Skip to main content

79 بالمية من مستخدمي الهواتف الذكية يفتحوا جوالاتهم بعد اقل من ربع ساعة من الاستيقاظ. وتقريبًا يستخدم الشخص العادي هاتفه في اليوم اكثر من 150 مرة.

المعنى لكلمة Hooked يُقصد بهِ حالة من الإدمان. وهنا بمعنى شدّة تعلقنا بهواتفنا وعدم القدرة على تركها لأنها اصبحت عادة إدمانية جدًا. اكتُبُ هذه الجمل الآن وفي نفس الوقت ارد على رسائل في الهاتف…

 

يتحدث الكتاب عن الشركات التي تستخدم طريقة التعلّق لتجعل مستخدميها مدمني على التطبيقات بالرجوع إليها مرارًا وتكرارًا.

 

ويستخدمون نموذج التعلّق وهو كالتالي:

اولًا الTrigger ثم الAction وتليها الVariable Reward وأخرًا هوَ الInvestment.

سنتحدّث عن كلّ منها بالتفصيل وكيفَ أنّها الطريقة المستخدمة علينا حتّى تزيدَ إدماننا على التطبيقات، ولاحقًا سنتحدّث عن كيفية اللعب ضد قوانينهم للتخلص أو تجنّب الوقوع في دائرة الإدمان اللانهائية لهذه التطبيقات.

 

 

لماذا نحنُ مدمنونَ على هواتفنا؟

التطبيقاتُ على هاتفك تمدّنا بالراحة الفورية.

  • عندما تشعر بالملل؟ ريلز التيك توك والانستا على بعدِ ضغطة.
  • تشعر بالشك وعدم اليقين حولَ أمرٍ ما؟ قوقل على بعدِ ضغطة، اسأل ما تشاء
  • تشعرُ بالضئالة والاحتقار؟ الايميل أو الواتساب مليء برسائل من يحتاجوك

هذه المشاعر السلبية الثلاث شّعَرَ بها الانسان منذ القدم، واكتشفَ علماء النفس متعاونين مع روّاد الأعمال طريقةً للتخلص من هذه المشاعر وتلبية الرغبات باستخدام التطبيقات الذكية.

 

يخبرنا إيفان ويليامز، الCo-Founder لشركات Medium وTwitter، أن نموذج التعلّق التي يستخدمها هو وشركات التكنولوجيا الأخرى: “ركّز على رغبة إنسانية، ويفضل أن تكون موجودة منذ الأزل … واستخدم التكنولوجيا الحديثة لتحديد خطوات لحلّها”.

“غالبًا ما تعمل المشاعر السلبية كمحفزات داخلية… لبناء منتج قادر على تكوين العادات، يحتاج صناع المنتج إلى فهم مشاعر المستخدم التي قد تكون مرتبطة بمحفزات داخلية ومعرفة كيفية الاستفادة من المحفزات الخارجية لدفع المستخدم إلى اتخاذ إجراء.” – نير إيال

 

 

تطبيقات الهواتف توفّر لنا الكثيرَ من الجوائز

ما يجعلكَ مدمنًا بكلّ بساطة هو التّرقّب المستمر، وماذا ستجد عندَ فتحك للانستقرام أو الانستا. ما هوّ التريند الجديد في تويتر؟ هل هناكّ ميمز جديدة في الانستا؟ التيك توك..هل سأشاهد الفتيات الرشيقات مجددًا؟ والقائمة تطول.

 

قبلَ أنّ نغوصَ في العميق سأشاركك بعض الطرق للتخلص من إدمانك:

  • اجعل من الصعب الوصول إلى هاتفك
  • ضع كلمة سر طويلة جدًا لهافتك
  • عندما تعمل، ضع هاتفك في غرفة أخرى أو ضعه في الدرج وغطّيه بملفات
  • عندَ النوم، ابتعد عن وضعه قريبًا منك. (في غرفة أخرى أفضل حل)
  • الغي إشعارات تطبيقات السوشل ميديا (لن تستعمله إن لم يأتي على بالك)
  • حمّل تطبيقْ لقفل باقي التطبيقات لوقتٍ محدّد من اليوم

 

نموذج التعلّق لا يمكن أن يجعلَ شخصًا يصاب بالإدمان بدون أن يستفيد هذا الشخص، سواءً من لعبة جوال او تطبيق سوشل ميديا. يترقّب المستخدم ما سيحصل عليه فورَ ضغطه على التطبيق أو اللعبة. هل سيرى ستوريات صديقه المسافر؟ أم مشهوره المفضّل؟ أم هوَ مجرّد باحث عن مُحتوى يُرفّه عن نفسه؟

الهوكد موديل يتكوّن من أربع خطوات أساسية:

 

1- Trigger المحفّز

المحفّز، هوَ الشيء الذي يحفزّك للقيام بسلوك معيّن، الشمعة التي تُشعِل المحرّك. بدونِ أن يرنّ هاتفك فلن تجيبَ عليه (المحفّز هو صوت الرنين). بدون أن يصلك إشعار يوتيوب أن قناة M2M رفعت فيديو جديد فلا محفّز لك لتشاهده.

المحفزات تنقسم إلى محفزات داخلية ومحفزات خارجية. والمحفزات الخارجية تكون عبارة عن رسالة بريد الكتروني، إشعار من داخل تطبيق أو رابط لموقع ويب.

والمحفزات الداخلية هي التي تبدأ من المستخدم نفسه مثلَ الشعور بالملل والحاجة إلى جرعة سعادة سريعة أو الاشتياق المفاجئ للأصدقاء. المحفّز الداخلي هوَ ما تسعى الشركات لبناءه وجعل العملية كلّها تبدأ من عندك وبناءً على تجارب سابقة، ستستخدم التطبيق مرارًا وتكرارًا.

 

2- Action التصرّف

بعد المحفز يأتي الفعل: السلوك الذي يتم توقعًا للمكافأة القادمة. هدف المحفز هوَ الجائزة التي يعدكَ بها وكيف تحصل عليها.

  • مِثلَ الضغط على تريلر لمسلسل من قائمة الإشعارات والمرسل من نتفلكس.
  • أو إشعار أنّ صديقك رفعَ ستوري جديد في السناب. “اضغط لترى أين ذهب الخائن بدونك.”

 

هذه الخطوة من نموذج التعلّق هي حاسمة بالنسبة للشركات ومن أهمّها. إذْ لم تضغط لن تدخل، ولن يتم سرقة انتباهك، ولن يعرضوا منتجهم لك. وإن كانَ تطبيقهم مجّاني، فيعني أنّكَ أنتَ المنتج.

وتركّز الشركات على سهولة الفعل والدافع النفسي للقيام به. ثمّ بمجرد ضغطك، فأنتَ وقعت في المصيدة وتنتظركَ جائزة إما ستحدد استمرارك في استخدام التطبيق أو المغادرة. وتسمّى هذه بالFeedback loop أو حلقة التغذية الراجعة.

العادة لا تتطلب التفكير للقيامِ بأمر ما، لذا تصرُف الشركات مبالغَ طائلة لأجلِ خلقِ نظام يُساعدهم في بناء عادات في مستخدميهم.

 

3- Variable Rewards جوائز مختلفة

ما يميّز الشركة ذاتَ نموذج تعلّق فعّال عن الشركة العادية أنّ الجائزة التي تنتظرك تكونُ غيرَ متوقّعة. لذلكَ، من الضروري خلق التشويق للمستخدم، وكيف ذلك؟ ببساطة صديقي القاريء، تخيّل أنَكَ تفتح ثلاجتكم كلّ مرّة ولكن تجدْ نفسَ غداءِ الأمس ونصف الليمونة على الثلّاجة وعلبة البيبسي المفتوحة ولا تعرف من صاحبها، فكلّ هذا لن يخلقَ تشويقًا في عقلك ولكن! تخيّل التالي: في كلّ مرة تفتح الثلاجة، وبشكلٍ سحري تظهر كعكة جديدة! ما هوَ شعورك؟ ستستمر في فتح الثلاجة كلّ ما شعرت بالملل ورغبة في تناول الكعكة، والأهمّ أنّكَ لن تعرف أي نكهة ستجد! ربما كعكة فراولة أو كعكة اوريو مع الفانيلا، أو كعكة بوستاشيو بنكهة الكاراميل! خياراتٌ لا تنتهي!

 

نظامْ الجوائز هوَ الذي يميّز الشركات عن بعضها، ومن يستطيعُ إبقاء مستخدميه في التطبيق لفترة أطول هوَ فائز.

 

كلما كانتْ الجائزة متنوعة ومرضية للمستخدم، سواءً من ناحية تخفيف ملل أو استمتاعٍ بفيديو أو صورة، كلما زادت احتمالية بناءْ المستخدم لعادة استخدام التطبيق.

في السابق كنتُ احب الانستقرام لأنّي مهتم بالميمز الجديدة والتي تُصنعُ بناءً على أحداثٍ حقيقية أو مقتبسة من فلم، مسلسل أو انمي الخ. والأكثر من ذلك وما يعتبر الجائزة الكبرى بالنسبة لي وهي مشاركة هذه الميمز ونشرها وترقّب ردود أصدقائي بكلّ حماس! فتراني كلّ ربع ساعة افتح الانستا لأرى من ردّ على الميمز التي شاركتها.

 

4- Investment الاستثمار

مرحلة الاستثمار وهيَ المرحلة الأخيرة في نموذج التعلّق، ووصول المستخدم إليها يعني أنهُ سيستمر فيها ويكونُ عرضة لتكرار نفس العملية مرارًا وتكرارًا. فهيَ لا تعني الاستثمارَ برأس مال حقيقي فقط، بل بوقتك وجهدك وعواطفك.

 

تجربتي الشخصية مع ألعاب الفيديو هي أكثر ما استثمرتُ فيه. كنتُ مواكبًا من أيامِ البلايستيشن ون وحتّى الفور، ورغمَ أنّنا لا نملك المالَ الزائد لنصرف على مرفّهات مثلَ ألعاب الفيديو، ولكنْ كنتُ أحصل عليها. والدي اشترى لي بلايستيشن ون عندما كنتُ في الصف الثاني ابتدائي واشتري لي ٥ ألعابِ معه من ضمنها طرزان. عندما كبرتُ واصبحَ لديّ خيار الدفع في ألعاب الفيديو هل تعتقدونَ أنني ترددت؟ بالطبع لا، بعضُ الألعاب تمدّك بمميزات تستحق الدفع لتستمتع أكثر، والبعضُ الأخر تدفع لتحسّن من شكل شخصيتك لا أكثر. في لعبة Fortnite كنتُ قد صرفت ما يقارب ال٢٠٠ دولار على الSkins في اللعبة. الحقيقة أنّها لا ترفع من مستوى شخصيتك البتّة ولكنْ تجعلكَ مميزًا فقط.

 

البعضُ يرى استثماراته في تطبيقات ومواقع وألعاب تستحقْ، والبعضُ يرى أنها مضيعة وقت. لم أندم على أغلب استثماراتي في الألعاب لأنني استمتعت بأغلبها. ما معنى أن تعيشَ حياةً بدون تجارب مختلفة وحتّى لو خسرت عليها؟ 

 

ايكيا على سبيل المثال تقدم خدمة البيع بدون تركيب وتلزم المستخدم على تركيب الاثاث أو الدولاب بنفسه، مما يبني علاقةً عاطفية قوية مع قطعه. لأنّهُ استثمرَ وقتًا ومجهودًا. استثمارك في التطبيق أو المنتج يسهّل على الشركة جذبك أكثر في للمرة القادمة التي تعود فيها. ثمّ تبني علاقة مع التطبيق أو اللعبة وتَزيدُ من عدد ساعات استخدامك، والمبالغ المُستثمرة.

 

 

الخلاصة وكلمة معتصم

معرفتك لنظام نموذج التعلّق يساعدك في التخلص من الإدمان الذي لطالما أثّرَ على حياتكَ. وقتنا في هذه الدنيا محدود ولن يرضى خالقك عندَ وقوفك أمامه وسؤاله لك لمَ كنتَ تمضي ٦ ساعات يوميًا في مشاهدة فيديوهات كنتَ قد نسيت معظمها مع نهاية اليوم؟

مقاطعة هذه المقاطع في مرة واحدة كالتركي البارد لن ينفعك، لأنّك ستعاود الادمان كأنْ لم يحصلْ شيئًا. أفضل طريقة هي فهمْ الTrigger لكل تطبيق أو لعبة ثم التخلّص منه أو جعله صعبًا عليك. منذ عام ٢٠٢٠ ألغيتُ إشعارات تطبيقات السوشل ميديا ولاحظتُ فرقًا كبيرًا في الاستخدام.

يمكنك أن تحدّد وقتًا في الليل لمشاهدة فيديوهاتك وتقلّل من هناك. وصلتُ لدرجة أحمّل الانستا في الويكند فقط، ولا استخدمه في منتصف الاسبوع. انصحك بقراءة الكتاب لأنّي لم المس إلّا القشرة الخارجية، استمتع.

Mutasim Eltayeb

رائد الأعمال المدمن على خلقِ القيمة لأمثاله الساعين في تنمية ذاتهم وبناء أعمالهم الخاصة. هنا تجد كلّ ما يخصّ التنمية البشرية وبناء العادات والتسويق وكتب الأعمال، وبالإضافة إلى الفلسفة كدروعنا الخفيفة والصلبة.

Leave a Reply

Close Menu
لرائدي الأعمال وكلّ من يسعى لتطوير نفسه