Skip to main content

يبدأ الكاتب بالسؤال: هل ضاقَ بكَ ذرعًا رؤية الناس وهيَ تتقدّم في مجالِ عملها وعلاقاتها؟ بينما أنتَ عالقٌ في في وظيفةٍ تكرهها أو علاقة مسمومة؟ هل سئمتَ قولَ الناسِ لك “كُن واثقًا من نفسك” وأنتَ لا تعرف معنى أنْ تكونَ واثقًا من نفسك؟ هل تشعر أنّ الحياةَ تمضي وأنتَ في نفسِ مكانك لا تعرف كيفَ تتقدّم ولا تُطوّر من نفسك؟

 

هذا الكتاب سيُعلّمك:

  • ما هوَ الاعتقاد؟ وكيفَ يعمل؟
  • كيفَ يمكنك أنْ تُصبح واثقًا من نفسك؟
  • المعتقدات السبعة الأساسية التي ستعزّز من ثقتك بنفسك
  • كيفَ تستخدم قوّة الاعتقاد ولإيمان لتحقّق كلّ رغباتك

 

(في هذا الملخّص سأستخدم كلمتي الاعتقاد والإيمان بشكل متبادل)

قوّة الإيمان والاعتقاد بشيءٍ ما يجلعنا نتحرّك ونسعى لتحقيقه. لكِنْ لو اعتقدتَ أنّ شيئًا ما ليسَ ممكنًا، فلن تُحرّك ساكنًا، لأنّكَ أخبرتَ نفسك أنّهُ مستحيل. هذه القوة العظيمة التي استخدمها نُخبة العالم ليخلقوا كلّ ما آمنوا به. هذه القوة الغير ملموسة ولكنّها تَصنَع ما هوَ ملموس. هذه القوة لَم ندرسها في المدارس، وليستْ خاصّةً بالأثرياء والناجحين، بل هيَ في متناول كلّ إنسانٍ في هذا الكون. إنّها قوّة الإيمان والاعتقاد.

ماذا لو قلتُ لك أنّ حياتك الخارجية مبنية على عالمك الداخلي. أفكارك ونظرتك للحياة هيَ التي تُشكّل سلوكك وتصرفاتك. وبتغييرِ أفكارك ستُغيّر تصرّفاتك والذي سيؤدّي لنتائج أفضل.

 

 

طبيعة الاعتقادات

ما هوَ الاعتقاد أو الإيمان؟ هوَ التركيز وتكرار الفكرة مع تصديقها ومزجها بالمشاعر حتّى تُصبح كالطاقة التي تؤثّر على تصرّفاتنا سواءً كُنّا واعين أم غير واعين.

  • لو لمْ تؤمن بأنّكَ شخص واثق، فسترفض فُرصًا مثلَ إلقاء خطاب أمام الآلاف.
  • ولو اعتقدتَ أنّك تنسى بسرعة، فلنْ تستطيعَ حِفظَ المعلومات التي تحتاجها.
  • ولو آمنتَ بأنّكَ خجول، فهذا سيُجنّبك التحدّثَ لمنْ تراهُ مناسبًا ليكونَ شريكَ حياتك.
  • لو اعتقدتَ أنّك رسّام سيء، ولن تستطيعَ تعلّم الرسم، فهذا سيؤدّي إلى التفكير المحدود وتصديق أنّكَ لن تطوّر من نفسك وتتعلّم مهارات جديدة.

 

فلو كرّرتَ فكرة أنّكَ شخصٌ صامد، ويتمتّع بصفة المثابرة، فستلاحظ أنّكَ كلّما فشلت، نهضتَ على قدميك وأكملتَ الطريق، حتّى لو سقطتَ ١٥١ مرة! فتكرار الفكرة يجعلها إيمان راسخ، والإيمان والاعتقاد الراسخ يؤثّران على تصرّفاتنا.

 

مصدر الاعتقاد

يتشكّل إيمانك حولَ شيءٍ ما من:

  • الطريقة التي تُحدّث بها نفسك
  • ما تتلقّاه من بيئتك الخارجية

 

عقلك الباطن يُصدّق كلّ ما يسمعه منك عن نفسك. فلوْ أخبرتَ نفسك أنّكَ لا تصلح لِتُصبح رجل أعمال فسيُزرع إيمان عميق بأنّ هذا الشيء صحيح. وأيضًا بيئتك وما تلقّيته من عالمك الخارجي. مثلَ ردودَ فعل مِن الأكبر منك. (والدين مدرسين) أثّرتْ بشكلٍ كبير في ٩٠ بالمائة من اعتقاداتك، وحتّى اللحظة التي تستوعب فيها أنّ الاعتقادات نستطيع اختيارها.

حدّث نفسكَ جيّدًا، وكُن حذرًا في اختيارِ بيئتك.

 

الاعتقاد يمتلك ٥ صفات أساسية:

  • أنهُ مهارة يُمكن تطويرها كما تَكبُرُ العضلات.
  • أنهُ فطري ومن حقّ كلّ إنسان.
  • أن تؤمِن هوَ مسؤوليتك.
  • ستأتي لحظات لا تؤمِن فيها ولكنْ إيمانك سيعود كما كان.
  • إيمانك هوَ هديّتك للعالم لما تستطيع أن تؤثّر به على من حولك.

 

إيمانك التام بما تراهُ ممكنًا يُقلّل من تفكيرك في أنّهُ مُستحيل، بل السؤال يكونْ كيفَ أحقّق ما أراهُ مُمكنًا؟ ولا تضَع لنفسك حدودًا، بلْ قُل هدفي هوَ ١٠٠ مليون دولار خلال ال٢٠ عام القادمة. وأنا أؤمن أنّني أستطيع تحقيقه، وبالمقابل سأُقدّم الخدمات وأخلق القيّم التالية ……

 

تخيّل لو للخَمسِ سنوات القادم ظلَلت تؤمِن بهذه الفكرة، وتُردّدها لنفسك كلّ يوم؟ سيأخذها عقلك الباطن بعينِ الاعتبار، ثمّ تبدأ في رؤية الطرق التي يُمكنك أنْ تَصِل لهذا المبلغ. قد ترا عقلك يقول: ماذا لو حللنا مُشكلةً يعاني منها نصف سكّان العالم؟ ستكونُ مسألة وقت حتّى نبيعَ المنتج لعملاء كفاية لنحقّق الهدف. أو ماذا لو وجدنا علاجًا لمرض؟ أو بنينا براند يخدم فئة من الشعب ويجعلهم يشعروا بالانتماء؟

 

وستراودك الكثير من الأفكار وتجرّب عدّة طُرق، وتجذب إليكَ مَن هم يشبهونك في اعتقاداتهم حتّى ترى التغيير الحقيقي في مشاعرك وتصرّفاتك وأفعالك وأفكارك. فإيمانك يؤثّر على من حولَك بشكل إيجابي، لأنّكَ تؤثّر بالمثال لا بالكلام. كلّما آمنتَ بشكلٍ كبير، كلّما تغيّرَ واقعك. والإيمان يولّد الأفكار المصاحبة، والأفكار هيَ التي تولّد واقعك ونتائجك.

 

 

غيّر هويتك لتتُغيّر عاداتك وتصرّفاتك وأفكارك

لنفترض أنّكَ عانيتْ من الوزن الزائد (٣٠ كيلو). ولعدّة سنوات ومهما حاولت وحاولت، للأسف فَشِلتْ في التخلّص من الدهون الزائدة. ولنفترض سيناريو مختلف. لِنَقُل أنّك مُدرّب رياضي، وفجأة استيقظتَ ورأيت ٣٠ كيلو زائدة، فستهلع وتبحث عن الحل مباشرة. كيفَ أكونُ مُدربًا ووزني زائد؟ ستبدأ بالتخلّص من كلّ الوجبات ذات السعرات العالية، وتتّبع نظام غذائي أفضل. لماذا؟ هذه قوّة الهوية. ففي الأولى كُنتَ شخصًا عاديًا، وفي الثانية كُنتَ مدرّبًا رياضيًا.

فالمدرب الرياضي:

  • وزنه مناسب نسبةً إلى طوله
  • يمتلك كتلة عضلية
  • يتّبع نظام غذائي صحي
  • لا يستهلك السكريات والحلويات بدون وعي
  • يمارس الرياضة بشكل يومي
  • ينام ٨ ساعات

هل هذه التصرّفات جعلته مدرب رياضي؟ أم هوَ مدرب رياضي أولًا، لذا سيلتزم بالروتين الصحي؟

 

اتّخاذك لهويتك أولًا أفضل من اتّخاذك للعادات. فلو آمنتَ بصدق أنّك الزوج المثالي، والأب القدوة لأطفاله فستتغيّر كلّ تصرفاتك. لنْ تَخون ولن تتجاهل مشاعرَ زوجتك، وستكونُ حاضرًا لأولادك وتعلّمهم وتلعب معهم. لأنّكَ الزوج المثالي ستُشعل الحبّ بينكما كلّ يوم، وتلبّي احتياجاتَ زوجك وتشتري الهدايا ولن تنسى ذكرى أيامكم المهمّة.

فبتغييرنا لهويتنا تتغيّر معها عاداتها. أنا اكتب هذه التلخيصات القيّمة، وأقدمها بشكلٍ مجّاني لأنّني رجل أعمال ناجح، ورجل الأعمال الناجح هوَ شخصٌ مدمن على خلقِ القيمة لِمَن حوله. وكلّما خلقتُ قيمة أكثير، كلّما اكتشفتُ مشاكلًا يحتاج الناس لها حلول. وبعدَ أنْ أقدّم القيمة الكافية لآلافِ الأشخاص، عندها سأفكّر كيفَ أستطيع تقديم قيمة أعظم تستحقّ كلّ مبلغٍ يُدفع لها.

 

 

حدّد معتقداتك المحدودة

إنْ سألتكَ: لماذا لستَ في المكان الذي تُريده؟ لماذا لم تحقّق أحلامك بعد؟ أنا متأكّد أنّ إجاباتك كلّها ستكون مجرّد أعذار، البعضُ منها حقيقي، والغالبُ مجرّد أفكار مَغلوطة كرّرتها على نفسك حتّى صدّقتها. من الطبيعي أنْ يكرّرَ لكَ عقلك هذه الأعذار لكي تبقى في مكانك كما أنتْ. والعيبُ لا يَكمُن في أنّنا نمتلك اعتقادات محدودة، لكن العيبُ يكمن في اكتشافنا أنّها مجرّد ألاعيب من عقلنا ولا نتصرّف حيالها.

 

لتَعرف ما هيَ اعتقاداتك المحدودة اسأل نفسك. لنفترض أنّكَ تُريدْ أنْ تُصبح ممثًلًا مشهورًا. وظلّت الفكرة في بالك لأكثر من عقد، ولكنّكَ لم تتصرّف حيالها. يمكنك أن تسأل:

  • هل أنا واثق من نفسي كفاية لأقبلَ الظهور أمام الكاميرا؟ وبدون خجل؟
  • هل تمرّنتُ كفايةً حتّى أتشجّع للتقديمِ في تجارب أداء؟
  • هل أخافُ الرفضَ والفشل؟
  • هل أنا قبيح؟ وهل الجمال معيار أساسي للتمثيل؟
  • هل أتكلم ببلاغة؟ بسرعة؟ بلغة لا يفهمها الآخرين؟
  • هل حقًا أرغبُ في أنْ أُصبِحَ ممثلًا؟ أهم هيَ مجرّد “أرغب” ولكنّي لستُ مستعدًا لتحمّل الطريق الصعب؟

 

ربما تكونُ اعتقاداتك المحدودة أيًّا من هذه. ولا تكتفي بسؤالٍ واحد، بل استمر حتّى تَصِل لإجابة واضحة. مثال: هل أخاف الرفض؟ نعم. لماذا؟ لأنّهُ شعورٌ غيرُ مُريح. هل أنتَ مستعدّ للتخلّى عن حلمك بسبب شعور داخلي بسيط؟ أولًا هوَ ليسَ ببسيط، وثانيًا لا. لستُ مستعد. إذًا هل ستتقبّل الرفض لأجلِ حلمك؟ اعتقد أنهُ ممكن.

 

لا تصدّق اعتقادك المحدود مباشرة، فما عليكَ سوا التعمّق في نفسك ومعرفة حقيقة ما تُفكّر فيه. غالبية اعتقاداتنا المحدودة ليستْ حقيقية، وكلّما تعلّمتَ أنّهُ من الممكن لك تخطّيها، كُلّما أبدعتْ أكثر في مختلف مجالات حياتك، لأنّكَ تعلّمتَ أنّ الإنسانَ هو اعتقاداته (الهوية)، واعتقاداتك وأفكارك هما الذان يدفعانك لتتصرّف بناءً عليهما. وكما ذكَرنا سابقًا، غيّر هويتك، تُغيّر عاداتك.

 

كيفَ تبني اعتقادات جديدة؟

العقل الواعي يستهلك الكثير من الطاقة إذا استعملتهُ لوقتٍ طويل، بعكسِ العقل الباطن الذي يعمَل بشكلٍ تلقائي. مثلًا لو كُنتَ تعمل في مجالِ المبيعات لمنتج تنحيف ولكنّكَ لا تؤمن أنّ هذا المنتج يُساعدُ حقًا في تنقيصِ الوزن. فكيفَ تضمن نسبةَ مبيعاتٍ عالية؟ يجب عليكَ أنْ تكونَ حاضرًا في كلّ مكالمة، أيّ أنْ تُري العميل أنّ المنتج مفيد وعليهِ أنْ يشتريه، لأنّهُ طريقه للنحف ولكنّك لا تؤمِن بهذا الكلام في عقلك الباطن. سيُجهد عقلك الواعي لحضوره في كلّ مكالمة. والحل سيكون هوَ أنْ تؤمِن بأنّ المنتج هوَ ما سيساعد العملاء في رحلة تنحيفهم. أولًا ستتوقّف عن إقناعِ نفسك بتحمّل عبء الكذب، وثمّ عقلك الباطن هوَ الذي سيُجري الإقناعَ بما هوَ مُقتنعٌ به.

 

ولتبني اعتقاد جديد عليكَ أن:

  • تكتب المعتقد الجديد وتعيد قراءته من فترة لأخرى.
  • تكرر التفكير في المعتقد الجديد
  • تتصرّف وتفعل ما يُقويّ المُعتقد
  • تفكّر في كلَ الأسباب التي تجعل المعتقد صحيح

 

اكتب المعتقد الجديد وأعِد قراءته من فترة لأخرى

مبدئيًا فإنّ الكتابة تُعزّز من قوة الفكرة وتُعطيها الانتباه اللازم. تجنّب استخدام عبارات النفي. استخدم “أنا أستيقظ في الصباح لأنّي أميلُ للإنتاجية في بداية اليوم” بدل “أنا لا أسهر، لأني شخص إنتاجي”.

 

استَعِن بقوة المشاعر. عندما تتّخذ اعتقادًا جديدًا، تذكّر أن تربطه بمشاعر إيجابية. فعندَ ترديدك وتفكيرك في الشيء الذي تؤمِن به، امزجه بالمشاعر المناسبة وصدّقه وأيضًا تخيّل موقفًا يُساعدكَ فيه هذا الإيمان لحتّى يرسخ بطريقة أسرع.

 

أمثلة:

  • أنا أستطيع فعلَ أيّ شيء تعهدتُ لفعله
  • لو استطاعوا فعلها فأنا أيضًا أستطيع
  • أنا أكثَر شخص مثابر أعرفه

كرر التفكير في المعتقد الجديد

الإنسان هوَ أفكاره. فلوَ فكّرتَ في نفس الشيء بشكل مستمر سيقوى وستُلاحظ أنّهُ بدأَ يؤثّر على قراراتك. شخصيًا أستعمل تطبيقات الهاتف التي تُرسل لي إشعارات من اختياري في أوقات مختلفة من اليوم. كلّما تكرّرت هذه الإشعارات كلّما زادَ تفكيري فيها. ولو كُنتَ من مفضّلي الملاحظات الصغيرة فيمكنك أنْ تُلصقها على مكتبك.

 

تصرّف وافعل ما يُقويّ المُعتقد

هذه الخطوة هيَ الأهمّ، لأنّ العقل الباطن يُصدق الفعل أكثر من القول. لو كُنتَ تبني مُعتقد الشخص الصحّي فعليكَ أنْ تبدأ بشربِ الماء وتُخبر نفسك أنّ هذا ما يفعله الشخص الصحّي. وتبدأ باستخدام السلالم أكثر، وأكل الوجبات الصحية، حتّى يترسّخ المعتقد الجديد وتبدأ عاداتك تُبني شخصيتك الجديدة.

 

فكّر في كلَ الأسباب التي تجعل المعتقد صحيح

يُبرّر الناس أفعالهم السيئة طوال الوقت. “أنا مزاجي سيء لأنّ الطقسَ حار”، “تشاجَرتُ معه لأنّهُ بطيء الفهم”. إذًا لماذا لا نبرّر للأشياء الجيّدة التي سنفعلها؟ لكلّ معتقد جديد أريدك أن تكتُب كلّ الأسباب التي تُساعدك في ترسيخ الاعتقاد.

 

فرضًا أنتَ تبني مُعتقد أنكَ قادر على أن تُصبح رجل أعمال ناجح، الأسباب؟:

  • رجال الأعمال الآخرين هم بشر مثلي، وأنا أستطيع أن أكونَ مثلهم
  • لديّ إمكانية الوصول لكلّ المصادر التي احتاجها
  • منذ طفولتي كُنتُ الشخص المتفرّد والمميّز
  • لن أقبلَ العمل تحتَ إمرة شخص آخر
  • أنا قادر على تقديم الخدمة اللازمة للمجتمع
  • أنا أتمتّع بالنزاهة وحبّ مساعدة الآخرين
  • حتّى لو سقطت ألف مرّة، فدائمًا ما أنهض بعد سقوطي
  • عائلتي تحتاجني، سأفعلها لأجلهم
  • أنا قادر على تقبّل الفشل لأطول فترة من الزمن
  • أنا أرى المستقبل بكلّ وضوح، وأعرف كيفَ أجعله حقيقة

والكثير من الأسباب التي تستطيع كتابتها لتعزّز من دافعك الداخلي لترسيخ هذا الاعتقاد ثمّ التصرّف بناءً عليه.

 

 

معادلة المعتقدات

أعتقد أنان نصنع حياتنا بأنفسنا. ونصنعها من خلال أنماط تفكيرنا ومشاعرنا في نظام معتداتنا. أعتقد أننا جميعًا نولد مع لوحة فنية ضخمة أمامنا ومع فرش رسم وألوان، ونحنُ من نختار كيفَ نرسم اللوحة – لويز أل هاي. مؤلف.

 

ماذا لو أخبرتك أنَّ هنالك معادلة تجعلك واثقًا من نفسك ولا تشكّك في قدراتك؟ هذه الطريقة التي استعملها شخصيًا لأبني معتقداتٍ تخدمني في حياتي:

بيئة تمكينية + تصرّف متكرّر + رغبة شديدة + الاستعداد لمواجهة عدم الراحة = إيمان راسخ

 

بيئة تمكينية

كلّ ما تستهلكه بصريًا وسمعيًا يُعتبر من بيئتك. غيّر الطريقة التي تُحدّث فيها نفسك لشيء إيجابي. استعمل التأكيدات والتخيّلات لتُعزّز من قوة الإيمان الجديد. وأحط نفسك بمجموعة الناس الذينَ يدعموك، وتجنّب السلبيين. والبيئة التي تعيش فيها (بيتك، مكتبك) يجب أن تّكونْ مُساعدة لك في ترسيخ معتقدك.

لا تتوقّع أنْ تُقاوم الوجبات الخفيفة أو المشروبات الغازية لو كانتْ في بيتك وأنتَ تُحاول أنْ تَكونَ صحيًا.

 

التصرّف (أو الفعل) المتكرّر

أليكس هورموزي يقول أنّ الشخص لا يكون واثقًا كفاية لأنّهُ لم يفعل نفس الشيء لمئات المرات. فالنجاح يكون بعدد مرات الفشل، كلما أزداد عدد المحاولات، كلما اقتربنا من النجاح أكثر. فلو أجريتَ ١٠ آلاف عملية اتصال لعملاء مُحتملين، ألا تَعتقد أنّ مستواك وثقتك بنفسك سترتفعان؟ (إذا كُنتَ تتعلّم من أخطائك)

كرّر الفعل الذي يُعزّز من قوة إيمانك، وكرّر الأفكار والأسباب الإيجابية المصاحبة حتّى يُصبح الاعتقاد جُزءًا منك. كلّما كرّرتَ الفعل، كلّما زادَت ثقتك بنفسك وأصبحَ الفعلُ سهلًا.

 

رغبة شديدة

الرغبة الداخلية كالنيران المشتعلة، والتي تعمَل كالوقود، إنّها السبب وراءَ ما تؤمن به. اعتقادي الراسخ بأنّ الفشل هوَ ضروري للنجاح، كانَ بسبب رغبتي الشديدة في أنْ أصبح رائد أعمال ناجح. هذه الرغبة لا أقايضها بحياتي. هيَ السبب في بنائي لأُسلوب حياة مختلف، وهيَ السبب لتعاملي مع الناس بالطريقة التي أُعاملهم فيها الآن. هيَ السبب الذي أبني عليهم غالبية مُعتقداتي التي بدورها ستخدمني لتحقيقِ أهدافي.

كّلما كانتْ رغبتك شديدة، كلما نهضتَ بعدَ كلّ سقوط.

 

الاستعداد لمواجهة عدم الراحة

كلّ الهزائم عقلية.

والخوف وعدم الراحة هما من خَلقِ عقلنا لا أكثر. ستكتشف قدراتك الكامنة في معرفة الخوف الوهمي عندما تتصرّف بدون الاهتمام لخوفك عدّة مرات. درّب نفسك على فعل الشيء رُغمَ وجود الخوف. فهذا الشعور لن يختفي، وعليكَ تعلّم التعايش معه.

 

كلّ هذه العوامل تؤثّر على تبنّيكَ لاعتقادٍ جديد وترسيخه وجعله يعمل لصالحك. كُن صبورًا حتّى لو لم تلاحظ أيّ تقدّم أو تغيّر في تصرفاتك وأفكارك اليومية، فالأمرُ يستغرق بعضَ الوقت. آمن بأنَّ الاعتقادات الجديدة تتطلّب جهدًا حتّى يتقبّلها عقلك الباطن على أنّها الافتراض.

 

بناء مُعتقدات تبقى لفترة طويلة

نتوقّع أكثر من ما يمكننا تحقيقه خلال سنة واحدة، ونتوقّع أقلّ من ما نستطيع تحقيقه خلال ١٠ سنوات.

لماذا يتخلّى معظم الناس عن حِرفهم بعدَ فترة قليلة؟ الكتّاب يتخلّون عن الكتابة بعد أول ٦ شهور، والذين يُسجلون في الصالات الرياضية يفقدوا الشغف بعد شهرين. وبعضُ الهواة الذينَ قرروا تعلّم آلة موسيقية جديدة، يستسلمونَ بعدَ عدّة أسابيع. السبب يعود للتوقّعات العالية.

 

رائد الأعمال الذي يعمل ل٢٠ ساعة في الأسبوع يستمر ل٥ سنوات أكثر من الذي يعمل لمدة ٨٠ ساعة في الأسبوع ثمّ يتوقّف بعدَ ٣ شهور من التعب. فالأول يُفكّر لسنين في المستقبل والثاني ينتظر ليرى النتائج في أقرب وقت. وكذلكَ نفس الشيء للحرف والهوايات الأخرى.

 

الصحيح هوَ أنْ نؤمن بأنّ العميلة تأخذ وقتًا. فكلّ محترفٍ تعرفه قدْ أمضى سنينًا طويلة يُمارس فيها حرفته، سواءً في العلن أو لوحده. فما عليكَ إلًا بالصبر، وممارسة حرفتك أو ما تُريدُ أن تُصبح عليه بشكلٍ دوري وحبذا لو يومي. حدّد هدفك النهائي والطريق سيُكشف لوحده. أحط نفسك بالبيئة المناسبة، وذكّر نفسك بشكل مستمر بالمعتقدات الجديدة التي اتّخذتها مع كلّ الأسباب التي تُعزز من قوته لترسخ فيك. استمر حتّى لو لمْ تَلحظْ تقدّمًا، لأنَّ كلّ ما هوَ عظيم يأخذ وقتًا.

 

 

الخلاصة وكلمة معتصم

الكاتب ثيباوت يتميّز بمحتواه سهل الفهم، والتطبيقي أيضًا. كتابه هذا يغطّي جوانبْ المعتقدات بشكل رائع وبسيط. فبعدَ قرائتي للكتاب بدأتُ ألْحظ الأشياء التي كُنتُ مؤمنًا بها ولكنّها لا تخدمني في حياتي. ازداد وعيي أكثَر عن ما يُمكنني تحقيقه (أغلب الأشياء إذا ماكنتُ مستعدًا لتحمّل الطريق الوعر).

اكتشفت أنّني امتلكت الكثير من المعتقدات المحدودة. مُجرّد أكاذيب أخبرتُ نفسي بها وأعدتُ تكرارها حتّى ترسّختْ كُمعتقد لا يُسمح التشكيك فيه. ثمّ خرجتُ من هذه الدائرة وبدأتُ في تعلّم وممارسة الكتابة (كُنتُ أخبر نفسي أنّ هذا مستحيل تعلّمه). وبدأتُ رحلتي في بناء براندي الشخصي على السوشل ميديا، وبدأتُ في رحلة تعلّم الرسم (أكملتُ ٥ أشهر اليوم). جِد معتقداتك الكاذبة وواجه نفسك، هل ستمسح لأشياء واهية أنْ تُحدّد ما يمكنك ولا يمكنك فعله؟

لو اختصرت الكتاب في جملة ستكون: “معتقداتك هيَ عامل أساسي في تحقيقِ أهدافك، سيطِر عليها”.

فكما تعلّمنا، المعتقدات تتشكّل من برمجتنا العقلية، وبالتالي تؤثّر على سلوكياتنا في الحياة. فسلوكك وأفعالك مبنية على (في الغالب) على مشاعرك الشخصية. لذا ما كلّ ما تعتقده يُعتبر عاملًا لنتائجك في الحياة. كُن واعيًا عن معتقداتك، وانظر إلى ما يُمكن تَحسينه، أو اعد بناءَ مُعتقدات جديدة كُلّيًا، فالمهم هوَ أنْ تَصِل لأهدافك لا أنْ تكونَ على حقّ.

انصح بقراءة الكتاب لأنّهُ ممتع وبسيط.

Mutasim Eltayeb

رائد الأعمال المدمن على خلقِ القيمة لأمثاله الساعين في تنمية ذاتهم وبناء أعمالهم الخاصة. هنا تجد كلّ ما يخصّ التنمية البشرية وبناء العادات والتسويق وكتب الأعمال، وبالإضافة إلى الفلسفة كدروعنا الخفيفة والصلبة.

Leave a Reply

Close Menu
لرائدي الأعمال وكلّ من يسعى لتطوير نفسه