Skip to main content

من هوَ إيرل نايتينجيل؟ صاحبْ الصوت الجهوري، وهوَ مؤلّف ومتحدّث إذاعي على راديو أمريكي، تتناول مواضيعه تنمية الشخصية البشرية، والدافع، والوجود الهادف. استمعتُ لحلقاته عدّة مرات، وفي كلّ مرة اكتسب شيئًا جديدًا. فمنْ أفضلْ ما علّمني إيرل هوَ أنّ النجاح بالفٍعْل، وليسَ بالوصول. وأنّ الشخص الذي يسعى كلّ يومٍ نحوَ هدفٍ أسمى، ويَفعلْ كلّما يتطلّبهُ منهُ هذا الهدف، فهوَ شخصٌ ناجح.

 

المرأة التي هدفها بيتًا دافئًا وأسرة سعيدة، وتؤدّي واجباتها كلّ يومٍ على أكمل وجهٍ تجاهَ أبنائها وزوجها فهيَ امرأة ناجحة. والرجل الذي يستيقظ كلّ صباحٍ بنشاطٍ وهمّة، ويعملُ في وظيفة يُعينُ فيها أهله وعائلته، فهوَ رجلٌ ناجح، لأنّهُ الطريق الذي اختاره. والشخص البدين الذي بدأ في تغييرِ نظام غذائه وتمارينه اليومية، واتّخذها أُسلوبَ حياة، فهوَ ناجح منذ اليومِ الذي بدأَ فيه. كلّ هؤلاءِ الأشخاص هم ناجحين، وحتّى اليوم الذي يتوقّفوا فيهِ تمامًا عن فعلِ ما يقودهم إلى طريقِ النجاح نحوَ شخصهم الأسمى. فالنجاح ليسَ نُقطةٌ نصل إليها، وإنّما هيَ بتصرّفاتنا وأفعالنا اليومية التي تأخُذنا إلى ما نصبو إليه.

الكلمة السحرية

لأكثر من ١٠ سنين، لم أفهم معنى كلمة Attitude، وظننتُ القصدَ منها هوَ الطباع. حتّى قرأتُ هذا الكتاب، فاتّضحتْ من بعدِها الصورةُ لي، وارتبطتْ نقاطٌ كثيرة. ففي كلّ يومِ، تصرّفاتنا وأفكارنا هيَ التي تُحدّد مصيرنا ومستقبلنا، فهيَ بالنسبةِ للبعض ما يرفعهم في سلّم النجاح، وللبعضِ الآخر نتاجٌ أقلّ من عادي، إنْ لمْ يكُن المُنتِجْ لمشاكلهم ولبؤسِهم.

 

يقولُ إيرل أنّ نجاحنا يعتمد على الAttitude الخاص بنا وما تعريفُ هذه الكلمة؟هيَ الطريقة التي نُفكّر أو نشعرْ بها تجاه شخص أو شيءٍ ما، وعادة ما تنعكس في سلوك (تصرّفات) الشخص. (سأذكر كلمة “سلوك” عندما أشيرُ إليها.) فسلوكك تجاه محيطك بشكلٍ عام يُحدّد ردّة فعلِ محيطك لك. فتصرّفاتنا، ومشاعرنا، ومزاجنا تُحدّد تصرّفات، ومشاعر، ومزاج الآخرين.

 

مثال، صرخَ عليكَ أخاكَ الكبير لمهمّةٍ نسيتَ أن تُنجزها، وردّة فعلك؟ ستكونُ الغضب بالمثل، ومزاجك سيختلف والذي سيؤدّي لتصرّف مماثل. ولكنْ لو أنّكَ ذو سلوكٍ جيّد، ولنفترض أنّ أخاكَ الصغير نسى أنْ يُنجِزَ مهمّة ما، فستذكّرهُ بكلّ لطف، وتخبره أنّ النسيانْ شيءٌ طبيعي وتخبره بالحرص على استعمالِ أداةٍ تذكّرك. ماذا تعتقد ردّة فعله؟ هل سيصرخ؟ سيبكي؟ سيُلقي اللومَ عليك لأنّك متسلّط؟ لا. بل سيُعاملك بالمثل ويمتن لأنّ اللهَ وهبهُ بمثلِ هذا الأخ.

 

نفسُ الشيء ينطبق على كلّ من نتعامل معهم، في بيئة عملنا، أو في حياتنا. فلوْ عاملتَ الناسَ بطيبٍ سيعاملونك بالمثل. ألنْ يردّ موظّف الاستقبال عليكَ بنفسِ الحماسة حينما تلقي عليهِ التحية والابتسامةُ تعلو وجهك؟ ألَن يسعدَ فردُ عائلتك حينما تعود وتتشاركانِ بكلّ فضول أحداثَ يومِكما؟ أنتَ تتلقّى ما تُعطي.

 

 

يقولُ إيرل لو أنّكَ جلستَ أمام المدفأة وطلبتَ منها الدفء، بدونِ أنْ تُعطيها الخشب، فهل ستطاوعك؟ لا. هكذا يُفكّر أغلبَ الناس. “إنْ لم يُسلّم عليَّ أولًا فلن أسلّم عليه. إن لم يُعاملني بلطف فلن أعاملهُ بِلطف. إن لم يبادر فلن أُبادر أنا لحلّ المشكلة.”

 

اكسرْ هذه القاعدة وكُنِ الشخصَ المبادر ذو السلوكِ الحسن.

 

 

إذًا ما المقصود حقًّا بالسلوك؟ السلوك هوَ ما يحدّد شكلَ ولونَ حياتك، وهوَ الذي يولّدُ مشاعرك، ويُنتِج بسببه تصرّفاتك وقراراتك. فالسلوكْ هوَ من الأعمدة العظيمة في حياة الإنسان والتي تُحدّد ٩٠ بالمائة من نتائجِ حياته. لأنّ سُلوكك هوَ نظرتك واعتقادك وتفسيرك للأشياء. فلو ظننتَ أنّ المالَ سيء، وكلّ الأغنياء أشرار ولصوص، فلنْ تجِدَ سهولة في جنيه. لأنّ إيمانك حيالهُ خاطئ. وسلوكك لو كانَ يملؤهُ الغرور، وأنَكَ تعتقد عُلوَ شأنك مقارنةً بغيرك، وتتكبّر كلّ ما مررتَ بهم، فخمّن؟ لَن يُحبكَ أحد، ولن يستلطفك زملائك، وسيتحدّث أصدقائك عنكَ من وراء ظهرك. السلوكْ هوَ الذي يُحدّد الطريقة التي نُفسّر بها مواقفَ حياتنا اليومية، وبتفسيرنا للموقف تُحدّد مشاعرنا. فلوْ رأيتَ أنّ شريكك لا يتحدّث معك ولا يخاطبك بل وينفر منك، فربّما ستفعلُ المثل. لماذا؟ ستقولُ لأنّهُ لا يحبّني، ولا يهتم فيني، وربما يُفكر في الانفصال. ومن قالَ هذا؟ هذا محضُ تفسيرك الشخصي لا أكثر. لا تُفسّر موقفًا بظنٍّ سيء حتّى تتأكدَ أولًا. فمشاعرنا تُحدّد تصرّفاتنا والتي بدورها تُحدّد النتائج.

 

 

كيفَ تغيرّ نتائجَ حياتك للأفضل؟ غيّر سلوكك في الحياة. فكما قالَ إيرل:

  • بالسلوكِ العظيم، تحصدُ النتائج العظيمة،
  • وبالسلوك الجيّد، تحصدُ النتائج الجيّدة،
  • وبالسلوك السيء، تحصدُ النتائج السيئة.

وعندما تُغيّر من سلوكك ونظرتك للحياة، سترى أنّ حياتك تغيّرت للأفضل.

 

غيرتُ سلوكي حيالَ الغضب والتذمّر من الأشخاص وتحسّنتْ حياتي، لأنّني تخلصتُ من غضبي واهتمامي بما يقولهُ الشخص من كلامٍ سيء تجاهي أو تجاه الموقف. طالما أنّ الموقف لا يضُرّني، أُفسّرُهُ بالطريقة التي تُريحني وتُجنّبني المشاعرَ السيئة. حياتي أهمّ من أنْ أغضبَ بسبب شخصٍ لا يهُمّني رأيه.

 

وليسَ فقط حيالَ الغضب، بل كلّ ما لاحظتُ مشاعرَ سلبية تُبنى تجاهه، فأراني أُحاول الرجوع لجذورِ سلوكي حياله، وأغيّره. غيرتُ تفكيري تجاه الأهداف والأحلام أنّها ليستْ مستحيلة طالما هنالكَ من أنجزها قبلي. وغيّرتُ إيمانيّاتي حيالَ قدراتي التي كُنت ولمدّة عقدين أظنُّ أنني من المستحيل تطويرها. أصبحتُ لا ألومُ أحدًا وأنْ أكونَ طيّبًا مع كلْ من ألتقي، لأنّني لا أعرف كم من المعاركِ يخوضها هذا الشخصُ بداخله.

سلوكك هوَ ما يُشكّل حياتك، فلو كانَ سلوكك سلبي، فسترى الحياة بشكلٍ سلبي. لأنّ الخارج هوَ انعكاسٌ لما في الداخل. قد ينظر شخصانِ لنفسِ الموقف، ولكنْ يرى كلّ واحدٍ منهما شيئًا مُختلفًا. تحكّم في سلوكك واعرف كيفَ يُفكّر عقلك ولماذا يرى الحياة بالطريقةِ التي يراها الآن، حتّى ولو كانَ شيئًا تؤمنُ به، فقط لأجلِ أن تكونَ أكثرَ وعيًا.

 

“نحن نشكك في كل معتقداتنا، باستثناء تلك التي نؤمن بها حقًا، والتي لا نفكر أبدًا في التشكيك فيها.” – أورسون سكوت كارد

 

سُئِلَ رجلٌ عن متى أصبحَ ناجحًا؟ ردّ بأنّهُ كانَ ناجحًا منذُ أنْ كانَ مُفلسًا. لأنّهُ عرفَ ما يجب عليهِ فعلُه بالضبط، وما كانتْ إلّا مسألة وقت.

قبلَ أن تستطيع فِعلَ شيء، كُن شيئًا. – قوث

 

 

إنْ أردتَ تحقيقَ شيءٍ ما، فانظرْ للشخصِ الذي تُريدُ أنْ تكونَ مثله، وانسخ سلوكه في الحياه. تكلّم مثله، وتصرّف مثله، وعامِلَ الناسَ مثله حتّى تحصل على نتائجَ مثله. فالناجحين لم يحصلوا على السلوكِ العظيم بسبب نجاحهم، بل نجحوا لأنّهم امتلكوا مثلَ هذا السلوك العظيم.

النجاح لا يرتبط بظروفك، ومحيطك، وشكلك ولونك، بل يرتبط بسلوكك ونظرتك تجاه كلّ هذه الأشياء. فلوَ رأيتَ أنَّ محيطك هوِ السبب في شخصكَ الحالي، فلن تتغيّر حتّى مماتك. ولكنْ لو نظرتَ أنّ محيطك سببًا في شخصك الحالي ولكنّهُ لن ينجح في تقييدك بعدَ الآن، وأنتَ حُرٌّ في أن تُصبح ما تريد، عندها ستتمكن من الوصول لما تريده. لأنّ سلوكك تغيّر للأفضل.

 

 

النقاط الأساسية:

  • سلوكك تجاه الآخرين يحدّد سلوكهم تجاهك
  • سلوكك تجاه العمل أو المهمّة الصعبة هوّ الذي سيحدّد نتيجتها
  • راقب سلوكَ العظماء إن لم تستطع تغيير سلوكك بنفسك
  • كلّ ما قابلتَ ناجحين، فاعرف أنّ درجة نجاحهم اعتمدت على سلوكهم.

 

 

 

فدّانٌ من الالماس

في منتصفِ القرن التاسعَ عشرْ، مُزارِعٌ إفريقي ملأتهُ الحماسة بعدَ سماعه لقصصِ المزارعين الآخرينَ الذينَ وجدوا مناجمًا من الالماس، وأصبحوا أغنياء. فلم يكد المزارع ينتظر اليومَ الذي باعَ فيهِ مزرعته وانطلقَ في رحلةٍ بدونِ خريطة، يبحثُ فيها عن منجم الالماس الذي سيُخلّصهُ من كلِّ أيامِ الشقى والتعب. ظلّ المزارع يبحث عن ضالّتهِ في مختلف أنحاءِ القارّةِ السمراء، لسنينَ عدّة وبدونِ أمل، وأخيرًا تغلّبَ عليهِ اليأسُ ورمى نفسهُ من أعلى جسرٍ وصوبَ نهرٍ سلبَ منهُ حياتِهُ الضائعة، والتي ضاعتْ باحثةً عن ماكانَ يمتلكه بالفعل.

فالقصة لصاحبِ المزرعة الجديد تبدأ وبعدَ عدّة سنين من شرائها. فاكتشفَ بينَ تربتها شيئًا يلمع، وبعدَ الفحص والحفر اكتشفوا تحتها أكبرَ منجم الماسٍ في القارّة. والمزارع الأول المسكين؟ أمضى حياتهُ يتجولٌ باحثًا عن ما كانَ تحتَ معقلِ داره، ولكنْ ليتنعّمَ بهِ شخصٌ آخر.

 

يشيرُ إيرل في هذه القصة إلى الأشياءْ التي نبحثُ عنها خارجنا ولكنّنا نمتلكها بالفعل. ويقصد هنا عقلَ الإنسان. عقلُك هوَ أغنى مواردك وممتلكاتك. والحكمة من القصة هيَ لوَ أنّ المزارع الأوّلَ أخذَ وقته في تفحصِ الأرضِ التي هوَ عليها، والأرض التي حوله، ما كانَ سيموتُ من اليأس. ربما الالماس الذي تبحث عنه هوَ بينَ يديك الآن. بدلًا من أنْ تذهبَ بعيدًا باحثًا عن طريقِ قوسِ قُزَح، انظر حولَك، انظر بِقُربك، هل هنالكَ ما تستطيعُ استغلاله؟ يخدمك في طريقك؟ شيئًا في متناولِ يديك وقبلَ أن تذهبَ بعيدًا؟

 

بعضُ الحالمين يغيّرونَ مسارَ حياتهم وأهدافهم كما تُغيّر السماءَ غيُومها، بشكلٍ مستمر وبدونِ سابق إنذار. والشيء اللامع هوَ الذي يُحْرفهم من المسار، ويُخبرونَ أنفسهم أنّ هذا هوَ التريند الجديد، هذا هوَ ما سيُغيّر حياتي، هذا هوَ الجوابُ لجميع اسئلتي. والنتيجة؟ مهما كانتِ النتيجة فهيَ ليستْ إيجابية، لأنّهم لا ينتظرونَ ولا يعملونَ فترةً كافية في نفسِ الشيءِ ليفهموهُ ويكسبوا منهُ الخبرة.

إنْ وجدتَ نفسكَ تقفِزُ من شيءٍ لامع هنا، لشيء لامع هناك، فقد حانَ الوقتُ لمواجهة نفسك. واجه نفسك وتحدّث معها بصريحِ العبارة عن أهدافكما، وكيفَ تُحقّقانها. التغييرُ المستمر للأهدافِ لن يوصل لنتيجة. لن يأتيَ أحدٌ ليستخدمَ عنكَ عقلك، فأنتَ الوحيد القادر على فِهمِه واستعماله للأفضل.

 

 

وجهة تستحق الزيارة

بدأ إيرل هذِه الجزئية بذكره قصصِ نجاحِ عن من هُم أقلُّ منّا حظًًا في هذه الحياة. مثلَ الطفلِ الذي أصيبَ بحروقٍ في رجليه، وأخبرهُ الأطبّاء أنهُ لن يمشي بعد اليوم. والمفاجأة؟ أثبتَ عكس نظريتهم بتحقيقه لبطولاتِ سباق الجري. وهيلين كيلير المرأة التي أصيبت بمرضٍ سلبَ منها بصرها وسمعها منذ عمرِ ال١٩ شهر. لكنّها لم تستسلم لإعاقتها وكَبُرتْ لتُصبح مؤلّفة ومحاضرة جامعية وسياسية وناشطة في مجتمع العِمي وألّفت عشرات الكتب.

والكثير من قصص النجاح التي لم تتطلّب إلّا هدفًا والرغبة القوية وعدم تقبّل أيّ مستحيلٍ كإجابة. ٨٠ بالمائة من رواد الأعمال الأغنياء بدأوا بداياتِ متواضعة ولم يكونوا أصحاب ثروات. ولكنّهم اشتركوا في شيءٍ واحد: الهدف الواضح، والرغبة الشديدة في تحقيقه، والتفكيرِ في هذا الهدف كلّ يوم وكلّ ساعة، والأهمُّ من هذا كلّه أنهم عمِلوا تجاهَ أهدافهم ولم ينتظروا أحدًا ليُمسِكَ بيدهم ويأخذهم نحوَ هذا الطريق.

 

كلُّ ما هوَ عظيمٌ في عالمنا كانَ في السابق مجرّد رؤية وحلمٌ وهدف، لم يراها إلّا صاحبها. قالَ نابليون هيل: “كلّ ما يستطيع العقل تصوّره، والإيمان به، يُمكن تحقيقه”. واتّفقَ الفلاسفة والحكماء على أنّنا نُصبِح ما نُفكّر به، فكُن حذِرًا في انتقاءِ الأفكار التي تريدُها أنْ تبقى معك، وتؤثّر على واقعك. وماذا لو كانَ هدفًا تسعى إليه؟ يَحضُرُ عقلكَ كلّ يوم؟ فكرةٌ قد ترسّختْ في عقلك اللاواعي؟ ستصلُ لما وضعتهُ هدفًا بلا شك!

 

 

تملؤنا السعادة ونحنُ في الطريقِ إلى المطعم لتناول وجبة عشاء مع أصدقائنا، بعكسِ العودة في نهاية اليوم. ونكونُ متحمّسين في طريقنا لقضاءِ الإجازة أكثر من عودتنا من الإجازة نفسها. نفسُ الشيء مع الأهداف، فترانا مُتحمّسينَ ومثابرين حتّى نصلَ إلى الهدف، ثمّ يعودُ الوضع لأقلّ من الطبيعي. والحل؟ الحل هوَ أن لا تتوقّف عن وضعِ الأهداف، ولا السعيَ خلفها. اجعلْ لكَ أهدافًا عُظمى في حياتك، وأهدافًا سنوية، وأهدافًا شهرية وأسبوعية وحتّى يومية لو استطعت. فلا يوجد نجاحٌ بلا هدف، حتّى ولو كانَ الهدف هوَ رؤية تمتلكها أو شخصك المثالي الذي تسعى في كلّ تصرّف أن تكونه وأنْ تُحافظ عليه.

فالنجاح في الزواج هوَ البقاءُ مُتزوّجًا! ونجاحُ الشركة يتمركَز أيضًا على بقائها في سوقِ العمل.

 

 

نحن نصبح ما نفكر فيه

وحتّى هذه اللحظة من حياتك، أنتَ محضُ مجموعِ أفكارك، ولا يمكنك أنْ تكونَ شيئًا آخر. ونفسُ الشيء، وبعدَ خمسِ سنواتٍ من الآن، ستكونُ مجموعُ أفكارك في تلكَ اللحظة. وبالطبعِ نملكُ الخيار في التركيز على ما نُفكّر فيه، لذا عليكَ أنْ تُدركَ أنّ التفكيرَ والانتباه لأهدافنا وتذكير أنفسنا بها بشكلٍ دوري، يُساعدنا في تحديدِ اتجّاهِ حياتنا، ويوضّح خطواتنا التالية.

 

 

القَدَرْ في الميزان

يقول إيرل أنّ المكافئات والعوائد في هذه الحياة تكونُ مساوية للخدمات التي تُقدّمها. “تحصد ما تزرع”.

 

تخيّل ميزان عملاق ذو كفّين، الأوّل مكتوبٌ عليهِ جوائز، والآخر مكتوبٌ عليهِ خدمات. أنتَ المسؤول عن كفّ الخدمات، ونملأُ هذا الكف عن طريقِ عملنا الذي نقدمه للمجتمع، وتصرّفاتنا مع الآخرين، وطريقة تفكيرنا وفي المقابل سيمتلئ جانب المكافئات بنفسِ قيمة الخدمات.

مهما كانتِ المكافئات التي تبحث عنها، عليكَ أنْ تُحدّد أولًا ما القيمة أو الخدمة التي ستُقدّمها للمجتمع أو منْ حولك. فلا منطق من الشخص الذي يقولُ “اعطني الدفءَ أولًا يا مدفأة ولكِ الخشب تاليًا”

 

لذا إنْ كُنتَ غيرَ راضٍ بما تُقدّمُهُ لكَ الحياة، راجعْ نفسكَ والخدماتْ التي توفّرها للآخرين. لا تكُن كالشخص الذي يتذمّر من قِلّةِ راتبه، ويرى أنّهُ يستحقّ أكثر. وإنْ سألتهُ لماذا تستحقُّ أكثر؟ سيبرّر بعددِ الساعاتِ التي يعملها، والتضحياتِ والبعُدِ عن العائلة والأهل، ونسيَ الشيء الأهم، ألا وهوَ: “ما هوَ الشيء الذي تُقدّمهُ لشركتك، وتستحقُّ عليهِ علاوة؟” لا أحدْ يهمّهُ ساعاتُ عملك الطويلة، ولا كم ضحيّتَ من علاقاتٍ أو كمْ من اجتماعِ اباءٍ فوّتَّ. كلّ ما يهمْ هوَ قيمتك ومساهمتك، فأنتَ كالمسنّنْ في هذه الآلة العملاقة. كلّما كبُرَتْ نتائجك، كلّما ارتفعت وازدادت قيمتك، وكلّما وبشكلٍ طردي زادت مكافئآتك. “يُدفع للرجل بناءً على القيمة التي يُقدّمها في سوقِ العمل.”

 

من واجبك أن تعرِف نوعَ الخدمات التي ستُقدّمها، فليسَ كلّ خُدمة تعودُ عليكَ بنفسِ المكافئة. وعندَ معرفتك لنوع الخدمة، كرّسْ نفسكَ لِتُصبح أفضلَ منْ يُقدّمها. اقرأ كلّ ما يفيدك في مجالك، استمع للخبراءِ، ولا تُقلّد كالأعمى ولكنْ اكتشِف واخترع طُرُقك الإبداعية والفريدة، حتّى تصنعَ بصمتك الخاصّة وتُصبَح مثلًا يُشادُ به. ابني عادة سؤال نفسكَ كلّ صباح، وقبلَ خروجك للعمل: كيفَ اجعل خدماتي ذات قيمة أكبر؟ علمًا بأنّ العوائد تعتمد بشكلٍ كامل على خدمتي التي أُقدّمها؟ بطرحِك لهذا السؤال، ستُحفّز عقلكْ للتفكيرِ خارجَ الصندوق، ورؤية النقاط التي يمكنك استغلالها في تطويرِ خدماتك.

 

النجاح في مجالٍ ما يتطلّب منك تعهّد والتزام ووضع كلّ إيمانك في الخطواتِ الصغيرة التي تخطوها كلّ يوم. فالأشياء العظيمة تتطلّب وقتًا، لذا انتبه من الشيءِ اللّامع الذي قدْ يُشتّتك ويخدعك بأنّكَ إنْ غيّرتَ مسارك المهني، فستحظى بجوائز وتصبح ثريًا بينَ يومٍ وليلة. تيقّنْ بأنّ محطّة الحرّية المالية على بُعدِ بضع سنواتٍ أرضية، وليستْ في الجهةِ الأخرى من الشارع.

 

 

بذورٌ للإنجاز

مهما كانَ الشيء الذي تقُوم به، فابذل كلّ جهدك. لأنّك كيفَ تُنجز المهام الصغيرة، ستُنجز المهام الكبيرة. ونسبة صدقك في العمل لمديرك، تكونُ مشابهة لنسبة عملك لنفسك. فالنزاهة هيَ بذورُ الإنجاز، وتعني الصدقَ والحقيقة. وأنْ نحاولَ أفضل ما لدينا ونعرفَ أنفسنا على حقيقتها.

 

النزاهة ليسْ فقط كوننا نتعامل مع أنفسنا بكلّ صدق، بل انْ نُعاملَ كلّ من نتفاعل معهُ بصدق. وهذا سيَجعلُكَ شخصًا يلحظُهُ الناسُ بأنّهُ يسعى نحوَ هدفٍ معيّن. فأنتَ ما يحتاجهُ ويبحثْ عنهُ الناس، كالعملةِ النادرة. فأنتَ الشخصُ ذو العقلِ المنفتِح، تسعى عن الحقيقة أينما كانت، وتتأكّد من ما تشُكُّ بِه، وتستمع لأقاويلِ الناسِ ثمّ تقرّر رأيكَ بنفسك.

يقولُ إيرل أنّ علينا أن نتحدّث بكلّ نزاهة في كلّ أيامِ حياتنا، وستحظى بمتعةِ الحصادِ بعدَ مرورِ السنين، لأنّ من أكبرِ ما يُسعِد الإنسان هوَ شعورُه بالإنجاز. عليكَ أنْ تنظر لحياتك على أنّها حقلٌ خصبٌ ينتظرك لتزرعَ فيهِ ما ستنعمُ بحصاده مستقبلًا. فلكَ الخيارُ فيما تزرع، إمّا تزرع السلوك والاعتقادات الحسنة، وإما تستعد لما ستزرعهُ لكَ بيئتك من نفسها. ازرع العلمَ وازرع المهارات، والصفات الحسنة، فكلّها تستطيعُ حصادها إذا ما كنتَ مُزارعًا صبورًا.

 

 

من السهلِ الفوز

قالَ بيل فيك: “لا أريدُ الرياضيين الموهوبين بالفطرة، بل أريدُ الرياضيين الذينَ سيعونَ خلفَ ما هوَ أكبر من قدراتهم”. والعظماء في هذه الحياة همُ الذينَ يسعونَ خلف ما هوَ صعبُ تحقيقه.

ذكرَ إيرل قصّة رجل يمتلك ملايين الدولارات، وطائرة خاصة ويخت وكلّ ما اشتهتهُ نفسه، لكنّهُ في المقابل لم يعرفَ حتّى تهجئة بعضِ الكلمات الإنجليزية. ولا يمتلك حتّى شهادة ابتدائي. إذا ما هوَ السر؟ رجلٌ بتعليمٍ دنيوي، ويمتلك الملايين؟ الجواب: لأنّهُ عرِفَ كيفَ يخدم الناس.

 

٥٪ فقط هم الذينَ سيصلونْ للحرية المالية

من بينِ كلّ ١٠٠ شخص، ٥ أشخاص سينعمونَ بحصادِ ما زرعوهُ خلالَ السنين. و٢٠ من ١٠٠ سيعيشونَ حياةً أقلّ من الطبيعية بعدَ تقاعدهم. والباقي إمّا رصيدهم كانَ بالسالب، وتراكمت عليهمِ الديون خلالَ حياتهم، وإمّا لم يتقاعدوا واستمرّوا في العمل ليعينوا أنفسهم. فقط ال٥ أشخاص هُمُ الذينَ عرفوا أنّ العوائد تعتمد على خدماتهم وما يقدّمونه لسوقِ العمل والمجتمع. قالَ ديماركو أنّ ٩٩٪ هُمْ مُستهلكونْ، و ١٪ فقط همُ المنتجون، والناجِح هوَ المُنْتِجْ.

 

البيئة مؤثّر قوي ولا نستطيعُ نكرانه. ففي المدارس، يميلُ الطلّاب إلى ارتداء ملابسَ تُشبه ملابِسَ البقيّة. ويقلّدونهم في شراءِ الشنط، واكسسواراتِ ومستلزماتِ الدراسة. يستخدمونَ نفسَ الكلماتِ فيما بينهم، ويضحكونَ حتّى لو لم تُعجبهم النكتة. فشعور الرغبة في الانتماء هوَ طبيعة بشرية، ولكنّها جرّدتنا من الرغبة في التميُّز، فأصبحنا نخافُ الاختلاف، وكلّ ما نريده هوَ أن يتقبَلُنا الآخرين، ونطلب القبول عن طريقِ إظهارِ أنّنا نُشبههم.

 

وهذا ليسَ الجزء المُحزن، بلِ الجزء المُحزن حتّى بعضُ من هُم في الخمسينياتِ والستينياتِ من أعمارهم يلعبونَ لعبة الانتماء. بشرائهم للسياراتِ الفارهة، والبيتِ الكبير، والساعات الفاخرة وماشابه.

وبينَ مرحلةِ الطفولة والشيخوخة، يستيقظ الشخص البالغ الناجح هاربًا من هذا الطريق الذي علِمَ أنّهُ ليسَ المُخلّصَ ولا المنجي. فيبدأ بتغييرِ طريقه، ويتخلّى عن مجموعته السابقة باحثًا عن مجموعة أصغر ولكنّها أكثرُ وعيًا بطريقهم الذي اتّخذوه، ألا وهوَ طريقُ النجاح.

 

 

كم هيَ قيمتك؟

كم هيَ قيمتك؟ لتعرف هذا الشيء، يقولُ إيرل أنْ تُفكّر في نفسك كالشركة، بغضّ النظر عن من يدفعُ مُرتّبك. وأنتَ مديرُ هذه الشركة، وأفرادُ عائلتك همُ المساهمون ومجلس الإدارة. هدفك ومسؤوليتك هوَ ضمان ارتفاع قيمة أسهم هذه الشركة، وبجانبك أفرادُ عائلتك مؤُمنينَ بكْ، ولن تسمحَ لكَ نفسُكَ بأنْ تَخذِلهُم.

 

وفي هذه الشركة هنالكَ أربعُ عمليّاتٍ أساسية:

١- المالية
٢- الإنتاج
٣- المبيعات
٤- قسم البحوث

 

بدونِ العملية الصحيحة لنْ يكونَ هنالك إنتاج، وبدونِ الإنتاج ليسَ هنالك مبيعات، وبدونِ المبيعات سيتوقّف الإنتاج مما يتوقّف قسم البحوث الذي بدوره يعني لا كفاءة مالية، وستُفلِس هذه الشركة.

 

وبالنسبةِ لقسمِ البحوث، فهوَ المسؤول عن تطويرِ منتجاتك وخدماتك لمستقبلٍ مزدهر. فما يهمّنا هوَ الحاضر والمستقبل، لأيّ درجةٍ من الامتياز تُقدّمُ خدماتِكَ الآن؟ ولأيّ درجةٍ ستسعى لتطويرها في المستقبل؟ فلا تتوقف في البحثِ عن طرق تسويق مختلفة، وإنتاج يُرضي عملائك.

 

اسأل نفسك كم هيَ قيمتي الآن، كشركة؟ لنفسي؟ لعائلتي؟ هل سيستثمر فيني شخصٌ لمهاراتي التي امتلكها؟ كيفَ أزيدُ من خدماتي؟ وأرفعُ من قيمتي؟

ابدأ اليوم بالتفكيرِ في طريقةٍ تزيدُ بها من خدماتك أو قيمة خدماتك. وكيفَ ترفع من إنتاجك (وليسَ فقط الإنتاجية)، وتُصبحَ لاعبًا مؤثّرًا في وظيفتك أو مجالك. أنتَ تمتلك نفسَ الوقت الذي يمتلكهُ غيرك على هذا الكوكب، استغلّهُ بحذر. فالحياةُ ليستْ قصيرة. تخيّل غدًا كالصفحة البيضاء التي تسمحُ لكَ بكتابة قصتك، وكيفَ تُريدها أنْ تُذكر، وماذا تريدُ أنْ تُحقّقه. فالنجاحُ هوَ تحقيقُ الهدف الذي وضعتهُ لنفسك. غدًا هوَ صفحةٌ جديدة يُكتَبْ على بياضها كلّ القرارات الشجاعة التي اتّخذتها، والأشياء التي رفضتها لأنّ في جُعبتك ما هوَ أهمْ. أُكتُب في هذه الصفحة ما كنتَ خائفًا منهُ لسنين، وحتّى إنْ فشِلتَ فلا تيأس ولا تبتئس، لأنّ الفشلْ ما هوَ إلّا عرقُ النجاح، وندمُ الفشلْ أفضلُ مائةَ مرّة من ندمِ عدمِ المحاولة. فالماضي مات، ولا يوجد غيرُ الحاضر لتغيّر أحداثَ قصّتك للأفضل.

 

 

لنتحدّث عنِ المال

يبدأ إيرل حديثه عن أنّ المال ليسَ كما يعتقده البعض، سيء، وغير مهم. بل يقول إيرل أنّ المالَ جيّد ومهم. مهمٌّ بنفسِ درجة الطعام الذي نشتريه، والملابس والمأمن والتعليم.

 

ما هوَ المال؟

المال هوَ حصاد إنتاجنا، المال هوَ ما نستلمه مقابلَ خدماتنا كأشخاص، ونستعمله في شراء خدمات من أشخاصٍ آخرين. ولو حسبتَ المال الذي تجنيه، فستكتشف أنَّ لهُ علاقة طردية مع خدماتك. فكلّما ازدات الخدمات (وجودتها) التي تُقدّمها، كلّما ازداد مالك.

 

ستسمع من يقول أنّ المال لا يجلب السعادة. ولكن قال إيرل بأنّ المالَ جلَب السعادة أكثر من ما جلبه الفقر. فهوَ بيتٌ دافئ، وأبناءٌ بصحّة وعافية. فهوَ تعليمٌ في جامعة، ورحلاتٌ استكشافية إلى الخارج. وهوَ أيضًا مساعدًا لكبارِ السن. ولكنْ الهدف ليسَ جمع الأموال وتركها مرصوصةٌ كأعمدة من الجشع، بل استغلالها في تحقيقِ ما يعود بفائدة تُلمَس.

تذكّر: كمية المال التي نجنيها تتناسب مباشرة مع ما نفعله، وقدرتنا على إنجازه، وصعوبة أنْ يتمْ استبدالنا.

 

كلُّ الحيوات البشرية مهمّة، وحياة عامل النظافة بنفس أهمّية حياة الطبيب الجرّاح. ولكنْ عندما يأتي الموضوع إلى المال، فالجرّاح ينقذ حياة إنسان، وقدرته على ذلك أتت بعدَ سنينٍ وسنينٍ من العمل الجاد والممارسة، لذا استبدالُه ليسَ سهلًا. والجرّاح بكلّ سهولة سيجني ما يُنجزه في ساعة واحدة أكثرَ من راتب عامل النظافة في سنة كاملة. وعامل النظافة؟ بعكسِ الجرّاح سيَسهُل استبداله.

 

الأشخاص الذين يرفضون القيام بأكثر مما يتم الدفع لهم مقابله، نادرًا ما يتم الدفع لهم مقابل أكثر مما يقومون به. لذا عليكَ أنْ تتوقّف عن التركيزِ بشكلٍ كامل على القيمة المالية، وركّز في احترافِ العمل الذي تقومُ بهِ أولًا. واللحظة التي تُصبِح مخوّلًا ومؤهلًا ستجني المال الذي تستحقّه.

اسأل نفسك: كم المال الذي أريدُ أن أجنيه؟ (مع العلم أنّ هذا المبلغ سيكون بتناسب مباشر مع مهاراتي، والحاجة السوقية لها، وصعوبة استبدالي. والمشكلة تكمُن في أنّ ٩٥٪ من الناس لا يُحدّدون المبالغ التي يُريدونَ جنيها، ولا يُحدّدونَ لأنُفُسِهم أهدافًا توضّح لهم الطريق.

 

 

الخلاصة وكلمة معتصم

إيرل نايتينجيل كانَ أثرهُ عظيمًا في طريقة تفكيري عن المال، فكما قال: “المال هوَ الأثر، والسبب هوَ خدمة قيّمة.” فإنْ كانَ هدفك جني المال، أُنظر لخدماتك وقيمتك التي تُقدّمها لهذا المجتمع ولهذه الشركة، أهيَ تستحق المبلغ الذي تعتقدُ أنّها تستحقّه؟ وإنْ أردتَ زيادة في دخلك، بكلّ بساطة زِدْ مستوى خدماتك وجودتها. فالبشر ليسوا اغبياء، لأنّهم يدفعونَ لما يرونَ أنّهُ يستحقّ. حتّى ولو كانَ لا يستحق. فالعميل هوَ الذي يبني قيمةً لِمُنتج وخدمتك في عقله.

تذكّر أنكَ تُصبح ما تفكّر فيه، املأ عقلك بالأفكار التي تُساعدك في نحتِ طريقِ نجاحك، وحسّن من سلوكك، وأعِد برمجة عقلك بما يناسبُ رؤيتك. ووفّقنا الله وإيّاكم. هذا التلخيص من مجموعة محاضرات السيد إيرل المُسجّلة صوتيًا ولا يوجد كتاب لها.

Mutasim Eltayeb

رائد الأعمال المدمن على خلقِ القيمة لأمثاله الساعين في تنمية ذاتهم وبناء أعمالهم الخاصة. هنا تجد كلّ ما يخصّ التنمية البشرية وبناء العادات والتسويق وكتب الأعمال، وبالإضافة إلى الفلسفة كدروعنا الخفيفة والصلبة.

Close Menu
لرائدي الأعمال وكلّ من يسعى لتطوير نفسه