفّس على المثابرة. فما أن يحدّد هدفه، تجدُ هوَسهُ وبشكلٍ يومي نحوَ هذه الرؤية يتحوّل لحقيقة شيئًا فشيئًا. فمهما سقط، سيقف ويجري، ثمّ يهرول إن لم يستطع، فيسقط، فينهض حتّى لو كلّفهُ الأمرُ حياته في سبيلِ تحقيق هذه الرؤية. هذا هوَ الصمود. فبسقوطك، أنتَ لا تفشل، وإنّما تتعلّم وتصبح أفضل.

 

 

٩٥: النخبة يسعون إلى القوة لتحقيق أحلامهم

“لديكم جميعًا قدرات لم تحلموا بها من قبل، يمكنكم القيام بأشياء لم تعتقدوا أبدًا أنكم قادرون عليها. لا توجد حدود لما يمكنكم فعله، باستثناء الحدود التي وضعتموها لأنفسكم في عقولكم. لا تفكروا أنكم لا تستطيعون، بل فكروا أنكم تستطيعون.” — داروين كينغسلي

 

الناس العادية لا تعرّف أنّ لديها القدرة لفعل أيّ شيء تريده، بل ويعتقدونَ أنّ القوةَ للأغنياء وأصحاب السلطة فقط. يعرف النخبة قدرتهم الكامنة وقوّتهم حتّى في التأثيرِ وتحفيز غيرهم. يسعى النخبة لزيادة قوتهم من أجلِ التأثير على عدد أكبر من الناس وتحريرهم من قبضة الطبقة العليا التي تستعمل القوة لتتلاعب بهم.

 

 

٩٦: النخبة يدفعون دائمًا نحو التقدم

“التقدم يعتمد بشكل أساسي على تعلم كيفية تطبيق القوانين والحقائق التي لطالما كانت موجودة.” — جون آلان ماي، كاتب

 

يرغب العاديّون في بقاءِ الاشياء كما هيَ، بدون تغيير، والسبب يعودُ لخوفهم من كلّ ما هوَ جديد لأنّهُ غيرُ مألوف. فتجدهم يسعونَ لإعادة كلّ شيء كما كان. بينما يعشق النخبة الغيير، وبالتحديد التغيّير الجيّد الذي يجلب التحدّيات.

 

 

٩٧: النخبة يمدحون الآخرين بسخاء وباستمرار

“الكلمات التقديرية هي أقوى قوة للخير على وجه الأرض.” — جورج كرين

 

يرى العاديّون أنّ المدح كالرفاهية والترف، لا يُعطى لأيّ شخص، بل في مناسبات محدّدة. بينما يستعمل النخبة المدح بشكلٍ يومي ومع كلّ من حولهم لأنّهم يعرفونَ أنّ البشر كائنات تتوقُ إلى التعاطف والمدح، مهما كانَ المنصب فالبشر في النهاية هم بشر.

أهمّ قانون في المدح هوَ الصدق وتجنّب المجاملة الكاذبة، فقد يميّزها الشخص بسهولة.

 

 

٩٨: النخبة مستعدون دائمًا لدفع الثمن

“أتساءل ماذا كان سيحدث لي لو أقنعني أحدهم بفكرة يوم العمل ذي الثماني ساعات، وأقنعني بأنه ليس من العدل أن أبذل أفضل ما لدي في عملي. أنا ممتن لأن مفهوم يوم العمل ذي الثماني ساعات لم يكن موجودًا عندما كنت شابًا. لو كان الأمر كذلك، لا أعتقد أنني كنت سأحقق الكثير.” — توماس إديسون، ١٨٤٧-١٩٣١، مخترع

 

النخبة على علمٍ تام أنّ الثمن عالي جدًا جدًا، لكنّهم مستعدين لدفعه. مستعدينَ لدفعِ الثمن بوقتهم، وجهدهم، وعرقهم، ودمائهم، وعلاقاتهم، وكلّ ما على الطاولة لأجلِ تحقيقِ الهدف. لأنّ الهدف هوَ تأجيل المتعة اللحظية واستبدالها بمتعة تدوم لسنين. كالتقاعد المبكّر مع مبلغ يكفي لباقي الحياة.

النخبة لا يؤمنون بقاعدة ال٨ ساعات عمل في اليوم، فبالنسبة لهم، طالما الأعينُ مفتوحة والعقل نَشِطْ، فهذهِ ساعةُ عمل. هنالك فرقٌ واضح بينَ الخاسر والفائز. فندم الفوز لا يضاهي ندم الخسارة.

 

 

٩٩: النخبة على وعي بقدراتهم اللامحدودة

“مقارنة بما يجب أن نكون عليه، نحن بالكاد مستيقظون. نحن نستخدم جزءًا صغيرًا فقط من مواردنا البدنية والعقلية. وبشكل عام، يعيش الإنسان ضمن حدود ضيقة جدًا مقارنة بقدراته الحقيقية، فهو يمتلك قوى متعددة ولكنه نادرًا ما يستخدمها.” — ويليام جيمس، ١٨٤٢-١٩١٠، كاتب

 

الاعتقاد المحدود، وفكرة أنّك لستَ قادر على تحقيقِ كلّ ما هوَ أكبر منك في هذه الحياة قد اقتنعها المليارات من البشر. والنخبة عندما بعلم أنّهُ على مقدرة لتحقيقِ أيّ رؤية يختارها، وبدونِ حدود، ولكن الشرط الوحيد هوَ دفع الثمن، فتراهُ لا يتردد في جمعِ فريقٍ والإبحار نحوَ المجهول.

 

 

١٠٠: النخبة يستعدون دائمًا للفوز

“عامل الارتباك… عندما لا نكون مستعدين للفوز، سنرتبك عند أول سؤال لا نملك إجابته.” — لو وود، مدير أعمال إقليمي في شركة جونسون آند جونسون

 

التخطيط والاستعداد ليسَ من شيَم الناس العاديّة، فهوَ شيء يختصُّ فيهِ النخبة. يخططونَ لأهدافهم اليومية والسنوية ويعيدونَ تشكيلْ وصناعة رؤياهم لتتناسب مع واقعهم. وحينَ يصعب الأمر، يطلبونَ المساعدة من شخصٍ خبير في مجالِ التخطيط. المهمّ أن لا يُبحروا دونَ وِجهة. فالسفينةُ بدونِ وجهة لن تصل.

 

 

(جوهر الأسرار ٩١ – ١٠٠)

النخبة مُثابرونَ وصامدون، ومنظمونَ عقليًا ويرونَ العقبات فرصًا للنمو. يسعونَ للتغيير والتطوير، ويدفعونَ ثمن النجاح دونَ تردّد. يفوزونَ بالتخطيط والعمل، لا بالاعتمادِ على الحظ.

 

 

 

١٠١: النخبة ملتزمون بتطوير أنفسهم

“لقد أمضيت الأربعين عامًا الماضية في محاولة إقناع الشركات الأمريكية بأن أسرع طريقة لتحسين الأرباح هي من خلال تطوير الموظفين على المستوى الشخصي.” — لاري ويلسون، مؤسس شركة ويلسون للتعلم

 

أكثر من ٩٥ بالمية من سكان الكوكب لا يقرؤون كُتب تطوير الذات. ويسعى النخبة وبشكلٍ يومي في تطويرِ نفسه حتّى ولو واحد بالمائة في كلّ مجال. فبالنسبةِ له، ربما يكونُ الفرق الصغير كفيلًا لينقله من مرحلة لمرحلة. تطوير الذات هوَ عن اكتشافك لقدراتك الكامنة، وليسَ فقط لتنميتها من الصفر. ما تريدهُ بالفعل موجود، فقد اكتشف نفسك وكيفَ تحفّزها للعمل حتّى تصل للنتائج وتُنجز جزئيتك من المهمة.

 

 

١٠٢: النخبة خبراء في حلّ المشكلات

“نحن نعلّم حل المشكلات التعاوني، بينما في المدرسة يُطلقون عليه الغش.” — إدوارد بايلز، مدير التعليم في شركة موتورولا

 

هدف النخبة هوَ حلّ المشاكل، ثمّ الانتقال لحل مشاكل أكبر. يعلمونَ أنّ الشركات الكبرى هدفها هوَ حلّ المشاكل لا أكثر.

العاديّون والسّذّج يحلّون مشكلة ثمّ يموتونَ لأجلِ الاعتراف بهم، وليكافئهم المدير على إنجازهم الضئيل لأنّ الإيقو الخاص بهم لا يشبع. بينما يعلم النخبة أنّهم مجرّد مسنّنة صغيرة في آلة أكبر وأكثر تعقيدًا. لا يتوقون للمدح ولكنّهم يركّزون على النتائج. يطلب العاديّون زيادةً في الراتب بحكمِ عملهم لساعات متأخرة وجهدهم في العمل، بينما يطلب النخبة علاوةً بعدَ أن يحلّوا مشاكلَ أكبر في الشركة، ويتركوا النتائج تتحدّث بدلًا عنهم.

 

 

١٠٣: النخبة مهووسون بالإنتاجية والنتائج

“نحن نعلم أين يكمن معظم الإبداع والابتكار والعناصر التي تحفّز الإنتاجية — في عقول أولئك الأقرب إلى العمل. لقد كانت هناك، أمام أعيننا طوال الوقت، بينما كنا نركض خلف الروبوتات ونقرأ الكتب التي تعلّمنا كيف نصبح يابانيين — أو على الأقل ندير أعمالنا مثلهم.” — جاك ويلش، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك

 

الشخص العادي يعتقد أنّ الإنتاجية هيَ الوقت المقضي أمام مهمّةٍ أو عمل. والنخبة يرى أنّ الإنتاجية تعتمد بالكامل على النتائج، وليسَ الوقت الضائع.

 

 

١٠٤: النخبة مدفوعون بالأرباح

“تحقيق الأرباح هو شرط أساسي لوجود الشركات ووسيلة لتحقيق أهداف أكبر، لكنه ليس الهدف النهائي بحد ذاته. الربح مثل الأكسجين، والطعام، والماء، والدم للجسم؛ فهي ليست الهدف من الحياة، ولكن بدونها، لا يمكن للحياة أن تستمر.” — جيمس كولينز وجيري بوراس، مؤلفا كتاب Built to Last

 

يقولُ النخبة أنّ الربح ليسَ كلّ شيء، ولكنّهُ عامل مهم في استمرارية العمل وضمان بقاء الشركة على أرضِ السوق.

 

 

١٠٥: النخبة يتحملون المسؤولية الكاملة

“أي نجاح على نطاق واسع يتطلب منك أن تتحمل المسؤولية. وفي النهاية، الصفة الوحيدة التي يشترك فيها جميع الناجحين هي قدرتهم على تحمل المسؤولية.” — مايكل كوردا، كاتب

 

العاديّون دائمي التحدّث عن أنفسهم كالضحايا. “السبب هوَ عائلتي، السبب هوَ بيئتي، عملي، مديري”. يخلقونَ حدودًا وهمية تُحطّ من مستوى عملهم ويكونُ عُذرًا كافي لهم ليستسلموا. بينما يضع النخبة المسؤولية الكاملة في أنفسهم ودونَ لومْ أيّ شخصٍ أو شيءٍ آخر.

 

 

١٠٦: النخبة لا يخشون المخاطرة

“لا أريد أن أجد نفسي في دار للمسنين يومًا ما، وأدرك أن كل ما فعلته في حياتي هو اللعب بأمان.” — تشارلي إيتيل، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة The Simmons Company

 

في عالم العاديّون المخاطرة محرّمة. تمّ تعليمهم أنّهُ طالما امتلكتَ سقفًا فوقَ رأسك فأنتَ في أمان، حافظ على حياتك بنفس مستواها وستصل لفراشِ موتك بسلامٍ ايضًا. عقليتهم مليئة بالمخاوف، والابتعاد عن المخاطر. والنخبة تعلّموا بالطريقة الصعبة أن أخذ المخاطر هوَ الطريق الآمن. فبدونِ المخاطر والخسائر لن يتعلّم الواحد وينمو ويتطوّر ليكونَ مستعدّا لخوضِ المخاطر التالية.

 

 

١٠٧: النخبة يمتلكون احترامًا هائلًا لأنفسهم

“الرجل السطحي التافه قد يسخر من الآخرين، ويحتقرهم، وينتقدهم؛ لكن من يحترم نفسه حقًا يبدو وكأنه قد تخلى عن الحق في التفكير باستخفاف بالآخرين.” — يوهان فولفغانغ فون غوته، ١٧٤٩-١٨٣٢، كاتب ومسرحي ألماني

 

لتحترم الآخرين، عليكَ أولًا احترام نفسك. فلا يمكنك اعطاء ما لا تملكه.

عندما لا يحصل العاديّون على الاحترام من الآخرين، فيبدأون بافتعالِ المشاكل، والمطالبة بما يعتقدونَ أنّهُ من حقّهم الكامل. بينما النخبة إذا واجهَ نفس الموقف، ولم يتلقّى الاحترام من شخصٍ عادي، فسينسب الأمر إلى أنّ هذه هيَ تصرّفات الشخص العادي، فلا داعي للغضب.

 

 

١٠٨: النخبة يعرفون أن الانتقام تصرّف المبتدئين

“الطبقة المتوسطة تحمل الأحقاد وتتوعد بالانتقام عندما تشعر بالخداع. الطبقة العليا تهاجم من أساء إليها، وتهدف إلى إلحاق الألم. أما النخبة، فيسامحون أعداءهم ويرسلون لهم الحب، لأن المحترف العاطفي يدرك أن الهاوي العاطفي لا يدرك ما يفعل.” — ستيف سيبولد

 

يعتقد السّذّج أنّ فشلهم هوَ خطأ شخص آخر، لذا تشتعل صدورهم بفكرة الانتقام. لا يفكّر النخبة بالانتقام حتّى لو وقع ضحيّةَ كراهيةٍ وحقد. يعرف كيفَ يسامح، لأنّ القوي هوَ المتعاطف والمتحكّم بنفسه. الانتقام لن يولّد سوا دائرة لا نهائية من الكره.

 

١٠٩: النخبة يحافظون على رؤية واضحة للأمور

“في معظم الحالات، نحن لا نحتاج إلى التباطؤ، بل نحتاج إلى التهدئة.” — بوب بروكتور، كاتب ومتحدث

 

تحت الضغطِ الشديد، يُكسر ولا يستطيع المواكبة الشخص العادي بسبب نظرته للحدث.

والنخبة يعرف كيفَ يحافظ على هدوءه تحتَ أسوأ الظروف وأقوى الضغوط لأنّه يعرف كيفَ ينظر للحدث. فهذا هوَ السرّ، ليستْ المشكلة في الحدث نفسه، بل في الطريقة التي تنظر بها للحدث. سلوكك في الحياة، ويعني اعتقاداتك وإيمانيّاتك. العلاقة بينَ جودة العمل والضغط علاقة عكسية. فكلّما زادَ الضغط، كلّما قلّت الجودة. الشخص العادي يذكّر نفسه بأهمّية الفوز مهما كلّف الأمر. (فهذا يزيدُ من الضغط). بينما يذكّر النخبة نفسه بأنّ هذه مجرّد لعبة. (يقلّ الضغط)

 

 

١١٠: النخبة يرفعون مستوى كفاءتهم بإرادتهم

“سيداتي، هل تريدن معرفة كيف تحولن ماسة بوزن قيراط واحد إلى ماسة بوزن قيراطين ونصف؟ تعلموا كيف ترفعون معدل اهتزازكم الداخلي.” — بولي باور، الرئيسة التنفيذية السابقة لشبكة Home Shopping Network Credit Corporation

 

الشخص العادي يرضى ويقبل بكفاءته حينَ وصولها لمستوى متطلباتِ العمل، ولا يفكّر في تحليلها أو تطويرها. بينما يقيّم النخبة كفاءتهم ويسعوا في تطويرها بشكلٍ مستمر.

 

 

(جوهر الأسرار ١٠١ – ١١٠)

يلتزم النخبة بتطويرِ أنفسهم باستمرار ولا يرونَ المشاكِلَ إلّا كفرص للتطوير. يقيسونَ النجاح بالنتائج، ويتحمّلونَ المسؤولية الكاملة عن حياتهم. يحترمونَ أنفسهم ولا يحبّذوا الانتقام. لا يخشونَ المخاطر ويحافظونَ على هدوئهم عندَ الضغط.

 

 

١١١: النخبة يكافئون أنفسهم على التنفيذ، لا على النتائج

“النظام القائم على الأهداف، والمعايير، والمكافآت هو مستقبل النجاح. الأهداف تُبنى على التنفيذ، والمعايير تُقاس بالنتائج، والمكافآت تُمنح عند إتمام الأهداف، وليس عند تحقيق النتائج. هذا التحوّل البسيط في فلسفة الأداء قادر على نقل الشخص من الطبقة المتوسطة إلى نتائج عالمية المستوى.” — ستيف سيبولد

 

يكافئ النخبة أنفسهم بالتنفيذ لا بالنتائج. يضع النخبة أهدافًا ويرسموا طريقًا ليصلوا إليها ويكافئوا أنفسهم على المشي في الطريق بغضّ النظر عن النتيجة. كافئ نفسك إذا قُلتَ أنّك ستؤدّي مهمّة معيّنة وأدّيتها بالفعل، ناهيكَ عن الناتج.

 

 

١١٢: القادة العظماء يفهمون قوة التقدير

“اكتشفت أمرًا مثيرًا: الرجال مستعدون للموت من أجل الأوسمة.” — نابليون، ١٧٦٩-١٨٢١، إمبراطور فرنسا

 

الشيء المشترك بينَ الاشخاص العاديّة والسُّذّج والنخبة هوَ أنّهم جميعًا يتوقونَ لتقديرِ الآخرين لعملهم. ويفضّل من أشخاصٍ يهتمّون لأمرهم. مدير وزملاء العمل، الأصدقاء المقرّبين، وأفراد العائلة. البشر مخلوقات عاطفية، ويتحفّزون حينَ سماعهم لمثلِ هذا الاعتراف، لأنّ هنالكَ من قدّر تعبهم وجهدهم، وذكّرهم بأنّهم مفيدون وأذكياء. والنخبة يعرفونَ كيفَ يقدّروا عمل الأشخاص الآخرين.

 

 

١١٣: النخبة يدركون قوة البرمجة العقلية

“البرمجة التي تقبلها من الآخرين، والصور والمشاعر والأفكار التي تغرسها في عقلك بوعي أو بدون وعي، ستصبح جزءًا من مركز التحكم الداخلي لديك. ستؤثر على ردود أفعالك، وسلوكك، ومستقبلك.” — د. شاد هيلمستيتر، كاتب

 

يقولُ المؤلّف أنّ أغلب النخبة الذينَ عملَ معهم يعترفونَ بأنّ البرمجة العقلية التي تلقّوها وهم صغار سواءً من أبويهم او معلّميهم هيَ دون المستوى المطلوب. والنخبة ليسوا مثلَ الأشخاصِ العاديين، يلقونَ اللوم على الظروف، بلْ أمسكوا بزمامِ الأمور وأظهروا نيتهم الخالصة في تغيير هذه البرمجة للأفضل بتسطيبِ عاداتِ نجاح، وفلسفة مفيدة، وإيمانيّات تجعلهم بتفكير غير محصور بحدود محدّدة. بينما يقبل العاديّون للبرمجة التي زُرعت فيهم باعتقاداتها المحدودة، وإيمانيّاتها الضّالة.

 

 

١١٤: النخبة يتمتعون بطاقة إيجابية دائمة

“إذا كنت تريد حياة طويلة وصحية ومزدهرة، التزم بأن تكون دائمًا مبتهجًا. هذا سيؤثر على كل شيء وكل شخص حولك.” — بيل غوف، ١٩١٢-٢٠٠١، الأب الروحي للتحدث الاحترافي

 

النخبة دائمي البهجة. لأنّهم على علمٍ بأنّ عالمهم الداخلي هوَ الذي يصنع عالمهم الخارجي. النخبة يعرفونَ أنّ أفكارهم هيَ التي تخلص ظروفهم. وحتّى ولو لم يكونوا مبتهجين في البداية، فهم يدّعون الابتهاج مع نفسهم حتّى تُصبح عادة دائمة ويتقبّلها عقلهم على أنّها الشيء الطبيعي. “نحنُ لا نجذب ما نريد، بل نجذب ما يشبهنا”

 

 

١١٥: النخبة لا يتوقفون عن التعلم

“قدرة أي منظمة على التعلم وتحويل المعرفة إلى أفعال بسرعة، هي أقوى ميزة تنافسية يمكن أن تمتلكها.” — جاك ويلش، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جنرال إلكتريك

 

التعليم كما عرفناه في المدارس هوَ حفظ الحقائق والنظريات والبيانات. بينما يعرف النخبة أن التعليم الذاتي هوَ الجواب، وليسَ التعليم القديم الذي حصلنا عليه في مدارسنا. يخصّص النخبة ميزانية سنوية تُصرف في الكتاب وموارد التعليم والمحاضرات والندوات. هم على علمٍ أنّ كلّما تعلّموا، كلّما وصلوا لدرجة أعلى من الوعي، واكتشفوا أنّ هنالكَ الكثير لم يتعلّموه.

 

 

١١٦: النخبة يتحكمون في استجاباتهم العاطفية

“ليست الأحداث هي التي تدمّرنا، بل الطريقة التي نراها بها.” — كارل مينينجر، طبيب نفسي ومؤلف

 

لا يردّ النخبة على الإهانات أو ما يضايقهم بناءً على مشاعرهم وعواطفهم. بل همْ يدركوا ويحلّلوا الموقف، ولا يتفوّهوا بما يعود عليهم بضرر، أو للطرف الآخر.

الحدث بذاته ليسَ هو المؤذي وإنّما تفسيرنا هوَ المؤذي. مثال: نعتك شخص ب: الفاشل الذي لا يعرف شغله. ففي هذه الحالة: إمّا أن تَغضب وتردّ لهُ الصاع صاعين، وإمّا أن تستدرك الموقف للحظة وتخاطب نفسك وتقول: “أنا لستُ فاشل، بل وأعرف عملي، لكنْ ربّما هذا الشخص تحتَ ضغطٍ شديد وهوَ غاضب لذا يصبُّ غضبه عليَّ، وأيضًا هوَ لا يمتلك مهارات التواصل التي امتلكها”

في النهاية، الأمرُ عائدٌ إليكْ في كيفَ تفسّر الموقف.

 

 

١١٧: النخبة يدركون قيمة الوقت ويتحركون بسرعة

“يدرك الإنسان أهمية الوقت الحقيقية فقط عندما يتبقى له القليل منه. أعظم أصول أي شخص هو السنوات المتبقية من حياته الإنتاجية.” — بي دبليو ليتشفيلد

 

يعيشُ العاديّون وكأنّ الوقتَ لا محدود. كأنّهم سيعيشونَ للسنة المقبل والعقد المقبل وربما القرن المقبل لو حالفهم الحظ. بينما النخبة حسّاسونَ جدّا مع الوقت. يعرفونَ أنّهُ عُملة أثمن من المال. لذا يمتلكونَ حسّ العجلة في عملهم، لأنّ الساعة لا تتوقف، ويعرفونَ أنّ الشيء الحقيقي الوحيد هوَ هذه اللحظة، وهذه اللحظة لن تعودَ مجدّدًا. يُذكّر النخبة أنفسهم أنّ الحياة قصيرة، وليسَ لديهم كلّ الوقت في العالم ليحقّقوا أحلامهم.

 

 

١١٨: النخبة يؤمنون بقيادة الخدمة

“قيمة الإنسان الحقيقية تُقاس بعدد الأشخاص الذين يخدمهم.” — بول دي مودي

 

يرى النخبة أنفسهم على أنّهم خدَم في حياتهم الشخصية والعملية. يخدمونَ الآخرين بالاشياء التي لا يستطيعون الحصول عليها، لأنّهم وصلوا لمرحلة متقدّمة وخدمتهم للناس هيَ أمرٌ جانبي سهل. كلّ نخبة كانَ شخصًا عاديًا في السابق، لكنّهُ استيقظ في يومٍ وقرّر أن يتغيّر، لذا يعرفون كيفَ يفكّر الأشخاص العاديين وقرروا مساعدتهم ونقلهم للمرحلة التالية من الوعي.

يؤمنون أنّ كلّ قائدٍ عظيم هوَ خادمٌ لمن حوله، ويؤمنون أنّنا في هذه الدنيا لنمدّ يدَ العون. يمشونَ بقانون: give give give give give, and then take. والساذج يفكّر كيفَ يأخذ أولًا بدونِ أن يخسر أيّ شيء.

 

 

١١٩: النخبة يجعلون الأمور المعقدة بسيطة

“العبقرية هي القدرة على تبسيط الأمور المعقدة.” — سي دبليو سيرام، عالم آثار وكاتب

 

يعتقد العاديّون أنّ كلّ ما هوَ معقّد مُبهر، ويعتقد الساذج أنّ النجاح معقّد، والشركات العملاقة تتكوّن من أنظمة فائقة الصعوبة ليفهمها العقل البشري. بينما يؤمن النخبة بالبساطة في كلّ شيء. يؤمن أنّ النجاح ما هوَ إلّا خطواتٍ وعاداتٍ ونظام تفكير بطريقة سهلة وبسيطة تُطبّق لفترة طويلة من الزمن لتأتي بالنتائج المرجوة.

 

 

١٢٠: النخبة يفهمون النجاح الحقيقي

“إذا بذل الإنسان أقصى ما لديه، فما الذي يمكن أن يُطلب منه أكثر؟” — جورج باتون، ١٨٨٥-١٩٤٥، جنرال في الجيش الأمريكي

 

يرى العادي والساذج أنّ النجاح يقتصر على المال والممتلكات. والنخبة يرى أنَّ هذه تأتي مع النجاح، لكِن النجاح الحقيقي بالنسبةِ له، هوَ بذل كلّ ما يملك من جهد تجاه عمله، أسرته وحياته الشخصية. في السر ال٩٣ ذكرنا راحة البال تأتي عندما يقدّم النخبة كلّ ما لديه.

 

النجاح يكمن فيما تفعل وليسَ فيما تملك

 

 

(جوهر الأسرار ١١١- – ١٢٠)

يركّز النخبة على التركيز وليسَ فقط النتائج، ويدركونَ أنّ نظرتهم وتقديرهم لذاتهم هيَ سرّ النجاح. يمتلكونَ إحساسْ عالي بالوقت، وهم طلّابٌ مدى الحياة. قيادتهم قائمة على الخدمة، ويؤمنونَ بتبسيطِ الأمور.

 

 

 

١٢١: النخبة يعززون أنفسهم بالحديث الداخلي الإيجابي

“كرر أي شيء لفترة كافية، وسيصبح جزءًا منك.” — توم هوبكنز، مؤلف ومتحدث

 

قال الدكتور شاد هيلمستيتر في كتابه ماذا تقول عندما تتحدّث مع نفسك أنّ ٧٧ بالميّة من محادثاتنا مع أنفسنا تكون سلبية. النخبة على يقين أنّ الشخص يُصبح ما يفكر فيه ويردّده لنفسه كلّ يوم وعلى مر السنين. الحديث مع النفس مهمّ جدًا، فإذا طغت السلبية، أصبح يومك رماديًا مع فرصة هطول الحظّ السيء الذي جلبتهُ لنفسك. لكنّ لو كانَ حديثك مع نفسك إيجابيًا، فأنتّ تبني الAttitude المطلوب لِتسلُك طريق النجاح.

عن تجربة شخصية، كلامك الإيجابي مع نفسك وتذكيرها بأنّك تستطيع، يغيّر من مشاعرك الداخلية ممّا يحفزك لإنجاز العمل. ولتميّز النخبة عن الآخرين، ركّز في الطريقة التي يتحدّث فيها عن نفسه.

 

 

١٢٢: النخبة يدركون أن البيع هو أساس كل الأعمال

“كلنا رجال مبيعات، في كل يوم من حياتنا. نحن نبيع أفكارنا، خططنا، وحماسنا لكل من نتعامل معهم.” — تشارلز شواب، الرئيس التنفيذي السابق لشركة بيثلهيم ستيل

 

يرى النخبة أنّ رجال المبيعات هُم الرياضيون المحترفون في عالم ريادة الأعمال. هُم القوة الدافعة للاقتصاد العالمي، والانتاج، والبحث والتطوير. لذا يكنّونَ لهم الاحترام ويقدّروهم. في الحقيقة، كلّنا في مجال المبيعات، فنحنُ نبيعُ أفكارنا وارائنا ونبيعُ أنفسنا حينَ نقدّم لوظيفة أو حينما نختار الشخص الذي سنمضي بقيّة حياتنا معه.

 

 

١٢٣: النخبة يعلمون أن الأمن مجرد وهم

“عندما تدرك أنك قادر على التعامل مع أي ظرف، فقد حصلت على الأمان الوحيد الذي يمكن للعالم أن يقدمه لك.” — هاري براون، مستشار استثماري وكاتب

 

يعرف النخبة أنّكَ منذ يوم ولدت وحتّى يوم مماتك هما اليومان الأكيدان، ما بينهما أيامٌ لن تستطيع التحكّم بها. وشعور الأمان هوَ شعور وإدراك داخلي، ربّما راتب شهري هوَ ما يشعرك بالأمان وربّما حتّى مليون دولار كلّ شهر لن تشعرك بالأمان. كلّها في عقلك وإدراكك، ولكَ الخيار.

 

 

١٢٤: النخبة يؤمنون بالاعتماد على النفس

“اتبع طريقك الخاص، بغض النظر عمّا يقوله الآخرون.” — كارل ماركس، ١٨١٨-١٨٨٣، مؤسس الفكر الشيوعي الحديث

 

يعتمد العاديّون على أفعال وتصرّفات من حولهم، بينما يعتمد النخبة على أنفسهم. فلسفتهم تتمحوّر حولَ أنّ كلّ شيء هوَ مسؤوليتهم الكاملة. بينما يرفع الساذج قضيّة على شركة التبغ بسببِ سرطان الرئة الذي أصابه من تدخينه اليومي لمدّة ٢٠ سنة. العاديّون والسذّج يمتلكونَ عقلية الضحية. إذْ يرونَ أنّهم ضحية ظروفهم ومن حولهم. والنخبة يرى أنّ كلّ نتيجة هيَ مسؤوليته الكاملة.

والأهم من هذا كلّه، أن النخبة لا يبحثونَ عن السعادة عند الآخرين، لأنّهم يعرفونَ أنّها ليستْ شيئًا تحصل عليه، بل هيَ ما هيّتُك.

 

 

١٢٥: النخبة يصنعون صورتهم الذاتية بأنفسهم

“تقدير الذات، سواء كان مرتفعًا أو منخفضًا، هو محرك للتنبؤات التي تحقق ذاتها.” — ناثانيال براندن، طبيب نفسي ومؤلف

 

النظرة التي تمتلكها عن نفسك، هيَ التي تُحدّد نجاحك.

يُقال أنّ صورة ذاتنا هيَ سمعتنا مع أنفسنا. ويظهر ضُعفنا لنا أكثر من قوتنا. لكنْ النخبة ادركوا أنّ لكلّ شخص جانب ضعيف، وجانب قوي مقارنةً بباقي البشر. فعالم الرياضيات قد يكونُ بلا خلفية عن عملِ الميكانيكي. والرسّام قد لا يعرف كيفَ يكتب مثلَ الروائي.

يؤمن النخبة أنّ كلّ شيء في متناول أيديهم إذا ما حسّنوا صورة ذواتهم. السرّ يكمن في احترافهم لإعادة برمجة صورة ذاتهم من الصفر، لتتناسب مع رؤيتهم ولتساعدهم في تحقيقِ أهدافهم.

 

١٢٦: النخبة يتميزون بالجرأة والرؤية الواضحة

“الرؤية تتجاوز الواقع، إنها تصور لما يمكن أن يكون. الخيال يرسم الصورة، أما الرؤية فهي الدافع لجعلها حقيقة.” — روبرت كولير، ١٨٨٥-١٩٥٠، كاتب

 

الرؤية هيَ صفة مشتركة بينَ جميع العظماء

من أفضل عادات النخبة هيَ خلقهم ورعايتهم وتطويرهم النفسي المستمر لما يخصّ رؤياهم وأهدافهم. الساذج يعرف ما هيَ الرؤية والهدف، لكنّهُ لا يؤمن بأنّ باستطاعته تحقيقه. والشخص العادي يستطيع تحقيق اهدافه ورؤياه ولكن يحتاجُ التعاطف والمساعدة من الآخرين.

الساذج يرى أنّ الرؤية هيَ مجرّد كلمات موجودة على بروفايل الشركة، والنخبة يتنفّس هذه الكلمات ويعيشها يومًا بعدَ يومًا. يقرأها ويراجعها بشكلٍ يومي بعدَ أنّ شكّلها وكتبها بنفسه، حتّى بدورها هيَ التي ستشكّله. اتفق الفلاسفة والعظماء خلال ال٢٠٠٠ سنة التي مضت على شيءٍ واحد، ألا وهوَ أنّنا نُصبح ما نفكّر به.

 

 

١٢٧: النخبة لا يعرفون الاستسلام

“لا تمت مستسلمًا. لماذا تنسحب بسهولة وتقبل الهزيمة بلا قتال؟ اجعل خصمك يدفع الثمن. هذا المبدأ يتجاوز الملعب ليشمل كل جانب من حياتك. لا بأس بالخسارة، لا بأس بالسقوط، لكن إياك أن تسقط دون أن تحاول، دون أن تبذل أقصى ما لديك.”— والتر بيتون، ١٩٥٤-١٩٩٩، لاعب كرة قدم محترف

 

العاديّون والسذّج يحاولونَ تجنّب الآلام مهما كلّف الأمر. بينما يرتاحُ النخبة في مواقفِ عدمْ الراحة، درّبوا أنفسهم على التأقلم والشعور بالراحة في الأوقاتِ الخطرة. الفشل في تحقيقِ رؤياهم ليسَ خيارًا، إذْ يُفضّلونَ الموتَ وهم يحاولون.

 

 

١٢٨: النخبة لا يقيسون الفوز بهزيمة الآخرين، بل بتطورهم الشخصي

“أكثر الناس تطورًا يدركون أن الفوز مسألة داخلية. ليس الأمر متعلقًا بهزيمة الآخرين، بل بالحصول على أفضل ما لديك. الفوز يعني أن تكون غدًا أفضل مما كنت عليه اليوم.” — بيل غوف، ١٩١٢-٢٠٠١، الأب الروحي لفن التحدث الاحترافي

 

النخبة على علمٍ أنّ المعركة التي نخوضها هيَ داخلية. النجاحُ لا يقتصر بشكل أساسي على هزيمة منافسيك في العالم الخارجي، بل يقتصر بشكل أساسي على هزيمة منافسك الداخلي والذيَ هوَ أنت. هذا هوَ النجاح.

“من ينتصر على الآخرين فهو قوي، ومن ينتصر على نفسه فهو عظيم.” Lao tzu

 

 

١٢٩: النخبة يدركون أن الصحة تبدأ من التحكم في وزن الجسم

“أحد أهم الخطوات نحو النجاح من الطراز العالمي هو السيطرة على وزن جسمك. الثقة التي ستكتسبها نتيجة لذلك ستنعكس على جميع جوانب حياتك.” — ستيف سيبولد

 

يؤمن النخبة أنّ مشوار الحياة الصحّية يبدأ بوزنِ الجسم. هل لديكَ الوعي والتحكم الكامل بحميتك الغذائية؟ هل يمكنك أن تقفْ أمام المراية كما خُلقت وتواجه نفسك: هل هذا جسمٌ شخصٍ من النخبة أم أحتاجُ لمراعاةِ وجباتي اليومية؟

 

 

١٣٠: النخبة يبحثون عن الحكمة في الكتب

“أجد التلفزيون وسيلة تعليمية جدًا. في كل مرة يشغله أحدهم، أذهب إلى الغرفة الأخرى وأقرأ كتابًا.” — غروتشو ماركس، ١٨٩٠-١٩٧٧، ممثل كوميدي ومؤلف

 

يقتنع الشخص العادي أنّ الكتب التي قرأها والمعرفة المخزّنة داخل عقله كافية لبقيّة حياته. والنخبة يبحث عن الحكمة في الكتب القديمة ويقرأ سيَر العظماء الذينَ سبقوه لتساعده في بناءِ نفسه كلّ يومْ,

فنحنُ البشر إمّا نتطوّر كلّ يوم، وإمّا نتّجه للأسوأ.

 

 

(جوهر الأسرار ١٢١ – ١٣٠)

يُدرك النخبة أنّ ما يشكّل واقعهم هوَ قوة حديثهم مع أنفسهم. ويعونَ أنّ الجميعَ يُمارس المبيعات في حياتهم اليومية. ويؤمونُ أنّ الأمان يُصنع داخليًا, وليسَ خارجي. يبدأونَ رحلتهم الصحية بالتحكم في وزنِ جسمهم ويسعونَ وراء الحكمة من العصور السابقة.

 

 

 

١٣١: الموظفون النخبة يرون أنفسهم كأصحاب أعمال

“في دراسة أُجريت في نيويورك منذ سنوات، اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين احتلوا المراتب الثلاثة الأولى في كل مجال لديهم عقلية خاصة تميزهم عن غيرهم. كانوا يرون أنفسهم كأصحاب أعمال طوال مسيرتهم المهنية، بغض النظر عن الجهة التي تدفع رواتبهم. لقد اعتبروا أنفسهم مسؤولين عن شركاتهم تمامًا كما لو كانوا يملكونها شخصيًا.” — براين تريسي، مؤلف ومحاضر

 

يرى العاديّون أنّهم عبيد، وليسوا أحرارًا في داخل الشركة. ويرى النخبة أنّهم وبالرغمِ من الرواتب الشهرية التي تصدر من مديرهم، فهُم يعملونَ لأجلِ أنفسهم بتقديمِ كلّ ما لديهم للمؤسسة. والشركة حرّة في توظيفِ من تريد، والموظّف حرّ في اختيار البقاء او الاستقالة.

فالنخبة هم مُحترفونَ يقدّموا خدماتهم للشركة، ولا يرونَ أنفسهم كالعبيد داخلْ المؤسسة.

 

 

١٣٢: النخبة لا يخشون المعاناة

“ما يجعل الرياضيين العظماء في سباقات التحمل هو قدرتهم على تقبل الإحراج المحتمل وتحمل المعاناة دون شكوى. اكتشفت أن الأمر كله يتعلق بالصمود، بغض النظر عن الشكل الذي يبدو عليه الأمر. لم يكن مهمًا أي رياضة كانت—في سباقات التحمل الطويلة، كنت قادرًا على التفوق على أي شخص. إذا كانت المنافسة معركة صمود، كنت الأفضل فيها.” — لانس آرمسترونغ، درّاج، بطل سباق فرنسا للدراجات ست مرات

 

يؤمن النخبة أنّ النجاح يأتي بثمنه. فهم مستعدّونَ للخوضِ في طريقِ الألم وتحمّل المعاناة، العرق والدم، بدون التنازل عن هدفهم الأعظم. يعرفونَ أنّ العقلية الصلبة تأتي من الميدان، ومن خلال خوض الكثير من المعارك، المنتصرة والمهزومة. حتّى تُشكّلهم إلى المحارب القادر على تخطّي أصعب الصعاب.

 

 

١٣٣: النخبة يتعلمون من النماذج الناجحة

“حدد هدفًا، ليس فقط لاتباع نماذج عالمية يحتذى بها، بل لتصبح أنت نموذجًا عالميًا يُحتذى به.” — ستيف سيبولد

 

اكتشف النخبة أن الحياة أقصر من أنْ نتعلّم كلّ شيء بالتجربة الشخصية. فهم يأخذونَ ما نجح من سماتٍ وعاداتِ العظماء في مجالهم ويتعلمون من قصص نجاحهم، ليختصروا على أنفسهم الطريق.

 

 

١٣٤: النخبة يؤمنون بقوة فهم الذات

“تسعون بالمئة من معاناة العالم تنبع من جهل الناس بأنفسهم—بقدراتهم، بضعفهم، وحتى بفضائلهم الحقيقية. معظمنا يمضي حياته بأكملها وكأنه غريب عن نفسه، فكيف لنا إذن أن نفهم الآخرين؟”

— سيدني جي. هاريس، كاتب صحفي

يفهم النخبة أنفسهم. الصالح والطالح. نقاط القوة ونقاط الضعف. متصالحينَ مع أنفسهم ولا يحكمونَ عليها بل يَسعَونَ دائمًا في تطويرها. فالنخبة يصف نفسهُ كالآلة، ويكتشف باستمرار مالذي يجعل الآلة تستمر في العمل والإنتاج بدونَ التوقف والاستسلام.

فهمكْ لنفسك هوَ أكثر من نصف الإجابة. فبها ستعرف ما الذي يحفّزك للعمل، What’s your why? أهوَ مجرّد مبلغ شهري يُبقيكَ على قيدِ الحياة؟ أم هوَ إعانة من حولك وضمان الحياة الكريمةِ لهم؟ أم هوَ مساعدة أكثر عدد من الناس في تحقيقِ أهدافهم؟ اعرف من أنتَ أولًا، ولماذا تفعل ما تفعل، عندها ستبدأ الخريطة بالتفتّح في عقلك شيئًا فشيئًا.

١٣٥: النخبة ينتقلون من السعي وراء النجاح إلى تحقيق الأثر

“لم أرغب يومًا في أن أكون شخصًا ناجحًا فحسب، بل أردت أن أكون شخصًا ذا تأثير.” — نيدو كوبين، متحدث ومؤلف ومحسن

الكثير من النخبة تحصّلوا على النجاح بدونِ ملاحقته. فكانَ هدفهم هوَ التأثير على حيواتِ الناس، وبعدد كبير. فتأثيرهم الإيجابي على حياة شخصٍ يزيدهم رضى، مما يجعلهم مهمّينَ في حياةِ هذا الشخص وكلّ من صنعوا تغييرًا في حياته. وكلّ مازادَ رضاهم وشعورهم بالأهمّية، كلّما زادت طاقتهم وجهدهم في التأثيرِ على أناسٍ أخرين. وكلّما زادَ عدد الناس، زاد حجم الجوائز.

 

يقولُ كاتبي المفضّل، MJ DeMarco: “If you want to make millions, impact millions”

لو أردتَ جنيَ الملايين، أثّر على الملايين.

 

 

١٣٦: النخبة يدركون أن الفكاهة قوة لا يستهان بها

“الكوميديا تجعل الروح البشرية تحلق عاليًا.” — ميل بروكس، ممثل ومخرج

 

خفّة الظل من سماتِ النخبة التي تفيدهم في وسطِ التحدّيات وشدّة توتّر الموقف، مما تضفي للجوِ لمسة خاصة تُخبر الموجودين أنّ يتريثوا قليلًا فليسَ على كلّ شيْ أن يكونَ بهذه الجدّية.

 

 

١٣٧: النخبة يركزون على بناء الشخصية لا السمعة

“كن أكثر اهتمامًا بشخصيتك من سمعتك، لأن شخصيتك هي حقيقتك، بينما سمعتك مجرد انعكاس لما يعتقده الآخرون عنك.” — جون وودن، مدرب كرة سلة

 

ما يميّز النخبة عن كلّ شخص تعرفه هوَ أنّهم يحفظونَ وعودهم مهما كانتْ صغيرة. لو كانوا اصدقائك، فاطمئن، لأنّهم يوفونَ بما يقولون. عندما نرى اثنينِ من النخبة اتفقا، فإنّنا نرى بعدها مجرّد مصافحة، ولكنّهم يرونها كعقد ملزم على الطرفين. الحياة من وجهة نظرهم أنّها ما يصنعهُ فكرك ورؤيتك.

عوّد نفسك على تنفيذِ كلّ كلمةٍ ووعد يخرجُ من فمك. سواءً لنفسك أو للآخرين.

 

 

١٣٨: النخبة يبنون على الدعم لا العزلة

“الكثير من الناس يرغبون في مرافقتك وأنت تستقل سيارة الليموزين، لكن ما تحتاجه حقًا هو من يركب معك الحافلة عندما تتعطل الليموزين.” — أوبرا وينفري، إعلامية

 

يرى الأشخاصُ العاديّون أنّهم ضدّ العالم. ويرى النخبة أنّ بجانبهم فريقَ دعمٍ عاطفي يتكوّن من أشخاصٍ يُحبّونهم بشكلٍ غير مشروط، في النجاح والفشل. يمتلك النخبة مدرّبينَ على مستوى عالٍ يساعدونهم في تسلّق الأعالي. وفي نفسِ الوقت، فريقُ دعم يتوجّهونَ إليه في حالِ أرادوا التعافي السريع.

 

 

١٣٩: النخبة يتمتعون بأخلاقيات عمل استثنائية

“الهواة يأملون، أما المحترفون فيعملون.” — جارسن كانين، كاتب

 

الشخص العادي يعمل ليبقى (لا يطرد). والنخبة يعمل ليَتميّز (يُقدّم أكثر من المطلوب). يعلم أنّهُ كلّما عملَ بجدٍ وجهدٍ أكثر، كلّما زادت الفرص التي تأتي ناحيته. فهوَ لا يعيش بعقلية إنجاز المهام بشكلٍ مثالي، بل يستمر في العمل ساعيًا للنتائج التي تُحدث تغييرًا حتّى لو كانتْ التجارب والفشل لا يُحصَيان.

 

 

١٤٠: النخبة يحلمون بالمستقبل لكنهم يعيشون في الحاضر

“لا ينبغي أن يحدد ماضيك سقف توقعاتك لما يمكنك تحقيقه في المستقبل. فدروس الأمس هي أفضل سماد لانتصارات الغد.” — جون تيرهون، الرئيس التنفيذي لشركة رينمايكر للاستشارات

 

يقولُ المؤلّف أنّ أهمّية الماضي تكمُن فقط في الطريقة التي تؤثّر فيها على حاضرنا ومستقبلنا، لا أكثر. وفي الجهة الأخرى، الأشخاصُ العاديّون دائمي التذمّر والتحسّر على الماضي. “آخ لو فقط لم أضيّع وقتي ملاحقًا تلك الفرصة” “ياليتني بدأتُ في بناءِ علاقاتِ عمل مع رجال أعمال في نفسِ مجالي” ياليت وياليت وياليت.

كلّها لا تفيدك. النخبة لا يعيش في الماضي، وإنّما يحلمُ بالمستقبل ويعيشُ في الحاضر.

في كتاب The E-Myth Revisited، تحدّث المؤلّف عن أنّ رائد الأعمال يرى المستقبل بكلّ وضوح، لكنّهُ موجودٌ في الحاضر ليبني ويحقّق تلك الرؤية.

 

 

(جوهر الأسرار ١٣١ – ١٤٠)

يتحمّل النخبة المعاناة دونَ الشكوى، ويرونَ أنّهم المسؤولون عن نجاحهم بغضّ النظر عن الظروف والوظيفة. ويطمحُ النخبة للتأثير، ويتعلمونَ من الناجحين ويفهمون أنفسهم ليبنوا الشخصية لا السمعة. يُدركونَ أهمّية الدعم ويستخدمونَ الفكاهة لتخفيفِ التوتّر. يحلمونَ بالمستقبل ويعملونَ في الحاضر لتحقيقِ رؤياهم.

 

 

 

١٤١: النخبة يتقنون فن قول “لا”

“لا تضيّع وقتك، فهو المادة التي تُصاغ منها الحياة.” — بنجامين فرانكلين، ١٧٠٦-١٧٩٠، مخترع ورجل دولة

 

لا يُجامل النخبة حينَ يتعلّق الأمر بوقته. فهمْ يرونَ أنّهُ العملة الأكثر أهمّية في حياتهم. وكلّما ارتقى النخبة على سلّم النجاح، كلّما اضطر ليقول “لا” بشكلٍ متكرر. ليرفض كلّ المشاريع الإضافية، والخدمات الجانبية، وكلّ ما يأكل وقتهم بدونِ عائدٍ يُذكر.

 

 

١٤٢: النخبة لا يسعون لإرضاء الآخرين على حساب أنفسهم

“أنا مسؤول تجاه موظّفيّ وعملائي وشركائي، لأكون صادقًا ومخلصًا وأتصرف بنزاهة… لكنني لست مسؤولًا عن مواقفهم تجاهي. آمل أن يحبوني، فهذا أفضل، لكن إن لم يفعلوا، فهذه ليست مشكلتي.” — بيل غوف، ١٩١٢-٢٠٠١، الأب الروحي لفن الإلقاء الاحترافي

 

الأشخاص العاديّون مدمنونَ على أن يعترفَ بهم ويقدّرهم الآخرون. ففي كلّ خطوة، يُفكّرونَ عن رأي من حولهم. يمتلكونَ عقلية “لن يُحبّني الناس حتّى يعترفوا فيني أولًا”.

 

 

١٤٣: النخبة يعشقون الحرية

“الحرية تعني المسؤولية، ولهذا يخشاها معظم الناس.” — جورج برنارد شو، ١٨٥٦-١٩٥٠، كاتب وناقد

 

الحرية تعني: الحقّ في التصرف والتعبير والإيمان بما تشاء وبدون عواقب. يعرف النخبة أن فرصتهم تبدأ عندما يعرفوا أنّهم أحرار في اختياراتهم لتشكيلِ المصير والمستقبل الذي يحلمونَ به. والعاديّون يرونَ أنّ هذه مجرّد أوهام، واّنّهم ليسوا أحرارًا كما يعتقدون، فالبيئة والمجمتع هيَ السبب في الحالة المزرية التي هُم فيها.

 

 

١٤٤: النخبة يلجأون للعزلة لإعادة شحن طاقتهم

“فترات الكسل الصحي، بعد أيام من العمل الدؤوب، تمنح العقل والجسد توازنًا مذهلًا. إنها لا تُهدر الوقت، بل تعيد الحيوية والتجديد.” — غرينفيل كليسر، ١٨٦٨-١٩٥٣، كاتب

 

النخبة على علمٍ أنّ العقل يحتاج إلى الراحة حتّى يستمر في الإبداع والحل الأمثل يكون بالعزلة بعيدًا عنِ الناس. بالراحةِ والجلوس مع أفكارهم يعرف النخبة كيفَ يتعافوا ويستعيدوا قوتهم مجدّدا.

 

 

١٤٥: النخبة غير راضين… ولكنهم سعداء بذلك

“أرِني رجلًا راضيًا تمامًا… وسأريك شخصًا فاشلًا.” — توماس إديسون، ١٨٤٧-١٩٣١، مخترع

 

يعرف النخبة أنّ عدم الرضى الصّحي هوَ دافعٌ داخلي للسعي نحوَ نتائج أعلى. فلوَ كان راتبُ النخبة ١٠ آلاف دولار في الشهر، وهوَ يشعر بأنّهُ يستحق ٤٠ ألف دولار في الشهر، فلن يكونَ راضيًا يحتّى يحقّق هدفه. لا يتركوا اعتقادتهم وإيمانيّاتهم تحدّهم، بل يرفعونَ توقّعاتهم بما يرونَ أنّهم يستحقّونه.

 

 

١٤٦: النخبة سادة إدارة الوقت

“بينما نتحدث، يهرب الوقت الغيور—اغتنم هذا اليوم، ولا تُراهن كثيرًا على الغد.” — هوراس، فيلسوف روماني

 

يملأ النخبة أوقاتهم بنشاطات تهمّهم وتشعرهم بشعور الإنجاز. لأنّهم يعرفونَ أنّ الوقت مصدر غير متجدد وعملة لا يمكن شرائها بالتحديد. لذا يقسّمونَ نشاطاتهم العائلية لتحظى ببعضٍ من وقتهم، ويقسّمونَ وقتَ العمل حسبَ المهام المطلوب وإنجازها وحسب الأولوية.

 

 

١٤٧: النخبة يفهمون أن النتائج انعكاس للبرمجة الذهنية

“نتائج المبيعات لا تعكس مهارات البائع بقدر ما تعكس منظوره الذهني. ما يؤمن به عن منتجه، وشركته، ونفسه، وعملائه، له تأثير أكبر على مبيعاته من أي تدريب تلقاه.” ستيف سيبولد

 

ماتريكس النتائج أو مصفوفة النتائج تقول التالي:

  • بلغة وتصوّر النخبة ستخلق برمجة النخبة
  • وببرمجة النخبة ستخلق إيمانيّات النخبة
  • وبإيمانيّات النخبة ستخلق وعي النخبة
  • وبوعي النخبة ستخلق عادات، وتصرّفات النخبة
  • وبعادات وتصرّفات النخبة ستخلق نجاح النخبة

 

كلماتك التي تخاطب بها نفسك، والقصص التي تحكيها عن تجاربك لنفسك هيَ التي تشكّل برمجة عقلك الداخلية. وهذه البرمجة تعني أنّ إيمانيّاتك محدودة، أو غير محدودة، الاختيار يعود إليك.

ركّز على الطريقة التي تتحدّث فيها مع نفسك، وستخلق النجاح الذي تريد.

 

 

١٤٨: النخبة يتجنبون الوهم ويواجهون الحقائق

“حكماء العصور الماضية، عندما أرادوا تحقيق السلام والسعادة في العالم، بدأوا بتنظيم دولهم. وقبل تنظيم الدول، نظموا أسرهم. وقبل تنظيم الأسر، نظموا أنفسهم. وقبل ذلك، سعوا ليكونوا صادقين مع أفكارهم. وقبل كل شيء، حاولوا رؤية الأمور كما هي فعلًا.” — كونفوشيوس، ٥٥١ ق.م – ٤٧٩ ق.م، فيلسوف

 

لو سألتَ شخصًا عاديًا كم من الوزن سيحتاج للتخلص منه حتّى يصل للوزن المثالي؟ سيرمي رقمًا عشوائيًا. لو سألتهُ عن المبلغ الذي يتمنّاه ويسعى ليحقّقه خلال مسيرته المهنية؟ سيرمي رقمًا عشوائيًا. النخبة في اليدِ الأخرى يعرف عدد الكيلوهات بالضبط التي ستوصله لشكله المثالي، ويعرف بالضبط كم المبلغ الذي يهدف لجنيه، بل ويعرف كيفَ يجنيه، وما هيَ أهدافه الأخرى. النخبة يعيش بترتيب وتنظيم يُسهّلان حياته.

 

 

١٤٩: النخبة يغذّون رؤاهم ويجففون مخاوفهم

“العالم الذي تحلم به ممكن… إنه حقيقي، وهو ملكك إذا سعيت إليه.” — آين راند، ١٩٠٥-١٩٨٢، كاتبة وفيلسوفة

 

اتفق غالبية الفلاسفة خلال ال٢٠٠٠ سنة الفائتة أنّ الإنسان يُصبح ما يفكّر فيه.

لهذا يكتب النخبة رؤى وأهداف واضحة ومفصّلة. يقرأونها على أنفسهم بشكلٍ يومي، ومع حضور العواطف، حتّى تصل للعقل الباطن. ومع مرور الوقت يفكّرونَ تفكيرًا إيجابيًا حولَ رؤياهم ممّا يعزّز طاقتهم الداخلية والمحفّز الداخلي ثمّ تبدأ تصرّفاتهم وبشكلٍ أوتوماتيكي تسعى لتحقيقِ هذه الأهداف.

 

 

١٥٠: النخبة متحدثون بارعون أمام الجمهور

“لو عدت إلى مقاعد الدراسة، تركيزي سيكون على أمرين: تعلّم الكتابة، وتعلّم التحدث أمام الجمهور. لا شيء في الحياة أهم من القدرة على التواصل بفعالية.” — جيرالد فورد، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

 

تُشير الدراسات إلى أنّ الخوف من التحدّث على المسرح طاغٍ على الكثيرِ من الناس. النخبة يعرف أنّ التحدّث أمامَ الجمهور يعود بنتائج عظيمة، لذا يُركّزون على تطويرِ هذه المهارة التي تُعزز من ثقتهم وتعزّز من قدرتهم على التواصل مع آلاف الأشخاص في آنٍ واحد.

 

 

(جوهر الأسرار ١٤١ – ١٥٠)

النخبة لا يسعونَ لإرضاء الآخرين ويقولون “لا” بلا تردد. يتحمّلونَ المسؤولية ويواجهونَ الواقع بكلّ وضوح. يُتقِنونَ فنّ الأثير ويغذّونَ رؤياهم ويُجفّفونَ مخاوفهم.

 

 

 

١٥١: النخبة يطورون ذكاءهم العاطفي

“سر النجاح ليس فيما تعلمته في المدرسة. الأهم ليس معدل الذكاء، ولا شهادة إدارة الأعمال، ولا حتى المهارات التقنية أو سنوات الخبرة. العامل الأهم في الأداء الوظيفي والتطور المهني هو الذكاء العاطفي.” — دانيال جولمان، كاتب

 

يستخدم النخبة الذكاء العاطفي في التعامل مع من حولهم. لأنّ البشر كائنات عاطفية بشكلٍ كبير. ويختار الناس الشيء بسبب عاطفي ثمّ يبرروا بسبب منطقي. النخبة دائمي البحث عن مواضيع الذكاء العاطفي مثل علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة وعلم تطوير الذات الخ. وهذا يعزّز مهاراتهم العاطفية والشخصية ويقرّبهم خطوةً من النجاح.

 

 

١٥٢: النخبة يشكّلون فرقًا فكرية

“لا أستخدم فقط كل ما لدي من عقل، بل أستعير كل ما يمكنني استعارته.” — وودرو ويلسون، ١٨٥٦-١٩٢٤، رئيس الولايات المتحدة

 

يرى النخبة أنّ الذكاء يُستفاد منه في العمل كفريق، وليسَ كما يعتقده العاديّون والسذّج أنّ الذكي يعملُ مستقلًا. لكن النخبة يشكّلونَ فريقًا من العباقرة ليساعدوهم في إيجادِ طرق إبداعية لحلِ المشاكل.

 

 

١٥٣: النخبة مهووسون بالمزايا الاستراتيجية

“الميزة الاستراتيجية الأقوى في الأعمال هي إحاطة نفسك بفريق من الأشخاص المتميزين الملتزمين بالقضية. إذا كنت تبحث عن تفوق غير عادل على منافسيك، فابحث عن الأشخاص المناسبين.” — جورج ماديو، كاتب ومتحدث

 

دائمًا ما يبحث النخبة عن ذلكَ الشيء الصغير الذي يفرق بين الجيّد والعظيم. ففي أولومبياد الجري، الفرق بينَ المركز الأول والمركز الثاني مجرّد اجزاء من الثانية. لذا يبحث النخبة عن ما يُقَدّمهم ويميّزهم عن منافسيهم.

 

 

١٥٤: النخبة يعيدون تأطير تجاربهم المؤلمة

“ليس متأخرًا أبدًا أن تعيش طفولة رائعة.” — لاري ويلسون، مؤسس ويلسون ليرنينج

 

يعلم النخبة أنّ الماضي مهم فقط في تأثيره على المستقبل والحاضر. ويعرف النخبة أنّ الماضي مجرّد أحداث لا يمكن أن تتغير، حقائق. ولكن ما يستطيعونَ تغييرهُ عن الماضي هوَ تفسيرهم للأحداث السيئة التي كانت تلاحقهم. فبتفسيرها بالطريقة الإيجابية، يتخلّصون من قدرتها على التأثيرِ على حاضرهم أو مستقبلهم.

 

 

١٥٥: النخبة يفهمون وظيفة عقولهم الأساسية

“ما يعنيه أي شيء، يعتمد إلى حد بعيد على ما نعتقد أنه يعنيه.” — جوزيف تشيلتون بيرس، كاتب

 

النخبة يعلمونَ أنّ مهمّة الدماغ الرئيسية هيَ الحفاظ على العقل والجسد. وفي حالِ حدوثِ أي شيء، يسألُ الدماغ:

١ـ ما هوَ؟
٢- ماذا يعني؟
٣- ماذا نفعل حياله؟

الإجابات تحدّد ردّة الفعل.

 

اكتشف النخبة أنّ ما يعنيه أيّ حدث هوَ نظرتنا وتفسيرنا له، لذا يُمكن تغييره بسهولة.

مثال: رجل مبيعات يتم رفضه على الدوام، العاديّون يفسّرونها بالألم والمعاناة. بينما يفسّرها النخبة على أنّ الرفض مهم، ليبرّرَ للراتب العالي والعمولات التي يحصل عليها. الأمرُ يعتمد على نظرتنا وتفسيرنا للأشياء، وهذا يحفّز لردّة الفعل المناسبة

 

 

١٥٦: النخبة يركّزون على “السبب”

“اجعل رغبتك العظيمة تتغلغل في كل ذرة من كيانك. ابحث عن مهمة تحفز إيمانك، وشجاعتك، ومثابرتك، وروح التضحية لديك. حافظ على نظافة يديك ونقاء روحك، وسيتدفق تيار إنجازك بلا عوائق.” — توماس دريير، كاتب أمريكي

 

مثلما قال سايمون سينيك، ال”لماذا” الخاصة بك مهمّة جدًّا لأنّها تعمل كالوقود اللانهائي في سبيلِ تحقيقِ أهدافك.

اسأل نفسك، لماذا تفعل ما تفعل؟ لماذا تعمل؟ السؤال ليسَ كيفَ تحقّق أهدافك، السؤالُ هوَ لماذا تريدُ السعي خلفَ أهدافك من الأساس؟

 

 

١٥٧: النخبة مفكرون نقديون

“المفكرون النقديون لا ينجرفون مع أي رسالة يسمعونها، بل يحللون خياراتهم ويتخذون قرارات واعية.” — شيري ديستلر، كاتبة

 

يستخدم النخبة التفكير النقدي الذي يعني اتّخاذ القرارات دونَ الالتفات لمشاعرهم. العاديّون والسذّج هُم الذينَ يفكّرون ويضعونَ مشاعرهم في الحسبان. والأفضلْ درجة منهم ذوي التفكير الإيجابي، ولكنّه ليسَ بنفس كفاءة التفكير النقدي.

 

 

١٥٨: النخبة يؤمنون بقانون الجذب

“نجذب إلى حياتنا كل ما نوجه له طاقتنا وتركيزنا واهتمامنا، سواء كان مرغوبًا فيه أم لا.” — مايكل جيه لوزير، كاتب

 

قانون الجذب يعني أنّ كلّ ما تفكّر به، وتركّز معه، وتعطيه اهتمامك، سيأتي إليك. سواءً إيجابيًا كانَ أو سلبيًا.

 

 

١٥٩: النخبة يعتمدون على الموجّهين (المنتورز)

“أعظم مصدر للمعرفة والحكمة الحية في العالم يكمن في عقول الآخرين… كل ما عليك فعله هو أن تسأل.” — والتر هالي، ١٩٢٨-٢٠٠٣، رائد أعمال ومتحدث

 

يختصر النخبة طريقهم بالعمل مع مدربين ذوي خبرة أعلى منهم في مجالات مختلفة، مما يساعدهم في التطوّر بشكلٍ سريع. مسؤوليتهم تكمن في تعليم طريقة تخطّي العقبات، والتشجيع، ومتابعة مستوى التقدّم، والمساعدة في رفعِ مستوى والوعي والعلم المتخصًص في نفسِ المجال.

 

 

١٦٠: النخبة متوافقون مع رؤاهم

“مدى التوافق بين رؤيتك وأفعالك هو ما يحدد إن كنت صاحب رؤية حقيقية أم مجرد حالم.” — ستيف سيبولد

 

إن أردتَ معرفة إذا ماكان الشخصُ من النخبة أم لا، فانظر إلى رؤيته وهدفه، وانظر إلى أفعاله وعاداته. إن لم يتطابقا، فهذا يعني أنّ عليهَ رفع مستوى عاداته وأفعاله، أو يصغّر من حجمِ أهدافه.

 

 

(جوهر الأسرار ١٥١ – ١٦٠)

يعتمد النخبة على الذكاء والعاطفي والتفكير النقدي، فيتعلمونَ كيفَ يسيطروا على مشاعرهم واتّخاذ القرارات بوعي. لا يقبلونَ إلّا بالنخبة والمحترفينَ في فريقهم، ويبحثونَ عن المزايا الاستراتيجية التي تميّزهم عن غيرهم. يعرفونَ لماذا يفعلونَ ما يفعلون. ويحرصونَ على أن تتماشى تصرّفاتهم الصغيرة مع رؤياهم الكبيرة.

 

 

 

١٦١: النخبة يسعون إلى الإشباع الحقيقي

“الناس يريدون الثراء، لكنهم بحاجة إلى الإشباع الحقيقي.” — بوب كونكلين، كاتب

 

يعتقد العاديّون أنّ شعور الإنجاز والرضى والسعادة يأتي بعدَ مشوارِ النجاح الطويل، وجني الثروات الهائلة. النخبة يعملونَ بالعكس، يشعرونَ بالسعادة والرضى والإنجاز أولًا، لأنّهم على طريقِ النجاح حتّى لو لم يُحصّلوا النجاح بعد. فالنجاح هوَ فعل، وليسَ بالامتلاك. بشعورِ الكمال والكمال لله عزّ وجل، يأتي من بعده النجاحُ تابعًا.

فهناكَ مليارديريّون لم يجدوا السعادة والرضى في حياتهم.

 

 

١٦٢: النخبة يهربون من التفكير الزائد

“يعتقد الخبراء أن كل واحد منا يمتلك نوعًا من العبقرية الفطرية، لكن أذهاننا المثقلة بالتفكير اليومي تخفيها.” — مجلة ساينتيفيك أمريكان مايند

 

عدو الإبداع والوضوح هوَ وجود أفكار كثيرة لا داعي لها. لهذا يهرب النخبة لمساحات خاصة يكونوا فيها مع أفكارهم فقط. العاديّون يرونَ أنّ العمل الشاق هوَ الحلّ لكلّ شيء، والنخبة يعرف أنّ البالَ الصافيَ هوَ الحلّ لحلْ أصعب المشاكل.

 

 

١٦٣: النخبة سادة المتابعة والالتزام بالوعود

“الشخص العادي يطلق وعودًا كبيرة ثم يختفي، أما القائد فيفي بوعده ويقدّم أكثر مما وعد.” — بيل غوف، ١٩١٢-٢٠٠١، الأب الروحي لفن الإلقاء الاحترافي

 

عندما يعدُك النخبة بشيء، فتأكّد أنّهُ سيوفي بوعده. هذه المهارة أتت بعدَ سنينٍ من التدريب، مع أنفسهم، ومع الآخرين. الحفاظ على أيّ نوع من الوعود، مهما كانَ صغيرًا.

 

 

١٦٤: النخبة يفعلون ما هو صائب، وليس فقط ما هو مقبول

“ابدأ بما هو صائب، بدلًا من البحث عما هو مقبول.” — بيتر دراكر، مستشار إداري وكاتب

 

العاديّون والسّذّج يتّخذونَ في بعضِ الأحيان طُرقًا مختصرةً ولكن غيرُ أخلاقية، هُم ليسوا سيئون، ولكنّهم يتصرفونَ من بابِ وعيٍ خائف. والنخبة يتصرّفونَ من بابِ الحب والعطاء، فيفعلونَ ما هوَ صحيح، وليسَ ما هوَ مقبول.

 

 

١٦٥: النخبة يفكرون على نطاق واسع

“حياة كل فرد هي انعكاس لمحدودية تفكيره. إذا أردنا حياة أكثر وفرة، علينا أن نفكر بلا حدود.” — توماس دريير، كاتب

 

تفكّر الناس العادية في خطط البقاء وتجنّب المعاناة، ويفكّر النخبة في خططهم العظيمة وأهدافهم الكبيرة. النخبة يعرفونَ أن مستقبلهم المزدهر لنْ يتحقّق بالتفكيرِ صغيرًا، فكّر بأكبرِ أهدافك ولا تدع خوفك يطغى عليك.

 

 

١٦٦: النخبة يحيطون أنفسهم ببيئة تعزز تفكيرهم

“النخبة يعزلون أنفسهم عن العامة، ليس من باب الغرور، بل لأنهم يدركون أن الوعي معدٍ.” — ستيف سيبولد

 

يبني النخبة شرانقَ تحمي نظامَ تفكيرهم من مرضِ عدم الوعي. يعني أنّهم لا يُخالطونْ ولا يخرجونْ إلّا مع نخبةٍ مثلهم. ويستهلكونَ الكتب العظيمة التي تُثبّتهم في طريقِ نجاحهم أكثر. لأنّ الإنسانَ هو نتاجُ بيئته. فلن تراودك الأفكار السيئة إن كنتَ في بيئةٍ مليئة بالمؤمنينَ بالنجاح والجاحدينَ لكلمة الفشل.

 

 

١٦٧: النخبة يختارون تحمّل المسؤولية بدل إلقاء اللوم

“من المهم أن تعترف بأخطائك قبل أن يُحاسبك الآخرون عليها. أنا أستغل أول فرصة لأتحمل اللوم.” — ديفيد أوجيلفي، ١٩١١-١٩٩٩، مؤسس وكالة أوجيلفي آند ماثر للإعلانات

 

عندما يُخطئ النخبة، فُهم الأوائل ليتأسّفوا، ويتحملونَ مسؤولية أخطائهم ولا يُلقون اللومَ على أحد. ومن شدّة وعيهم العالي، يتحمّلونَ مسؤولياتِ من معهم أيضًا حينما يكونَ الخطأ غيرَ مباشر. فهم ينظرونَ لأنفسهم على أنّهم المسؤولون عن ذوي الوعي الأقل. كالأب الذي يتحمّل مسؤولية تصرّفاتِ أطفاله.

 

 

١٦٨: النخبة يتجاوزون الطفولة العاطفية نحو النضج الكامل

“الأشخاص العالقون في المراهقة لا يدركون أن الأفضل لم يأتِ بعد. النضج هو بوابة إلى حياة أكثر ازدهارًا.” — د. فرانك بيتّمان، طبيب نفسي

 

كالطفلِ الذي يخافُ من الوحشِ المُختبئ تحتَ سريره، فالبالغ العادي يمتلك مخاوفًا داخلَ عقلهِ لا صحّة لها، لكنّها تردعهُ من الالتحاقِ بصفّ النخبة. بينما يفهم النخبة أنّ التغلّب والسيطرة على مشاعرهم أساسي للوصول للقمة. فهم يشعرونَ بالخوف، لكنْ قرروا مواجهته، والسؤال عمّا اذا كانَ حقيقي أم لا.

 

 

١٦٩: النخبة يحتضنون التنوع الفكري

“التنوع ميزة تنافسية. الأشخاص المختلفون يعالجون نفس المشكلة بطرق مختلفة.” — ريتش مَكجين، الرئيس التنفيذي لشركة لوسنت تكنولوجيز

 

لا يهتمّ النخبة لعرق، أو لونِ، أو لغةِ الشخص، فالمهمّ هوَ أفكارهُ وآيدلوجيته، ونظرته وكيفَ سيساهم للمجتمع والبشرية. الساذج يحكم على الكتابِ من غلافه وعنوانه، النخبة ينظر مباشرةً في روحِ الشخص.

 

 

١٧٠: النخبة يستخدمون لغة عالمية المستوى

“اللغة هي انعكاس للفكر.” — مارك هوبكنز، كاتب

 

تستطيع معرفة وفرز مستوى الشخص المهني بناءً على الطريقة التي يتحدّث بها. لا نتكلّم عن استخدام الكلمات اللغوية رفيعة المستوى، بل بالطريقة التي يخاطبونَ فيها غيرهم، فهيَ تُخبر الكثير. النخبة دائمي الحديث عن المستقبل المزدهر، وعن الحلولِ للمشاكل الحالية، ويعكسونَ الثقة والتفائل. بينما الشخص العادي تراهُ يتذّمر ويتشكّى ويمشي بهالةٍ سلبية عالية.

 

 

١٧١: النخبة يفهمون قانون السبب والنتيجة

“المجتمع يبذل جهده لمعالجة النتائج بدلًا من معالجة الأسباب، ولهذا يتقدم وعي البشر ببطء.” — د. ديفيد هوكينز، طبيب نفسي وكاتب

 

الشخص السمين، وذو الوزن الزائد، يجرّب أنواعًا مختلفة من الكارديو وتمارين المقاومة. ويشتري الحبوب التي تُساعد في إنقاصِ الوزن ويتناول الشاي الأخضر، والأعشاب الطبيعية وخيارات لا نهاية لها. المشكلة تكمن في تعامله مع الأثر، مع ما خلّفته المعركة، ولا يتعامل مع السبب، ما قبلَ المعركة. فتجدهُ يُحارب نفسه حتّى لا يلتهمَ علبة الايسكريم أثناءَ مشاهدته لفلمه المفضّل. ويخبّي عن نفسه مشروبات الطاقة وكعكة عيدِ الميلاد. الحل يكمن في التركيزِ على السبب. لا تدع الايسكريم يدخل بيتك، لا تشتري مشروبات الطاقة، تخلّص من الكعكة أو اهدها لجارك. حلّ المشكلة من جذورها، بدلًا من التعامل مع الأثر.

 

 

١٧٢: النخبة يعتمدون على الذكاء اللامحدود

“الدين يتعلق بالطاعة، بينما الروحانية تتعلق باكتشاف الذات.” — بيل غوف، ١٩١٢-٢٠٠١، الأب الروحي لفن الإلقاء الاحترافي

 

من أكبر مزايا النخبة في عالم البزنس هوَ ما يدفعهم روحيًا. فهم لا يخجلونَ من طلبِ المساعدة، سواءً من معلّم أو أعلى. يدعونَ الإلهَ ليساعدهم في طريقهم.

 

 

١٧٣: النخبة يولّدون الطاقة من الداخل

“الفرق الحقيقي بين الناس يكمن في الطاقة. الإرادة القوية والهدف الواضح والعزيمة التي لا تنكسر يمكنها تحقيق أي شيء. وهنا يكمن الفرق بين العظماء والعاديين.” — توماس فولر، ١٧١٠-١٧٩٠، رياضي وعالم رياضيات

 

يصنعُ النخبة الطاقةَ عن طريقِ أفكارهم التي بدورها تشكّل مشاعرها التي بدورها تعزّزُ من إيمانهم بأنّ كلّ شيءٍ يحدث لسبب. فالنخبة يؤمنونَ أنّهُ مقدّرٌ لهمُ النجاح مهما كانَ سوءُ الظروف.

 

 

١٧٤: النخبة يتبنون التفكير غير التقليدي

“التفكير غير التقليدي هو انعكاس لرغبة مشتعلة في تحويل الرؤية إلى واقع.” — ستيف سيبولد

 

يحترف النخبة التفكير خارج الصندوق. فبالنسبةِ لحلّ المشاكل، يعتقد العاديّون أنّ الحل دائمًا يتطلّب المعرفة، ويرى النخبة أنّ الحل يتطلّب الإرادة القوية. اذا قال الشخص العادي “هذا مستحيل” فيرد النخّبة: “صحيح. ولكن إذا كانَ مُمكنًا، كيفَ سيكون؟”

النخبة لا يحصرونَ نفسهم بحقائق غيرُ مُثبتة، اخترعوها بأنفسهم لأنفسهم.

 

 

١٧٥: النخبة يتقاضون المال مقابل التفكير

“التفكير الإبداعي هو أغلى ما يمكن امتلاكه اليوم. لديه القدرة على تغييرك، وتغيير عملك، بل وتغيير العالم.” — روبرت كروفورد، كاتب

 

في عصرنا الحالي، ليسَ العمل الشاق هوَ المثمر، ولكن التفكير في حلول لترفَع الإنتاجية وتقلّل الجهد. لهذا رواتب المدراء التنفيذيين (النخبة) أعلى من غيرهم لأنّهم يحملونَ عبء التفكير عن من في الشركة، وكيفَ يقفزوا بها ويتجنّبوا الخسائر. بينما يُنهي الشخص العادي عمله، يبقى النخبة في الشركة، أو حتّى عندما يعود، يكونُ تفكيرهُ دائمًا في مصلحة الشركة.

والأهمّ من ذلك، أنّهم يؤمنونَ بصفاء الأفكار، فالضغطُ ومحاولة توليد الأفكار بالقوة لن يُنتج بفائدة.

 

 

١٧٦: الخط الفاصل بين الجيد والعظيم دقيق جدًا

“الرغبة + التضحية + الانضباط = الاستعداد.
الاستعداد + النجاح = الثقة.
الصلابة الذهنية + الكبرياء = المثابرة
. وإذا كنت واثقًا ومثابرًا، فستحصل دائمًا على الأفضلية، ومع الأفضلية يأتي النجاح.”
— هوارد فيرغسون، مدرب مصارعة وكاتب

 

الفرق بينَ النخبة والشخص العادي، هو أنّ النخبة قرّر اتّخاذ الطريق، ناهيكَ عن الفشل والمصاعب التي تنتظره. بينما الشخص العادي يخاف، يخاف من الفشل، يخاف من خيبةِ الآمل، من كلامِ المجتمع، ماذا لو ضحكوا علي، ماذا لو لم يتقبّلوني، رأوني فاشلًا، الأفضل لي أنْ أخَدّرَ نفسي بالمُتَعِ الفورية، وأتجنّب إحراجَ نفسي. الانضمامُ لفريقِ النخبة سهل، عليكَ تقبّل ما يحصل، ولا تستمتع لكلامِ الناس، لأنّهُ مجرّد انعكاس لشخصيتهم. فحُكمهم عليك يكونُ بناءً على اعتقاداتهم، ونظرتهم، وتفسيرهم لشخصك هو من القصصِ والتجارب التي مرّوا بها ويحكوها لأنفسهم كلّ يوم.

 

 

١٧٧: النخبة يتعلمون مدى الحياة

“الطلاب المتفوقون يعملون لدى الطلاب المتوسطين، والمتوسطون يعملون لدى الطلاب الأقل منهم، أما الراسبون فهم الذين يملكون الشركات والمباني.” — مجهول

 

يقولُ المؤلّف أنّ ٩٩ بالميّة من النخبة الذينَ مرّوا عليه، لم يلتقي بعبقريٍ منهم إلا واحد أو اثنين، تفوّق الباقين كلّهُ يعتمد على الصلابة العقلية.

 

اسأل نفسك:

هل أنا حقًّا على تَعهدٍ بأنْ أصبح من النخبة؟

هل سأفعل كلّ ما يتطلّبه الأمر لأحقق حلمي؟

هل سأرسمُ خطّة لأطبّق هذه الاقتراحات التي قرأتها؟

 

 

 

الخلاصة وكلمة معتصم

كتاب أسرار النخبة من الكتب التي جعلتني أُدرك أهمّية البرمجة العقلية وأهمّية الصلابة الذهنية، فأنتَ قادرٌ على تحقيقِ أيّ شيءٍ تُريد، طالما آمنتَ أنّكَ قادرٌ على ذلك. فالكتاب تحدّثَ بتفصيلٍ عن أفعال وتصرّفات النخبة، فكما قلنا أنّ حياة الإنسان هيَ مجموعُ أفعاله الصغيرة، فتصرّفاتك التي لا تُلقي لها بالًا هيَ ما جعلتك شخصك اليوم. تصرّف مثلَ النخبة لتحصل على نتائج النخبة.

فالنخبة مُنضبطون وطلّابٌ في مدرسة الحياة. لا يخضعونَ للعاطفة ويتّخذونَ قراراتهم بوعي، وبيئتهم مهمّة، فيختاروها بحذر لأنّها التي ترفع من مستواهم. يركّزونَ على عاداتهم اليومية، ويستثمرونَ وقتهم بحكمة. فهم يبحثونَ عن التميّز، والنجاح بالنسبة لهم ليسَ هدفًا، وإنما أسلوب حياة يعتمد على النمو المستمر والتطوّر اليومي.

Mutasim Eltayeb

رائد الأعمال المدمن على خلقِ القيمة لأمثاله الساعين في تنمية ذاتهم وبناء أعمالهم الخاصة. هنا تجد كلّ ما يخصّ التنمية البشرية وبناء العادات والتسويق وكتب الأعمال، وبالإضافة إلى الفلسفة كدروعنا الخفيفة والصلبة.

Leave a Reply

Close Menu
لرائدي الأعمال وكلّ من يسعى لتطوير نفسه