القاعدة الأولى: لا تسطَع (أو تتفوق) على سيّدك
دَع من هم فوقك يشعرون بتفوقهم دون قلق. في سعيك لإرضاء من هم أعلى منك أو نيل إعجابهم، لا تبالغ في استعراض قدراتك، فقد ينقلب الأمر عليك، فتزرع في نفوسهم الخوف والارتياب بدلاً من الثقة. بدلاً من ذلك، اجعلهم يظهرون أكثر ذكاءً وبراعة مما هم عليه، وستجد الأبواب تُفتح لك نحو القوة والسلطة.
كل السادة يريدون أن يظهروا أكثر تألقاً من غيرهم. فهم لا يهتمون بأحدث الاختراعات، بل يهتمون باسمهم ومجدهم. اكتشفَ جاليليو نجمة جديدة في الفضاء فسمّاها على سيّده وجعله يتألّق ببراعة. ولم يتفوق على سيده، بل جعل سيده يتفوق على كل الآخرين.
عندما يتعلق الأمر بالسلطة، فإن التفوق على السيّد هو أسوأ خطأ. يريد الملوك والسادة أن يشعروا بالأمان في مناصبهم وأنهم متفوقون على من حولهم في الذكاء والفطنة. لا تعتقد أنه لمجرد أن سيدك يحبك، سيُسمح لك بالتفوق عليه. لا تتجاهل منصبك أبدًا.
نصائح في التعامل مع من هوَ أعلى منك درجة:
1- امدح سيدك.
2- اجعله يتفوق على كل الآخرين.
3- كن أكثر سذاجة، واطلب مساعدته وحنكته حتى لو كنت تعلم.
4- اجعل فكرتك خاصة به! أوضح له أن نصيحتك ما هي إلا صدى لنصيحته.
من خلال السماح للآخرين بالتفوق عليك، تظل مسيطرًا، بدلاً من أن تكون ضحية لانعدام الأمن لديهم. ستأتي لا محالة فرصةٌ لكَ لتسطع بقوتك الخاصّة، ولكن لحينها حافظ على مكانتك واعرف حدودك.
القاعدة الثانية: لا تضع الكثير من الثقة في الأصدقاء، وتعلم كيفَ تستخدم الأعداء
احذر الأصدقاء… فهم أكثر من يُضمر الخيانة، إذ يَسهل أن تستثيرهم الغيرة، ويُفسدهم القرب فيميلون إلى التسلط والتوقع. أما العدو السابق، فإذا قرّبته منك، بذل جهده ليكسب ثقتك ويثبت ولاءه، لأنه يشعر أن عليه ما يُثبت. ولهذا، ما ينبغي أن تخشاه ليس عدوك، بل صديقك. وإن لم يكن لك أعداء، فابحث عن وسيلة لخلقهم.
الملك ديفيد قال: “يا رب احمني من أصدقائي، فأنا قادر على الاعتناء بأعدائي”. حوّل اعدائك ليصبحوا اصدقائك. ألا تَهزِم عدوّك عندما تحوّلهُ لصديق؟
إن الرجال أكثر استعدادًا لرد الأذى من رد المنفعة، لأن الامتنان عبء والانتقام متعة.
في بعض الأحيان لا تعرف أصدقاءك بقدر ما تعرف عدوك. يتفق الأصدقاء على تجنب الخلافات. لأنهم يخفون صفاتهم السيئة حتى لا يزعجوا بعضهم البعض. قد لا تعرف أبدًا كيف يشعر أصدقاؤك حقًا. فقد يخبرونك بمدى روعتك ولكن هل يقصدون ذلك حقًا؟ احتفظ بالأصدقاء من أجل الصداقة، ولكن اعمل مع المهرة والاكفاء.
- لا تدع وجود الأعداء يزعجك أو يضايقك.
- يرحّب الرجل القوي بالصراع، ويستخدم الأعداء ليعزز من سمعته كمقاتل واثق يمكن الاعتماد عليه في الأوقات الصعبة.
- إذا استأجرت (وظّفتَ) أصدقائك، فسوف يأكلونك حياً وبجحود.
- يستفيد الرجل الحكيم من أعدائه أكثر مما يستفيد الأحمق من أصدقائه.
- دع أصدقاءك يقومون بالعمل القذر لأجلك.
القاعدة الثالثة: إخْفي نواياك
إن إبعاد الناس وعدم الكشف عن الغرض من أفعالك أمر ضروري. فإذا لم يكن لديهم أدنى فكرة عما تخطط له، فلن يتمكنوا من التجهيز والدفاع. وإذا قمت بتوجيههم إلى المسار الخطأ، أو غمرتهم بدخانٍ يعميهم عنك، فعندما يأتي الوقت ويدركونَ نواياك الحقيقية، فسيكون الأوان قد فات.
معظم الناس عبارة عن كتب مفتوحة، يقولون ما يشعرون به، ويتفوَّهونَ بآرائهم ويكشفون عن خططهم باستمرار.
1- من الأسهل والطبيعي أن يرغب المرء في التحدث عن مشاعره وخططه للمستقبل. يتطلب الأمر جهدًا للسيطرة على لسانك ومراقبة ما تكشفه للناس.
2- يعتقد معظم الناس أنه من خلال الصدق يكسبون قلوب الناس، وهذا غيرُ أكيد. أخبر الناس بما يريدون سماعه وليس بما تشعر به.
3- للأسف، ومن خلال جعل نفسك منفتحًا، لن يخافك أحد.
٤- قم بخلقِ إشاراتٍ متضاربة بين الرغبة واللامبالاة، وكما يقول روبرت غرين، سوف تلهبهم ليرغبوا فيك.
لا تُخفِ نواياك بالانغلاق على نفسك، بل بالحديثِ وبلا نهاية عن رغباتك وأهدافك، ولكنْ ليس عن رغباتك وأهدافك الحقيقية.
1- كُن (ظاهريًا) ودودًا ومنفتحًا وجديرًا بالثقة.
2- اخفِ نواياك.
3- ارسل منافسيك في مطاردة طويلة ومضيّعة لوقتهم.
استخدم حيلة الاختلاط: “اخلط نفسك ببساطة مع من حولك. فكلما كان انخلاطك معهم أفضل، كلما قل الشك فيك”
تذكر: إن الأمر يتطلب الصبر والتواضع لإبهات لونك الحقيقي، وارتدي قناع التجاهل. لا تيأس من ارتداء مثل هذا القناع الباهت. غالبًا ما يكون عدم قابلية قراءتك هو ما يجذب الناس إليك ويجعلك تبدو شخصًا قويًا. “يرتدي الثعلب جلد الخروف لخداعهم” انتصر قبل أن تعلن الحرب.
القاعدة الرابعة: قل دائمًا أقل مما هو ضروري
حين تحاول أن تبهر الناس بكثرة الكلام، فإنك في الحقيقة تقلّل من شأنك وتُظهر نفسك بمظهر العادي، بل وتُفقد نفسك الهيبة. حتى أبسط الكلمات قد تبدو لافتة إن قيلت بغموض وهدوء، وكأنك أبو الهول في صمته. العظماء يُرهبون ويُبهرون بقلة حديثهم، فكلما أكثرت الكلام، زادت فرص أن تقول ما لا ينبغي.
الشخص الذي لا يستطيع التحكم في لسانه، يظهر أنه لا يستطيع التحكم في نفسه، ولا يستحق الاحترام. اللسان البشري وحش لا يستطيع ترويضه إلا القليل. الصمت قوة، لن يعرف الناس ما تريد سماعه.
العقل البشري آلة للتفسير والشرح. سيموتون فقط لقراءتك ومعرفة نواياك. كلما قلت كلماتك، كلما بدوت أكثر عمقًا وغموضًا. ومن خلال التحدث بأقل مما هو ضروري، تخلق مظهر للمعنى الخفي والقوة.
يُمكن استعمال عكس القاعدة للخداع:
من خلال التحدث كثيرًا، تجعل نفسك تبدو أضعف وأقل ذكاءً أمام الآخرين، لذا يمكنك ممارسة الخداع بسهولة أكبر لأنّ الناس لن تُشكّ فيك.
القاعدة الخامسة: الكثير يعتمد على سمعتك – احمها بحياتك
السمعة هي حجر الأساس في بناء القوة. وحدها السمعة تُرهب وتكسب، لكنها إن تصدّعت، سقطت معها حصونك، وانهالت عليك السهام من كل صوب. اجعل سمعتك عصيّة على النيل، وارصد دائمًا محاولات الطعن فيها وافشلها قبل أن تبدأ. وتعلّم في المقابل كيف تُسقِط خصومك بفتح ثغرات في سمعتهم، ثم تنحَّ جانبًا واترك الرأي العام يجهز عليهم.
حتى أولئك الذين يجادلون ضد الشهرة ما زالوا يريدون أن تحمل الكتب التي يكتبونها ضد الشهرة اسمهم في العنوان، ويأملون أن يصبحوا مشاهيرًا بسببها. فهنا روبيرت قرين يُشير إلى أنّ الإنسان يتوقُ وبشكلٍ كبير لأنْ يكونُ معروفًا ومشهورًا.
اضعف من سمعة خصمك. فهذا يضعه في موقف دفاعي ويجذب المزيد من الانتباه إليك، مما يعزز سمعتك.
“من الأسهل التعامل مع ضمير سيئ من التعامل مع سمعة سيئة”
في المجال الاجتماعي، المظاهر هي مقياس أحكامنا كلها تقريباً، ولا ينبغي لك أبداً أن تضلّل نفسك وتعتقد عكس ذلك. هذا هو السبب وراء الأهمية القصوى لبناء والحفاظ على سمعةٍ من صنعك.
اعمل على تأسيس سمعة لصفة واحدة متميزة، سواء كانت الكرم أو الصدق أو المكر. هذه الصفة ستميزك وتجعل الآخرين يتحدثون عنك. السمعة الطيبة تزيد من حضورك وتبالغ في نقاط قوتك دون أن تضطر إلى بذل الكثير من الجهد.
القاعدة السادسة: اسعى لجذب الانتباه مهمّا كلّف الأمر
كل شيء يُحكم عليه من مظهره؛ فما لا يُرى، لا يُحسب له حساب. لا تسمح لنفسك بأن تذوب في الزحام أو تُدفن في غياهب النسيان. كن مميزًا، لافتًا، ملفتًا، بأي ثمن. اجذب الأنظار إليك بأن تكون أكثر بروزًا، أكثر ألوانًا، أكثر غموضًا من الحشود الباهتة المترددة.
اجذب الانتباه إلى نفسك من خلال خلق صورة لا تنسى. تألق أكثر من الآخرين. من الأفضل أن يتم التشهير بك ومهاجمتك بدلاً من تجاهلك. ولتخلق حشد يعيرك انتباهه، يجب أن تفعل شيئًا مختلفًا وغريبًا. عليك أن تتعلم كيف تجذب الانتباه. اربط اسمك وسمعتك بجودة تميزك.
إذا وجدت نفسك في وضع متواضع لا يتيح لك سوى فرصة ضئيلة لجذب الانتباه، فإن الطريقة الفعالة هي مهاجمة الشخص الأكثر شهرة والأكثر قوة.
ما لا يُرى يبدو وكأنه غير موجود.
القاعدة السابعة: اطلب من الآخرين القيام بالعمل نيابة عنك، ولكن دائمًا خذ الفضل لنفسك
استعن بحكمة الآخرين، بخبراتهم، بجهدهم، لخدمة قضيتك. لا توفّر فقط وقتك وطاقتك، بل ستبدو أسرع، أذكى، وأكثر كفاءة كأنك فوق البشر. وفي النهاية، يُنسى من ساعدك، وتُذكر أنت وحدك. لا تفعل بيدك ما يمكن لغيرك إنجازه.
كان تيسلا يؤُكل حياً! لم يحصل على أي فضلٍ لأعماله أو أيَّ أموال!
أولاً: إن الفضل في الاختراع أو الإبداع مهم، إن لم يكن أكثر أهمية من الاختراع نفسه. (يجب عليك تأمين الفضل لنفسك)
ثانيًا: تعلم كيفية الاستفادة من عمل الآخرين لتعزيز قضيتك الخاصة.
ابحث عن أشخاص يتمتعون بالمهارات والإبداع الذي تفتقر إليه. إما أن توظفهم، مع وضع اسمك فوق اسمهم، أو جد طريقة لأخذ عملهم وجعله ملكك. وبالتالي يصبح إبداعهم إبداعك، وتبدو عبقريًا للعالم.
“يقول الحمقى إنهم يتعلمون من خلال التجربة، لذا تعلّم أنت كيفَ تستفيد من تجربة الآخرين”
القاعدة الثامنة: اجعل الآخرين يأتون إليك. استخدم طُعمًا إذا لزم الأمر
حين تدفع خصمك إلى الحركة، تكون أنت المتحكم. الأفضل دائمًا أن تجعله يأتي إليك، متخليًا عن خططه. اغره بغنيمة مغرية—ثم اضرب. حينها تكون كل الأوراق في يدك.
إن التصرف الأكثر فعالية هو البقاء في الخلف، والحفاظ على الهدوء، والسماح للآخرين بالوقوع في الفخاخ التي تنصبها لهم، واللعب من أجل القوة على المدى الطويل بدلاً من البحثِ عن النصر السريع. إن جوهر القوة هو القدرة على الاحتفاظ بقوة المبادرة، وجعل الآخرين يردّونَ على تحركاتك، وابقي خصمك ومن حولك في موقف دفاعي.
يجب أن تتعلم السيطرة على عواطفك، وألا تتأثر أبدًا بعاطفة الغضب. العب اللعبة بشكل طبيعي.
التلاعب لعبة خطيرة. بمجرد أن يشك شخصٌ ما في أنه يتم التلاعب به، يصبح من الصعب السيطرة عليه، ولكن عندما تجعل خصمك يأتي إليك، فإنك تخلق الوهم بأنه يتحكم في الموقف. الشخص الذي يجعل الآخرين يأتون إليه يبدو قويًا ويكسب الاحترام.
القاعدة التاسعة: فُز من خلال أفعالك، وليس من خلال الجدال
كل جدال تعتقد أنك انتصرت فيه بالكلام، هو في الحقيقة نصر زائف. الغضب والضغينة التي تزرعها في نفوس الآخرين تدوم أكثر من اقتناعهم المؤقت برأيك. الأفضل دائمًا أن تجعلهم يوافقونك بالفعل، لا بالقول. لا تشرح، بل أظهر. لا تُجادل، بل افعل.
تعلم كيفية إثبات صحة أفكارك بطريقة غير مباشرة. “الحقيقة تُرى، ونادرًا ما تُسمع”. إن القوة في إثبات فكرتك هي أن خصومك لن يتخذوا موقفًا دفاعيًا، وبالتالي يكونون أكثر انفتاحًا لكَ لتقنعهم. إن جعلهم يشعرون حرفيًا وجسديًا بإظهاركَ لمعانيك أقوى بكثير من الحجة والجدال.
عندما يتم القبض عليك وأنتَ تكذب، كلما بدوتَ أكثر عاطفية ويقينًا، كلما بدا الأمر أقل احتمالًا أن يبدو أنك تكذب.
“لا تجادل أبدًا. في المجتمع لا يجب مناقشة أي شيء؛ أعط وأظهِرِ النتائج فقط”
القاعدة العاشرة: العدوى: تجنب التعساء وغير المحظوظين
الحزن معدٍ كالأمراض. قد تظن أنك تنقذ الغريق، ولكنك في الواقع تجرّ نفسك للهلاك. بعض المنكوبين يجذبون المصائب لأنفسهم، وإن اقتربت منهم، اجتذبوها إليك. صاحب السعداء، وابتعد عن التعساء.
عندما تشك في وجود شخص مصاب بالتعاسة، فلا تجادله، ولا تحاول مساعدته، وإلا فسوف تقع في الفخ. اهرب من الشخص المصاب وإلا فسوف تتحمل العواقب.
كيف يمكنك حماية نفسك من مثل هذه الفيروسات الخبيثة؟ تكمن الإجابة في الحكم على الناس بناءً على التأثيرات التي يخلفونها على العالم وليس بناءً على الأسباب التي يسوقونها لمشاكلهم.
تعرف على المحظوظين حتى تتمكن من اختيار صحبتهم، والتعساء حتى تتمكن من تجنبهم. لا تمُت من بؤس الآخرين.
القاعدة الحادية عشرة: تعلم كيفَ تجعل الناس يعتمدون عليك
لكي تحافظ على استقلالك، لا بد أن تكون دائمًا مطلوبًا وضروريًا. كلّما ازداد اعتماد الناس عليك في سعادتهم وازدهارهم، ازدادت حريتك. اجعلهم بحاجة إليك، وستأمن جانبهم. ولا تُعلّمهم ما يكفي ليستغنوا عنك.
كن الشخص الوحيد القادر على القيام بما تفعله، واجعل مصير أولئك الذين يوظفونك متشابكًا معك إلى الحد الذي يجعلهم غير قادرين على التخلص منك. إذا كنت طموحًا، فمن الحكمة أن تبحث عن حكام أو أسياد ضعفاء يمكنك أن تخلق معهم علاقة يعتمدون عليك فيها. ستصبح أنت قوتهم وذكائهم وعمودهم الفقري. إذا تخلصوا منك، فسوف ينهار المبنى بأكمله. القوة المطلقة هي القدرة على جعل الناس يفعلون ما تريد. يجب أن تمتلك مهارة تميزك عن الآخرين. ومن الأفضل أن يعتمد عليك الآخرون خوفًا من عواقب خسارتك بدلاً من حبهم لك.
القاعدة الثانية عشرة: استخدم الصدق والكرم للتخلص من سلاح ضحيتك
إيماءة واحدة صادقة في ظاهرها كفيلة بأن تغطّي على عشرات من الخدع. التصرفات الكريمة المليئة بالصدق تُمكّن من اختراق دفاعات أشدّ الناس حذرًا. وحين تُحدث صدقك الانتقائي فجوة في درعهم، ستتمكن من خداعهم كما تشاء. الهدايا في وقتها المناسب، كحصان طروادة، تُدخل ما لا يُتوقّع.
إن جوهر الخداع هو التشتيت. إن تشتيت انتباه الأشخاص الذين تريد خداعهم يمنحك الوقت والمساحة للقيام بشيء لن يلاحظوه: الانتباه. إن التصرف بلطف أو كرم أو صدق هو في كثير من الأحيان أقوى أشكال التشتيت لأنه يزيل شكوك الآخرين. إنه يجعلهم كالأطفال، يستمتعون بأي نوع من الإيماءات.
في الصين القديمة كان يطلق على مثل هذا النوع :“العطاء قبل الأخذ” ـ فالعطاء يجعل من الصعب على الطرف الآخر أن يلاحظ ما تقدمه.
من الخطير أيضاً أن تطلب ما تحتاج إليه ببساطة، مهما كان ذلك مهذباً: فما لم ير الطرف الآخر بعض المكاسب لنفسه، فقد يستاء من طلبك. تعلم أن تعطي قبل أن تأخذ. فهذا يليّن الأرض، ويخفف من وطأة طلب مستقبلي، أو ببساطة يخلق تشتيتاً. ويمكن أن يتخذ العطاء أشكالاً عديدة: هدية فعلية، أو عمل سخي، أو معروف طيب، أو اعتراف “صادق” ـ أياً كان الثمن.
قصة حصان طراودة الشهيرة تمثّل القانون بدقّة. لم يستطيع الجنود اقتحام القلعة بدونِ هدية تناسب مقام العدو. ولكن المفاجأة أنّ فورَ قبول الهدية واستقبالها للداخل اكتشفوا جنودًا مختبئين بداخل مجسم الحصان.
القاعدة الثالثة عشرة: عند طلب المساعدة، استند إلى مصالح الناس الذاتية وليس إلى رحمتهم أو امتنانهم
إذا احتجت عونًا من حليف، فلا تُذكّره بصنيعك القديم، فلن يُجدي ذلك. ابحث بدلًا من ذلك عن مصلحة خفية له في طلبك، أو مكسب يعود عليه من مساعدتك، وكرّس حديثك حولها. متى رأى مصلحة لنفسه، تجاوب بحماسة.
لا تتحدث فقط عن الماضي، بل تحدث عن الفوائد المستقبلية للطرف الآخر. في سبيلِ السعي للقوة، ستجد نفسك تطلب المساعدة من من هوَ أقوى منك على الدوام. قم بتنمية قدرتك على فهم الشخص الذي تتعامل معه، وعدم الخلط بين احتياجاتك واحتياجاته. حتى أقوى شخص يكون محبوسًا داخل احتياجاته الخاصة. تتمثل الخطوة الرئيسية في هذه العملية في فهم نفسية الشخص الآخر. هل هو مغرور؟ هل يهتم بسمعته أو مكانته الاجتماعية؟ هل لديه أعداء يمكنك مساعدته في هزيمتهم؟ هل هو تحفيزه يكون فقط بالمال والسلطة؟
المصلحة الذاتية هي الرافعة التي ستحرك الناس. بمجرد أن تجعلهم يرون كيف يمكنك بطريقة ما تلبية احتياجاتهم أو تعزيز قضيتهم، فإن مقاومتهم لطلباتك تتلاشى بشكل سحري.
القاعدة الرابعة عشرة: تظاهر بأنك صديق، واعمل كجاسوس
معرفة عدوك أمر مصيري. استعن بالجواسيس لجمع المعلومات التي تُبقيك متقدمًا بخطوة. بل الأفضل أن تُصبح الجاسوس بنفسك. في اللقاءات الاجتماعية، كن لبقًا في طرح الأسئلة غير المباشرة لتكشف مكنونات النفوس. لا توجد مناسبة إلا وتحمل فرصة للتجسس الذكي.
في عالم القوة، هدفك هو الحصول على درجة من التحكم في الأحداث المستقبلية. لكن المشكلة التي تواجهها هو أن الناس لن يخبروك بكل أفكارهم وعواطفهم وخططهم. الحيلة هي إيجاد طريقة لاستقصائهم، ومعرفة أسرارهم ونواياهم الخفية، دون إخبارهم بما تخطط له. هذا ليس صعبًا كما قد تظن. ستسمح لك الواجهة الودية والتظاهر بأنّكَ صديق بجمع المعلومات سراً عن الأصدقاء والأعداء على حد سواء.
كما ستجمع معلومات عن عدوّك، وهوَ أيضًا سيبدأ بجمعِ المعلومات عنك. احمي أهدافك الحقيقية بمعلوماتٍ كاذبة تضلّل عدوّك لتكون لك اليد العليا على الدوام.
القاعدة الخامسة عشرة: اسحق عدوك بشكلٍ كامل
كل القادة العظام، منذ موسى عليه السلام، أدركوا أنّ العدو الذي يُخشى لا بد من سحقه تمامًا. شرارة صغيرة، مهما بدت واهنة، قادرة على إشعال حريق. الهزيمة الجزئية تُمكّن العدو من التعافي والانتقام. لا تكتفِ بكسر الجسد، بل اسحق الروح.
لا ترحم، اسحق أعداءك تمامًا كما كانوا سيسحقونك. في النهاية، السلام والأمان الوحيدان الذي يمكنك أن تأمله من أعدائك هو اختفائهم للأبد. من يسعى إلى تحقيق الأشياء لا ينبغي له أن يرحم أحدًا. وللحصول على النصر النهائي، يجب أن تكون قاسيًا.
لا تترك لأعدائك أي خيار. اقض عليهم وسوف تصبح أراضيهم ملكك. إن هدف القوة هو السيطرة على أعدائك بشكل كامل، وجعلهم يطيعون إرادتك. لا يمكنك أن تستسلم في منتصف الطريق. إذا لم يكن لديهم أي خيار، فسوف يضطرون إلى تنفيذ أوامرك. هذا القانون له تطبيقات تتجاوز ساحة المعركة. التفاوض هو الأفعى الخبيثة التي ستأكل انتصارك، لذا لا تمنح أعدائك أي شيء للتفاوض، ولا أمل، ولا مجال للمناورة. اسحقهم وهذا كل شيء.
القاعدة السادسة عشرة: استخدم الغياب لزيادة الاحترام والشرف
كثرة الظهور تُفقدك قيمتك. كلّما ظهرتَ وسُمعتَ أكثر، بدوتَ أكثر عادية. وإن كنت ذا مكانة في جماعة، فالغياب المؤقت يجعلك أكثر جذبًا وأكثر تقديرًا. تعلّم متى ترحل. اصنع القيمة من الندرة.
كل شيء في العالم يعتمد على الغياب والحضور. الحضور القوي سيجلب لك القوة والانتباه – يجعلك تتألق أكثر من أولئك المحيطين بك. ولكن يخلق الحضور الزائد تأثيرًا معاكسًا: كلما زاد رؤيتك وسماعك، كلما تدهورت قيمتك. تصبح بالنسبة لهم كالعادة. بغض النظر عن مدى جهدك في أن تكون مختلفًا، فإن احترام الناس لك سيقل أكثر فأكثر. يجب أن تتعلم الانسحاب في الوقتِ المناسب.
عندما يُسحب منتج من السوق، فيتم خلق قيمة كبيرة حوله.
إنّ جعل نفسك متاحًا على الدوام، سيؤدّي إلى تلاشي هالة القوة التي خلقتها حول نفسك. اقلب اللعبة: اجعل نفسك أصعب في الوصول إليه وستزيد من قيمة حضورك.
يُطبّق هذا القانون عند الحصول على مستوى معيّن من القوة. لو انسحبت واختفيت عن الأنظارِ وأنت ضعيف، فلن يعيركَ أحدٌ الاهتمام، بل ستُتَجاهل وتُنسى.
القاعدة السابعة عشرة: ابقي الآخرين في حالة من الرعب المعلّق: نمّي جو من عدم القدرة على التنبؤ
البشر كائنات تتغذى على التكرار. تعوّدهم على نمط، يشعرون بالتحكّم. اقلب الطاولة: كُن غير متوقّع عن قصد. تصرفاتك التي تبدو بلا نمط أو هدف ستُربكهم، وسيرهقون أنفسهم في تحليلها. وإن بلغتَ بها حدًا متطرفًا، بثثت فيهم الرعب.
لا يوجد شيء أكثر رعباً من الأحداث المفاجئة وغير المتوقعة. ولهذا السبب نشعر بالخوف الشديد من الزلازل والأعاصير: فنحن لا نعرف متى ستضربنا. وبمجرد وقوع واحدة منها، ننتظر في رعب وقوع الأخرى. وبدرجةٍ أقل، هذا هو التأثير الذي يخلفه السلوك البشري غير المتوقع علينا.
غالبًا ما تكون عدم القدرة على التنبؤ هي تكتيكات القائد، ولكن يمكن للخصم أيضًا أن يستخدمها. إذا وجدت نفسك محاصرًا أو متفوقًا عليك، فقم بسلسلة من التحركات غير المتوقعة. سوف يصاب أعداؤك بالارتباك الشديد لدرجة أنهم سيتراجعون أو يرتكبون خطأً تكتيكيًا. يحاول الناس دائمًا قراءة الدوافع وراء أفعالك. إذا قمت بتصرف لا يمكن تفسيره، فإنك تضعهم في موقف دفاعي. لأنهم لا يفهمونك، فسيشعرون بالتوتر، وفي هذه الحالة يمكنك ترهيبهم بسهولة.
إن عدم القدرة على التنبؤ ليس سلاحاً للإرهاب فحسب: بل إن تغيير أنماطك على أساس يومي من شأنه أن يسبب ضجة من حولك ويحفز اهتمامهم بك. وسوف يتحدث الناس عنك، وينسبون إليك دوافع وتفسيرات لا علاقة لها بالحقيقة، ولكنها تبقيك في أذهانهم باستمرار. وفي النهاية، كلما بدوت أكثر تقلباً، كلما اكتسبت المزيد من الاحترام. إن المرؤوسين فقط هم الذين يتصرفون بطريقة يمكن التنبؤ بها.
القاعدة الثامنة عشرة: لا تبني حصنًا لحماية نفسك، فالعزلة خطيرة
العالم موحش، والأعداء في كل زاوية. قد تبدو العزلة حصنًا منيعًا، لكنها تُعرضك لمخاطر أكثر من أن تحميك. تقطع عنك الأخبار، وتجعلك هدفًا بارزًا. الأفضل أن تختلط بالناس، تبني التحالفات، وتندس في الزحام. الجماهير درعك.
مكيافيلي يزعم أنّ بناء الحصن من الناحية العسكرية يشكل خطأً فادحاً. فهو يصبح رمزاً للعزلة، ويشكل هدفاً سهلاً لأعدائك بالخارج. والواقع أن الحصن المصمم للدفاع عنك يفصلك عن المساعدة الخارجية ويحدّ من مرونتك. وقد يبدو لك الحصن منيعاً، ولكن بمجرد أن تلجأ إليه، فإن الجميع يعرف مكانك؛ ويتحوّل حصنك إلى سجن.
بما أن البشر كائنات اجتماعية بطبيعتها، فإن القوة تعتمد على التواصل والانخراط الاجتماعي.
القاعدة التاسعة عشرة: اعرف مع من تتعامل، لا تسيء إلى الشخص الخطأ
الناس طبائعهم شتى، فلا تظن أن الجميع سيتفاعل مع حيلك بنفس الطريقة. خدعت أحدهم، فقضى عمره يخطط لانتقامه. هناك من يبدون حملانًا لكنهم ذئاب. احرص إذًا في اختيار خصومك وضحاياك—لا تخدع من لا يُخدع.
عندما تواجه سيّافًا فاسحب سيفك وتجهّز للقتال. لا تُظنّ أن الشخص الذي أمامك أضعف منكَ قوة، فقد لا تعرف من وما يكون.
الشخص ذو الأهمّية الضئيلة اليوم، ربما يكونُ ذو قوة وسلطة في الغد.
إن القدرة على قياس الناس ومعرفة مع من تتعامل مهارة حاسمة. فبدونها أنتَ أعمى. ومصيرك أنْ تسيء وتتعامل مع الشخصِ الخطأ. قبل الشروع في أي خطوة، قم بقياس هدفك أو خصمك. ادرس نقاط ضعف الناس، وثغراتهم. اعرف تفاصيلهم قبل أن تقرر حتى ما إذا كنت ستتعامل معهم أم لا.
لا تعتمد أبدًا على غرائزك في الحكمِ على خصمك. سترتكب أكبر الأخطاء باعتمادك على مثلِ مؤشّرات غير دقيقة. لا شيء يمكن أن يحل محل جمع المعرفة الملموسة. ادرس وتجسس على خصمك مهما طال الوقت؛ فهذا سيؤتي ثماره في الأمد البعيد.
لا تثق أبدًا بالمظاهر. إن أي شخص يمكنه إظهار اللطف وهوَ بالداخل عكس ذلك؛ فالشخص الذي يبدو متعجرفًا من الخارج غالبًا ما يكون في الحقيقةِ جبانًا. تعلم أن ترى من خلال المظاهر وتناقضاتها. لا تثق أبدًا في النسخة التي يقدمها الناس عن أنفسهم – فهي غير موثوقة تمامًا.
يشير روبرت غرين إلى أنّ الناس ترتدي أقنعة مختلفة، أقنعة من صنعهم، ربما يتمنّوا لو كانتْ وجوههم الحقيقية.
القاعدة العشرون: لا تلتزم أو تتعهّد لأيّ شخص
امنحهم الأمل ولكن لا تعطهم الرضا الكامل أبدًا.
الرغبة كالفيروس: إذا رأينا شخصًا مرغوبًا من قبل أشخاص آخرين، فإننا نميل إلى اعتبار هذا الشخص مرغوبًا عندنا أيضًا.
إن النجاح في لعبة القوة يستلزم السيطرة على عواطفك. ولكن حتى لو نجحت في اكتساب مثل هذا القدر من ضبط النفس، فلن تتمكن أبداً من التحكم في تصرفات من حولك المزاجية. وأغلب الناس يعيشون في دوامات من العواطف ويتفاعلونَ معها باستمرار. ضبطك لنفسك وعواطف سيزعجهم لا أكثر. سيجرّوك لتشاركَ في مشاكلهم ويرغمونك على اختيار جانب بينهم، وهذا سيقودك لتضيّع وقتك وتتفاقم مشاكل أنتَ أفضلُ حالًا بدونها.
القاعدة الحادية والعشرون: العب دور الأحمق لتصطاد الأحمق. تظاهر بالغباء
لا أحد يحب أن يبدو أقلّ ذكاءً ممن حوله، ولهذا، إن أردت التلاعب بعقولهم، اجعلهم يشعرون بأنهم أذكى منك. لا تجعلهم فقط يشعرون بالذكاء، بل أوهمهم بأنهم يتفوقون عليك. وحين يبتلعون الطُعم، سيغفلون تمامًا عن نواياك الحقيقية.
كلما ظنوا أنه من السهل افتراسك، كلما تمكنت من قلب الأمور لصالحك. أن تبدو أقلّ ذكاءً لهوَ أُسلوب التخفّي الأعظم.
نحنُ البشر بطبيعتنا لا نستحمل رؤية من هوَ أذكى منّا. فتجدنا نقول أنّهُ ذكي فقط في مجال واحد لا أكثر. تجدنا نقولُ أنّ علمهُ من الكتب فقط وليسَ لديه علم مستخرج من خبرة الحياة الحقيقية. أو نقول أنّ أبواهُ اغنياء، فاغتنم فرصة التعليم التي قُدّمت لهُ على طبقٍ من ذهب.
إنِ استغلّيتَ هذه الطبيعة البشرية في حبّ رؤية الذات أنّها أذكى من الآخرين، في أن تُخفي ذكائك وخططك، فلن يراكَ الناسُ كتهديد، بل سيتجولون حولكَ بدونِ سلاحٍ أو دفاع.
في الصين التاريخية كان الصيّاد يتنكّر بزيّ خنزير ليصطاد نمر. فعندما يظن المفترس أنّهُ وجدَ ضحية سهلة، يتفاجئ وتكونُ الضحكة الأخيرة للصياد.
القاعدة الثانية والعشرون: استخدم تكتيك الاستسلام: حوّل الضعف إلى قوة
وحين تكون ضعيفًا، لا تُقحم نفسك في صراع من أجل الكرامة—اختر الاستسلام. فالاستسلام يمنحك وقتًا للراحة، للتخطيط، لإثارة خصمك وإرباكه، وربما لتُطيح به حين تهتز قوّته. لا تمنحه لذّة الانتصار عليك—كن أنت من ينسحب أولًا، ودع استسلامك يبدو كحيلة من حِيَل القوّة.
عندما تكون ضعيفًا، لن تكسب شيئًا من خوض معركة عديمة الفائدة. فالضعف ليس خطيئة، بل قد يتحول إلى قوة إذا تعلمت كيف تستعمله بشكل صحيح. لا تضحِّ بذلك أبدًا في مقابل الشرف في معركة لا يمكنك الفوز بها.
ضع في اعتبارك أنك تظهر وكأنك تستسلم فقط، مثل الحيوان الذي يتظاهر بالموت لإنقاذ نفسه.
القاعدة الثالثة والعشرون: ركز قواك
وفّر قواك وركّزها في موضعٍ واحد. لا تذر طاقتك في أماكنَ متفرّقة كمن يحفر آبارًا ضحلة كثيرة، بل احفر بئرًا واحدًا عميقًا تنهل منه القوة. وحين تبحث عن مصدرٍ يرفعك، فتّش عن “الراعي الدسم”، ذاك الذي يكفيك لبنُه لأمدٍ طويل.
ركز على هدف واحد، ومهمة واحدة، واعمل على إنجازها.
لتفاصيل أكثر اقرأ كتاب The One Thing أو كتاب Essentialism.
القاعدة الرابعة والعشرون: العب دور الخادم المثالي
في بلاط النفوذ، يزدهر “المُجامل المُحنّك”؛ ذاك الذي يتقن فن الإيحاء، فيثني على الكبار، ويتودّد لهم، ويُمارس سلطته بلُطفٍ لا يُفسد للهيبة قضية. تعلّم قوانين البلاط، وستصعد إلى الأعلى بأكثر مما كنت تتصور.
- تجنب التفاخر: كلّما تحدّثتَ عن إنجازاتك وأفعالك الحسنة زادت حولك الشكوك. ويبدأ الحسد الذي قد يصل لخيانتك وطعنك من الخلف.
- مارس اللامبالاة: دع عملك ونتائجه تبدو نابعة من موهبة وليسَ من العمل الشاق. اجعلهم يعتقدونَ أنّك عبقري بالفطرة بدلًا من مجتهدًا في شغله.
- كن مقتصدًا في الإطراء: أسيادك متعطشين للإطراء ولكن مجاملتهم بكثرة يُنقص من قيمة المدح ويظهر على أنّهُ رخيص وسيثير الشكوك لدى الآخرين. اثني بطريقة غير مباشرة واحرص على إظهار سيّدك أنّهُ أفضلَ منك.
- غيّر أسلوبك ولغتك وفقًا للشخص الذي تتعامل معه.
- لا تكن الحامل للأخبار السيئة أبدًا: حتّى لو اضطررت الكذب والخداع، ارمي عبء نقل الخبر السيء عندَ ضحيةٍ أخرى. كُنْ الحامل للأخبار السارّة، الشخص الذي يبتهج الملك عندَ رؤيته.
- لا تؤثر أبدًا على الود والألفة مع سيدك: لا تبني جوّ الصداقة بينكما فهوَ يريدُ تابعًا وليسَ صديقًا.
- كن مراقبا لنفسك: انظر لنفسك كما يراك الآخرين. اسأل نفسك هل تتصرف بخضوع شديد؟ هل تحاول جاهدًا إرضاء الآخرين؟ هل تبدو يائسًا في لفت الانتباه، مما يعطي انطباعًا بأنك متجه للانحدار؟ كن مراقبًا لنفسك وستتجنب جبلًا من الأخطاء.
- سيطر على عواطفك: الموقف الحالي هوَ الذي يحدّدْ كيفَ تشعر وليسَ كيفَ تشعر حقيقةً. سمّيه كذب لو أردت، لكنّه الطريق الأفضل لضمان مكانتك وخطتك.
- كن مصدرًا للسعادة: الناس تهرب من التعيس والممل. كُن عكسَ ذلك، كن الشعلة التي تضيءُ أيّامهم السوداء. كُن مهمًّا وليسَ من السهل التخلّي عنك.
القاعدة الخامسة والعشرون: أعد إنشاء نفسك
لا تقبل أن تُحدّد لك الحياة دورًا تقليديًا. اصنع لنفسك شخصية جديدة تلفت الانتباه، ولا تترك مجالًا للملل. كُن سيد صورتك، لا تابعًا لانطباعات الآخرين. أدخل البهجة والمسرحية إلى أفعالك، وستغدو حضورًا أكبر من الواقع.
أنتَ لستَ المسؤول عن شخصيتك التي تشكّلت في بداية عمرك. ما أنتَ إلّا تأثير بيئتك ومن حولك من آباء ومعلمين وإخوان وأصدقاء. الخبر السار أّنَه يمكنك إعادة تشكيل نفسك. كالفنّان الذي يشكّل الصلصال.
روبرت غرين يتحدّث عن أهمّية لعب أدوار مختلفة على حسب الموقف. الأمر أشبه بارتداء القناع اللازم للمناسبة اللازمة.
القاعدة السادسة والعشرون: حافظ على نظافة يديك
يجب أن تبدو دائمًا متحضّرًا وكفؤًا. لا تسمح بأن تتلطّخ سمعتك، وادفع أخطاءك إلى ظلال الآخرين. استعملهم ككبش فداء، ليظلّ مظهرك نقيًا أمام الجميع.
البارت الأول: إخفاء أخطائك – احرص على أن يكون لديك كبش فداء يتحمل اللوم.
غالبًا ما يكون من الحكمة اختيار الضحية الأكثر براءة لتكون بمثابة كبش فداء. ولكن احرص على عدم وجود شهيد. والشريك المقرّب هو الخيار الأفضل.
البارت الثاني: استخدم مخالب القط.
استخدم من حولك لإتمام المهام القذرة لإخفاء نواياك وتحقيق أهدافك مع الحفاظ على نظافة يديك. إنّ إخفاء هدفك هوَ عنصر أساسي في هذه الاستراتيجية. يمكنك أن تقدم نفسك كمخلب قط للحصول على السلطة. ملاحظة: يجب أن تكون حذرًا للغاية في استخدام هذا التكتيك، لأن الكشف عن نفسك سيكون كارثيًا.
(هذه الجزئية من تلخيص قراهام)
افعل كلّ ما هوَ حسن بنفسك، والسيءْ فوّضهُ لغيرك.
القاعدة السابعة والعشرون: اللعب على حاجة الناس إلى الإيمان من أجل خلق أتباع يشبهون الطائفة
الناس في داخلهم رغبة عميقة للإيمان بشيء. كُن أنت ذلك الشيء—امنحهم قضية جديدة، إيمانًا جديدًا، وطقوسًا يمارسونها، واطلب منهم تضحيات تُشعرهم بالانتماء. لا تُقدّم أفكارك بشكل عقلاني، بل اغمرها بالحماسة والوعود. في زمن التيه، الإيمان الجديد يمنحك سلطانًا لا يُحد.
- حافظ على الغموض والبساطة: استخدم الكلمات الحماسية لجذب الانتباه. استعمل عنواين فاخرة وكلمات غامضة. وكلّ هذا يوهم بالمعرفة المتخصصة ووجود حلول بسيطة لمشاكلهم.
- ركز على المرئي والحسي من الفكري: الملل والشكّ هما خطران يجب عليك مواجهتهما. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي من خلال خلق مشهد في المسرح غريب يستغل كلّ الحواس.
- قم بإخفاء مصدر دخلك: اجعل ثروتك تبدو وكأنها تأتي من حقيقة أساليبك. إن إنشاء ديناميكية “نحن ضدهم” هو أمر ضروري. أولاً، تأكد من أن أتباعك يعتقدون أنهم جزء من نادٍ حصري، موحّد بأهداف مشتركة. ثم اصنع فكرة العدو الخبيث الذي يريد تدميرك.
- إن الناس لا يهتمون بالحقيقة حول التغيير ــ لأنه يتطلب عملاً شاقًا ــ بل إنهم يتوقون إلى تصديق شيء رومانسي، من عالم آخر.
- إن أكثر الطوائف فعالية التي تمزج الدين بالعلم.
القاعدة الثامنة والعشرون: ادخل في العمل بجرأة
حين تتردّد، لا تُقدِم. الشكّ يفسد التنفيذ. ادخل بجرأة، فالعالم يحبّ الجسورين، حتى إن أخطؤوا. وإن زلّت قدمك، فازحف بجرأةٍ أكبر. الناس يهابون الواثقين، ويحتقرون المترددين.
بعض التأثيرات النفسية للجرأة والخجل:
- كلما كانت الكذبة أكثر جرأة كان ذلك أفضل: إن الجرأة المطلقة للكذبة تجعل القصة أكثر مصداقية، وتشتت الانتباه عن تناقضاتها. عند الدخول في مفاوضات، اطلب القمر وستفاجأ بعدد المرات التي تحصل عليه.
- الأسود تدور حول الفريسة المترددة: كل شيء يعتمد على الإدراك الحسّي، وإذا أظهرت للعدو في أول لقاء أنكَ على استعدادٍ للتنازل والتراجع، فسوف يتم سحقك بلا رحمة.
- الجرأة تثير الخوف؛ والخوف يخلق السلطة: تجعلك الخطوة الجريئة تبدو أكبر وأقوى مما أنت عليه. إذا جاءت فجأة، وبخفاء وسرعة، فإنها تلهم أكثر من الخوف، وسيصبح الناس في موقف دفاعي مستقبلًا.
- السير في منتصف الطريق بنصف قلب يحفر قبرًا عميقًا: إذا دخلت في العمل بثقة مهزوزة، فإن المشاكل ستجعلك مرتبكًا بدلاً من مساندتك في المضي قدمًا.
- التردد يخلق فجوات، والجرأة تمحوها: عندما تأخذ وقتًا للتفكير، فإنك تخلق فجوة تسمح للآخرين للتفكير أيضًا. الجرأة لا تترك للآخرين مساحة للشك والقلق.
- الجرأة تفصلك عن القطيع: الجريء يلفت الانتباه، ويبدو أكبر من الحياة. لا يمكننا أن نرفع أعيننا عن الجريئين.
- تذكر: يمكن إخفاء المشاكل التي تسببها الخطوة الجريئة، وحتى علاجها، من خلال المزيد والمزيد من الجرأة.
القاعدة التاسعة والعشرون: خطط حتى النهاية
النهاية هي كلّ شيء. خطّط لها منذ البداية، وخذ في حسبانك كلّ الاحتمالات، والمنعطفات، ومكر الأقدار. من يخطط حتى النهاية، لا تأكله الظروف. فكّر طويلًا، واضبط خطواتك، وستقودك الحظوظ كما تشاء.
إنّ النهاية هي التي تحدد من سيحصل على المجد والمال والجائزة الكبرى. يجب أن تكون خاتمتك واضحة وضوح الشمس، ويجب أن تبقيها في ذهنك باستمرار. يجب عليك أيضًا أن تكتشف كيفية صدّ النسور التي تحوم فوق رأسك، والتي تحاول أن تعيش على جثة إبداعك. ويجب أن تتوقع العديد من الأزمات المحتملة التي ستغريك بالارتجال. عندما ترى عدة خطوات للأمام، وتخطط لتحركاتك طوال الطريق حتى النهاية، فلن تغريك العاطفة أو الرغبة في الارتجال. إن وضوحك سيخلصك من القلق والغموض اللذين يشكلان السببين الرئيسيين وراء فشل الكثيرين في إنهاء أفعالهم بنجاح. أنت ترى النهاية ولا تتسامح مع أي انحراف.
القاعدة الثلاثون: اجعل إنجازاتك تبدو وكأنها لم تتطلب أي جهد
افعل كما لو أنك لا تبذل جهدًا—اجعل أفعالك تبدو طبيعية، سلسة، كأنك وُلدت لها. أخفِ عن الأنظار ساعات التدريب، والتخطيط، والحِيَل الذكية التي صنعت بها نجاحك. فالناس لا تُعجب بالمُكافحين، بل تُفتن بالسلاسة. قاوم رغبتك في التفاخر بكمّ الجهد الذي بذلته—فذلك يفتح باب الشكّ بدل الإعجاب. ولا تُعلّم أحدًا أسرارك، لأنهم سيستخدمونها يومًا ضدك.
- يعتقد البعض أن إظهار مدى صعوبة العمل والممارسة يدل على الاجتهاد والصدق، ولكن في الحقيقة هذا يدل على الضعف لا أكثر.
- البراعة تكمن في القدرة على جعل الصعب يبدو سهلاً.
- ما هو مفهوم ليس مثيراً للرهبة. فكلما زاد الغموض الذي يحيط بأفعالك، كلما بدت قوتك أكثر روعة.
- فلتبدو أنك الشخص الوحيد الذي يمكنه القيام بما تفعله، ولأنك تحقق الإنجازات برشاقة وسهولة، سيعتقد الناس أنك قادر دائمًا على فعل المزيد.
القاعدة الحادية والثلاثون: التحكم في الخيارات: اجعل الآخرين يلعبون بالبطاقات التي توزعها
أنجح الخدع هي تلك التي توهم ضحاياك بأنهم يملكون حرية القرار، بينما في الواقع هم مجرد دمى بين يديك. امنحهم خيارات ظاهريًا، لكنها كلها تصبّ في مصلحتك. اجعلهم يختارون بين شرَّين، وكلاهما يخدم خطتك. ضعهم أمام معضلة لا مفرّ منها—أيًا كان اختيارهم، ستكسب.
- لون الخيارات: اقترح حلولاً متعددة، ولكن قدم الحل المفضل في أفضل صورة مقارنة بالحلول الأخرى. إنها وسيلة ممتازة للغير واثق من نفسه.
- إرغام المقاوم: هذه تقنية جيدة يمكن استخدامها مع الأطفال وغيرهم من الأشخاص العنيدين الذين يستمتعون بفعل عكس ما تطلب منهم: ادفعهم لاختيار ما تريد منهم أن يفعلوه من خلال الظهور وكأنك تدافع عن العكس.
- تغيير ساحة اللعب: في هذا التكتيك، يعرف خصومك أنك تجبرهم على فعل أي شيء، لكن هذا لا يهم. هذه التقنية فعالة ضد أولئك الذين يقاومون بأي ثمن.
- الخيارات المتقلصة: هناك اختلاف في هذه التقنية وهو رفع السعر في كل مرة يتردد فيها المشتري ويمر يوم آخر. هذه حيلة تفاوضية ممتازة يمكن استخدامها مع المترددين المزمنين، الذين سيصدقون فكرة أنهم سيحصلون على صفقة أفضل اليوم بدلاً من الانتظار إلى الغد. في عالم ريادة الأعمال تسمّى بالScarcity.
- الرجل الضعيف على حافة الهاوية: هذا التكتيك مشابه لـ “تلوين الخيارات”، ولكن مع الضعفاء عليك أن تكون أكثر عدوانية. اعمل على عواطفهم – استخدم الخوف والرعب لدفعهم إلى العمل.
فالجروح وكل الشرور الأخرى التي يلحقها البشر بأنفسهم من تلقاء أنفسهم وباختيارهم، تكون في نهاية المطاف أقل إيلامًا من تلك التي يلحقها الآخرون بهم. – ميكافيلي.
القاعدة الثانية والثلاثون: اللعب على أوهام الناس
الناس يفرّون من الحقيقة لأنها بشعة، جافة، ومحبطة. لا ترفع راية الحقيقة ما لم تكن مستعدًا لاستقبال خيبة الأمل التي قد تنفجر غضبًا في وجهك. الحياة قاسية، ولهذا فإن أولئك الذين يصنعون الوهم الجميل أو ينسجون الخيال الجذّاب، يصيرون كواحاتٍ في صحراء الواقع. قوّتك الحقيقية تبدأ حين تتسلّل إلى أحلام الجماهير لا إلى وعيهم.
لا تعد أبدًا بتحسن تدريجي من خلال العمل الجاد؛ بل أوْعدْ بالقمر، والتحول الكبير المفاجئ.
مفتاح الخيال هو المسافة. فالبعيد له جاذبية وواعد، وقد يبدو بسيطًا وخاليًا من المشاكل. ما تقدمه، يجب أن يكون غير قابل للفهم. لا تدعه يصبح مألوفًا بشكل قمعي؛ فهو سراب من مسافة، يبتعد كلما اقترب المغفل. لا تكن مباشرًا أبدًا في وصف الخيال – اجعله غامضًا. دع ضحيتك تقترب بما يكفي لرؤية للحلم وإغرائها، لكن أبقها بعيدة بما يكفي لتظل تحلم ويتوق.
القاعدة الثالثة والثلاثون: اكتشف نقاط ضعف الرجل
لكل إنسان ثغرة، شقّ صغير في جدار قلعته. غالبًا ما تكون نقطة ضعف عاطفية، شعورًا بالنقص، رغبة خفية، أو حتى لذّة سرّية. وحين تكتشفها، تمتلك المفتاح. استخدمها بذكاء، فهي البرغي الذي يمكنك شدّه حتى يخضع الهدف تمامًا.
كيف تجد نقاط الضعف:
- انتبه للإيماءات والإشارات اللاواعية: ركّز في المحادثات اليومية. ابدأ دائمًا بالظهور بمظهر المهتم. ابحث عن نقاط ضعف المشتبه بها بشكل غير مباشر. درّب عينيك على التفاصيل.
- ابحث عن الطفل العاجز: معرفتك عن طفولة الشخص يمكن أن يكشف عن نقاط الضعف.
- ابحث عن التناقضات: غالبًا ما تخفي السمة الواضحة نقيضها. يتوق الخجول إلى الاهتمام، ويريد المتوتر المغامرة، وما إلى ذلك.
- ابحث عن الحلقة الضعيفة: ابحث عن الشخص الذي سينحني تحت الضغط، أو الشخص الذي يسحب الخيوط خلف الكواليس.
- املأ الفراغ: الفراغان العاطفيان الرئيسيان هما انعدام الأمان والحزن.
- تغذَّ على المشاعر التي لا يمكن السيطرة عليها: يمكن أن تكون المشاعر التي لا يمكن السيطرة عليها خوفًا جنونيًا أو أي دافع أساسي مثل الشهوة أو الجشع أو الغرور أو الكراهية.
ابحث دائمًا عن المشاعر والهواجس التي لا يمكن السيطرة عليها. كلما كان الشغف أقوى، كلما كان الشخص أكثر عرضة للخطر. إن حاجة الناس إلى اعتراف الاخرين بهم، وحاجتهم إلى الشعور بأهميتهم، هي أفضل أنواع الضعف التي يمكن استغلالها. للقيام بذلك، كل ما عليك فعله هو إيجاد طرق لجعل الناس يشعرون بتحسن بشأن ذوقهم ومكانتهم الاجتماعية وذكائهم. يمكنك استغلال الخجل من خلال دفعهم إلى القيام بأفعال جريئة تخدم احتياجاتك وفي الوقت نفسه وجعلهم معتمدين عليك.
القاعدة الرابعة والثلاثون: كن ملكيًا على طريقتك الخاصة: تصرف كملك حتى يتم التعامل معك كملك
طريقة وقوفك، حركتك، نبرة صوتك—كلها تحدد نظرة الناس إليك. فالتصرّف بتواضع مفرط، أو بهيئة باهتة، يقلّل من قيمتك. أمّا إن حملت نفسك بمهابة وثقة، ستبدو في أعينهم كمن وُلد ليتربّع على العرش.
- إن الطريقة التي تعامل بها نفسك تعكس ما تعتقده عن نفسك.
- استخدم استراتيجية التاج – إذا اعتقدنا أننا مقدّرين لأشياء عظيمة، فإن إيماننا سوف يشع إلى الخارج، تمامًا كما يخلق التاج هالة حول الملك.
- الحيلة بسيطة: تغلب على ثقتك بنفسك.
- قد يفصلك هذا عن الناس، وهذا هو المغزى. يجب أن تتصرف دائمًا بكرامة، رغم أنه لا ينبغي الخلط بين هذا والغطرسة.
- الكرامة هي القناع الذي ترتديه والذي يجعلك تشعر وكأنّ لا شيء يمكن أن يؤثر عليك، ولديك كل الوقت في العالم للرد.
- استراتيجية كولومبوس: قدم دائمًا طلبًا جريئًا. وحدد سعرًا مرتفعًا ولا تتردد.
- استراتيجية داؤود وجالوت: هاجم أكبر شخص في الغرفة. سيضعك هذا على الفور على نفس المستوى مع الشخص الذي تهاجمه.
- استراتيجية الراعي: قدم هدية من نوع ما لمن هم أعلى منك.
القاعدة الخامسة والثلاثون: أتقن فن التوقيت
لا تُظهر استعجالك أبدًا—فالعجلة تعني فقدان السيطرة. بدلًا من ذلك، كن الصبور الحكيم الذي يبدو وكأنه يعلم أن الزمن يعمل لصالحه. كن جاسوس اللحظة المناسبة؛ استنشق رياح التغيير، ترقّب علامات النضج، ثم اضرب بقوة حين يحين وقت القطاف.
هنالك ثلاثة أنواع من الوقت وكيفَ تتعامل معها:
- الوقت الطويل: تحلى بالصبر، وسيطر على عواطفك، واغتنم الفرص عندما تسنح لك. ستكتسب منظورًا بعيد المدى وسترى المزيد في المستقبل.
- الوقت القسري: تكمن الحيلة في فرض الوقت في إزعاج توقيت الآخرين – لجعلهم يسرعون، وجعلهم ينتظرون، وجعلهم يتخلون عن وتيرتهم الخاصة.
- وقت النهاية: الصبر لا طائل منه ما لم يقترن بالاستعداد التام للتصرف بحزم في اللحظة المناسبة. استخدم السرعة لشل حركة خصومك، وتغطية أي أخطاء، وإبهار الناس بهالة السلطة.
القاعدة السادسة والثلاثون: احتقر الأشياء التي لا يمكنك الحصول عليها: تجاهلها هو أفضل انتقام
حين تلتفت إلى التفاهات، تمنحها حجمًا لا تستحقه. عداؤك الصغير يكبر حين تمنحه انتباهك، وزلّتك البسيطة قد تتضخّم إذا حاولت تبريرها. لا تلتفت، تجاهل، واحتقر ما لا تقدر على نيله. فبقدر ما تقلل من اهتمامك، يزداد سُمُوك.
- إن الرغبة تخلق تأثيرات متناقضة: فكلما زادت رغبتك في شيء ما، كلما طاردته أكثر، وكلما أفلت منك. عليك أن تفعل العكس: أدر ظهرك لما تريده، وأظهر ازدرائك واحتقارك لخلق الرغبة.
- بدلاً من تركيز الانتباه على مشكلة ما، من الأفضل غالبًا عدم الاعتراف بوجودها:
- تصرف كما لو أن شيئًا ما لم يثير اهتمامك حقًا في المقام الأول.
- عندما تتعرض للهجوم، انظر بعيدًا، وأجب بلطف، وأظهر مدى ضآلة أهمية الهجوم عليك.
- تعامل باستخفاف إذا ارتكبت خطأً فادحًا.
- ملاحظة: تأكد من إظهار ما سبق علنًا، ولكن راقب المشكلة بشكل خاص، وتأكد من علاجها.
القاعدة السابعة والثلاثون: ابتكر عروضًا جذابة
الصور المبهرة، والرموز الكبيرة، تصنع هالة من القوة تُسحر من حولك. الناس لا يرون ما تفعله، بل ما يظهر أمام أعينهم. اصنع مشاهد مدهشة، أضئ محيطك بألوان لافتة، وامنحهم عرضًا يتحدثون عنه، بينما تعمل أنت خلف الستار بهدوء.
- غالبًا ما تضل الكلمات الطريق، لكن الرموز والوسائل البصرية تضرب بقوة عاطفية.
- ابحث عن شخص تربطه بك صور ورموز قوية لتكتسب القوة.
- اصنع مزيجًا جديدًا لم يظهر من قبل، مزيجًا من الصور مرتبط بفكرتك التي تريد إيصالها.
القاعدة الثامنة والثلاثون: فكر كما يحلو لك ولكن تصرف كما يتصرف الآخرون
التظاهر بالتمرّد على التقاليد، أو عرض أفكارك الغريبة على العلن، قد يجعلك تبدو متعاليًا، فتثير سخط من حولك. سيشعرون بالتهديد، فينتقمون منك بطريقتهم. من الحكمة أن تمتزج بالجمهور، وتخفي تفرّدك خلف ستار البساطة. لا تكشف أصالتك إلا لمن يستحقها.
- إن التباهي بمتعتك في طرق التفكير والتصرف الغريبة سيكشف عن دافع مختلف – وهو إظهار تفوقك على زملائك.
- يتعلم الحكماء والأذكياء في وقت مبكر أنهم يستطيعون إظهار السلوك التقليدي والتعبير عن الأفكار التقليدية دون الحاجة إلى الإيمان بها. والقوة التي يكتسبها هؤلاء الأشخاص من الاندماج هي تركهم بمفردهم ليفكروا في ما يريدون، والتعبير عنها للأشخاص الذين يريدون التعبير عنها لهم، دون أن يعانوا من العزلة أو النبذ.
- الوقت الوحيد الذي يستحق أن تبرز فيه هو عندما تكون متميزًا بالفعل – عندما تصل إلى موقف قوة لا يتزعزع، ويمكنك إظهار اختلافك عن الآخرين كعلامة على المسافة بينكم.
القاعدة التاسعة والثلاثون: حرك المياه لتصطاد السمك
الغضب والمشاعر المفرطة أدوات خاسرة في ساحة النفوذ. حافظ على هدوئك، فالرصانة تفوق العاصفة. لكن إن استطعت أن تُشعل غضب خصمك وأنت تحتفظ ببرودك، فقد أمسكت بمقاليد المعركة. اضرب كبرياءه، أربكه، وستتحكم في خطواته.
- جوهر القانون: عندما تكون المياه ساكنة، يكون لدى خصومك الوقت والمساحة للتخطيط. لذا حرك المياه، وأجبر الأسماك على الصعود إلى السطح، واجعلها تتحرك قبل أن تكون مستعدة، وكُن المبادر الأول. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي اللعب على المشاعر التي لا يمكن السيطرة عليها – الكبرياء والغرور والحب والكراهية.
- ينتهي الأمر بالأشخاص الغاضبين إلى الظهور بمظهر سخيف.
- لا ينبغي لنا أن نكبت ردود أفعالنا الغاضبة أو العاطفية، بل يجب أن ندرك أنه في المجال الاجتماعي، ولعبة القوة، لا يوجد شيء شخصي.
- اكشف ضعفًا واضحًا لإغراء خصمك بالتحرك.
- في مواجهة شخص غاضب، لا يوجد شيء أكثر إثارة للغضب من شخص يحافظ على هدوئه بينما يفقد الآخرون هدوئهم. ملاحظة: لا تستفز أولئك الذين يتمتعون بالقوة المفرطة.
القاعدة الأربعون: احتقر الغداء المجاني. (تجنّبه)
كل ما يُقدَّم بالمجّان يحمل فخًّا مستترًا. الأشياء القيّمة تستحق أن تُدفع قيمتها. حين تدفع بنفسك، تضمن استقلالك، وتتجنّب ديون الشكر، ومشاعر الذنب، وشِباك الخداع. بل في بعض الأحيان، من الحكمة أن تدفع أكثر من اللازم—فالجودة لا تُشترى بالتوفير. أنفق بسخاء، فإن الكرم مغناطيسٌ للقوّة.
إن ما يُعرض بالمجان غالباً ما يكون له ثمن نفسي ــ مشاعر معقدة من الالتزام، والتنازلات عن الجودة، وانعدام الأمن الذي تجلبه هذه التنازلات، وهلم جرا. ومن خلال دفع الثمن كاملاً، فإنك تحافظ على استقلاليتك وحيزك للمناورة.
كما أن الانفتاح والمرونة في التعامل مع المال يعلمنا قيمة الكرم الاستراتيجي.
القاعدة الحادية والأربعون: تجنب أن تحل محل رجل عظيم
ما يأتي أولًا يبدو دائمًا أبهى وأعمق ممّا يليه. فإن خَلَفتَ رجلًا عظيمًا أو وُلدتَ في ظلّ اسمٍ كبير، فاعلم أنّك بحاجة إلى مضاعفة الإنجاز كي تتفوّق عليه. لا تبقَ حبيس ظلّه، ولا رهينة لماضٍ لم تصنعه بيدك—اصنع لنفسك اسمًا وهوية، ولو بتغيير المسار. اقتل الأب المتجبّر، وقلّل من إرثه، وتألّق بطريقتك الخاصة.
- إذا لم يكن بوسعك أن تبدأ ماديًا من نقطة الصفر – سيكون من الحماقة أن تتخلى عن الميراث – فيمكنك على الأقل أن تبدأ من نقطة الصفر نفسيًا.
- لا تدع نفسك أبدًا يُنظر إليها وكأنك تتبع مسار أسلافك. يجب أن تُظهِر اختلافك جسديًا، من خلال إنشاء أسلوب ورمزية تميزك.
- إن تكرار الأفعال لن يعيد خلق النجاح، لأن الظروف لا تتكرر أبدًا.
- النجاح والسلطة يجعلاننا كسالى – يجب أن تعيد ضبط نفسك نفسيًا لمواجهة هذا الكسل.
القاعدة الثانية والأربعون: إن ضرب الراعي يؤدي إلى تشتت الخراف
في الغالب، تُختزل الفتنة في شخصٍ واحد—المُحرّض، أو المتغطرس الصغير، أو ناقل السمّ في المجالس. إن تركت له مجالًا، سيؤثّر في من حوله، وسيفسد الصفّ بأكمله. لا تنتظر حتى تتفشّى نيران الفوضى، ولا تفاوض أصحاب الطباع السامّة، فهم لا يُصلَحون. عالج المشكلة من جذرها—اقطع رأس الفتنة، فيسكن القطيع.
- في كل مجموعة، تتركز السلطة في يدّ شخص أو اثنين.
- عندما تنشأ المشاكل، ابحث عن المصدر، واعزلهم – جسديًا أو سياسيًا أو نفسيًا. افصلهم عن قاعدة قوتهم
القاعدة الثالثة والأربعون: اعمل على التأثير على قلوب وعقول الآخرين
القوة الجبرية تُولد مقاومة ستنقلب عليك لاحقًا. لكن الإغواء يربط الضحية بك برضاها. من تغويه، يصبح طوع أمرك. والإغواء يتسلّل إلى الداخل—إلى النفس، إلى نقاط الضعف، إلى ما يحرّك القلب ويقلق العقل. تحدّث إلى مشاعر الناس، لا عقولهم. تجاهل قلوبهم، وسيبنون جدرانًا ضدّك.
- إن مفتاح الإقناع يكمن في تليين الناس وإخضاعهم بلطف. ركز على العواطف الأساسية ـ الحب والكراهية والغيرة. فبمجرد تحريك عواطفهم، فإنك تقلل من سيطرتهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للإقناع.
- العب على التناقضات: ادفع الناس إلى اليأس، ثم امنحهم الراحة. فإذا توقعوا الألم وقدمت لهم المتعة، فإنك تكسب قلوبهم.
- إن الإيماءات الرمزية للتضحية بالنفس يمكن أن تكسب التعاطف وحسن النية.
- إن أسرع طريقة لتأمين عقول الناس هي أن توضح لهم، بأبسط طريقة ممكنة، كيف يمكن أن يفيدهم أي عمل.
القاعدة الرابعة والأربعون: إن تأثير المرآة هو وسيلة لنزع السلاح وإثارة الغضب
المرآة تعكس الحقيقة، لكنها أيضًا أداة خداع ماهرة: إذا عكستَ أفعال خصمك، فلن يدرك استراتيجيتك. أثر المرآة يُربكهم، يُهينهم، ويُفقدهم توازنهم. اجعلهم يرون أنفسهم فيك، يتوهّمون أنك تُشاركهم القيم، ثمّ علّمهم درسًا حين تحاكي أفعالهم. قليلون من يستطيعون مقاومة سحر المرآة.
- يمكن لتأثيرات المرآة أن تزعج الآخرين أو تسحرهم، مما يمنحك القدرة على التلاعب بهم أو إغوائهم.
هناك أربعة تأثيرات رئيسية للمرآة:
- التأثير التحييدي: افعل ما يفعله أعداؤك، واتبع أفعالهم بأفضل ما يمكنك، وسيصبحون عُمي. والنسخة العكسية هي الظل – تتبع كل حركة يقوم بها خصومك دون أن يروا ذلك.
- التأثير النرجسي: انظر إلى رغبات الآخرين وقيمهم وأذواقهم وروحهم، واعكس ذلك عليهم.
- التأثير الأخلاقي: علّم الآخرين من خلال منحهم طعم دوائهم. يجب أن يدركوا أنك تفعل بهم نفس الشيء الذي فعلوه بك.
- تأثير الهلوسة: اصنع نسخة مثالية من شيء أو مكان أو شخص، ليعتقده الناس أنه الشيء الحقيقي، لأنه يتمتع بالمظهر المادي للشيء الحقيقي فقط.
القاعدة الخامسة والأربعون: واعظ بضرورة التغيير، ولكن لا تقم أبداً بإصلاح الكثير في وقت واحد
الناس يحبّون التغيير كفكرة، لكنهم يكرهون تطبيقه في الواقع. فالعادات تقيهم من الصدمة، وتُطمئنهم. لذا، إذا كنتَ جديدًا في منصب أو غريبًا يحاول التقدّم، فاحترم الظاهر من العادات القديمة، واجعل التغيير يبدو كتطوير بسيط لما سبق، لا كتمردٍ عليه.
- يرغب البشر في التغيير السطحي، لكن التغيير الذي يغيّر في العادات والروتين الأساسيين يزعجهم بشدة.
- افهم: إن حقيقة أن الماضي قد مات ودُفن تمنحك الحرية لإعادة تفسيره. لدعم قضيتك، قم بالتلاعب بالحقائق. الماضي هو نص يمكنك إدراج سطورك الخاصة فيه بأمان.
القاعدة السادسة والأربعون: لا تظهر أبدًا بشكل مثالي للغاية
الظهور بمظهر الأفضل محفوف بالمخاطر، لكن الأخطر أن تبدو بلا عيوب. الحسد صامت، لكنه قاتل. من الحكمة أن تُظهر بعض الخسائر، أو تعترف بنقائص صغيرة، لتبدو أكثر إنسانية وأقرب إلى الآخرين. وحدهم الآلهة والموتى يمكنهم الظهور بالكمال دون أن يُحاسَبوا.
- إما أن تخفف من بريقك من حين لآخر، فتكشف عمداً عن عيب أو ضعف أو قلق، أو تنسب نجاحك إلى الحظ؛ أو ببساطة ابحث عن أصدقاء جدد. لا تقلل أبداً من قوة الحسد.
- كن واحداً من العامّة في الأسلوب والقيم. لا تتباهى أبداً بثروتك، واعمل بعناية على إخفاء الدرجة التي جلبت بها النفوذ. استعرض خضوعك للآخرين، وكأنهم أقوى منك.
- استخدم الحسد لتحفيزك على الوصول إلى آفاق أعظم.
- احذر من الحسد لدى من هم أدنى منك مع ازدياد نجاحك.
- توقع أن يعمل الحاسدون ضدك.
- أكد على عامل الحظ، ولا تتبنى تواضعاً زائفاً سيظهر حقيقته.
- اخف قوتك على أنها نوع من التضحية بالنفس بدلاً من كونها مصدراً للسعادة بالنسبة لك.
- احذر من علامات الحسد: المديح المفرط، والنقد المفرط، والتشهير العلني.
- ملاحظة: بمجرد ظهور الحسد، فمن الأفضل أحيانًا إظهار أقصى درجات الازدراء لأولئك الذين يحسدونك.
القاعدة السابعة والأربعون: لا تتجاوز الهدف الذي حددته لنفسك؛ تعلم متى تتوقف عندَ الانتصار
لحظة الانتصار هي أكثر اللحظات خطرًا—فنشوة النصر تُعميك، وتُغريك بتجاوز الهدف، فتخلق أعداءً أكثر مما قضيت عليهم. لا تدع الغرور يقودك، بل دع التخطيط والحكمة يرسمان لك الحدود. متى بلغت الهدف، توقّف.
- في عالم القوة لابد أن تسترشد بالعقل. إن السماح لإثارة عابرة أو انتصار عاطفي بالتأثير على تحركاتك أو توجيهها سوف يثبت مع الوقت أنّهُ خطأ مميت. وعندما تحقق النجاح، تراجع. وكن حذراً. وعندما تحقق النصر، افهم الدور الذي تلعبه الظروف الخاصة للموقف، ولا تكرر نفس الأفعال مرة تلو الأخرى. إن التاريخ مليء بأنقاض الإمبراطوريات المنتصرة وجثث القادة الذين لم يتمكنوا من تعلم كيفية التوقف وتعزيز مكاسبهم.
- إن الأقوياء يغيرون إيقاعاتهم وأنماطهم، ويغيرون مسارهم، ويتكيفون مع الظروف، ويتعلمون الارتجال. إنهم يتحكمون في عواطفهم، ويتراجعون ويتوقفون عقلياً عندما يحققون النجاح.
- إن الحظ السعيد أكثر خطورة من الحظ السيئ، لأنه يخدعك بالاعتقاد بأن تألقك هو سبب نجاحك.
- ملاحظة: هناك من يصبحون أكثر حذراً من أي وقت مضى بعد النصر، الذي يرون أنه يمنحهم المزيد من الممتلكات للقلق بشأنها وحمايتها. إن حذرك بعد النصر لا ينبغي أن يجعلك تتردد، أو تفقد الزخم، بل يعمل كحماية ضد التصرف المتهور.
القاعدة الثامنة والأربعون: افترض عدم وجود شكل محدد
حين تتخذ شكلًا محددًا، تُسهّل على عدوّك صيدك. لذا لا تكن صلبًا، بل كن كالماء، متغيّرًا، متأقلمًا، متفلّتًا من القبضة. لا تُراهن على الثبات، ولا على نظامٍ دائم—فكلّ شيء في هذا العالم مُتغيّر، وأفضل درعٍ لك أن تبقى بلا شكل.
- إن الأقوياء يغيّرون ويخلقونَ أشكالًا مختلفة باستمرار، وتأتي قوتهم من السرعة التي يمكنهم بها التغيير.
الخلاصة وكلمة معتصم
في كلّ مرّة أعود لقراءة هذا الكتاب اكتشفَ اشياء جديدة لم أركّز عليها في السابق. الكتاب خطير بسبب دقّته في تعليمك كيفَ تُصبح ذا سلطة وقوة. نصيحتي هيَ عدم تطبيقْ كلّ ما هوَ موجود في الكتاب. لكِنْ إنَ أردتَ تطبيق ما تعلّمته لتحصل على بعضِ القوة فاستعملها في بيئة العمل. لأنْ شئنا أمْ أبينا فهيَ كساحة الحرب.
انصح بقراءة الكتاب لما يحتويه من قصص مع كل قاعدة وشروحات وأيضًا يذكر روبرت قريت تجاوزات لبعضِ القوانين. أيْ أماكن لا ينفع فيها اتّباع القاعدة وتطبيقها.
في النهاية، تطبيقك مرّة أو مرّتين لقاعدة لن يجعلها سمة تميّزك. ركّز على جعلها عادة يومية وبعدَ ٥ إلى ١٠ سنوات ستجدها جزءًا منك.