Skip to main content

الأمريكي جون ماكسويل ومؤلّف لأكثر من ٧٠ كتابًا أغلبها يتحدّث عن القيادة والتأثير في من حولك. كتبَ في هذا الكتاب ٢١ قانونًا يتميّز بها القائد.

 

القانون الأول: قانون الغطاء

القدرة على القيادة تحدد مستوى فعالية الشخص

 

يؤمِن ماكسويل في قانونه الأول أن القيادة مثل الغطاء، كلّما ارتفعت وزادت قدرتك القيادية، كلّما زادت فعاليتك وقدرتك على المنحى الفردي. والعكسُ صحيح، بإنخفاضِ مستواك القيادي تنخفضُ أيضًا قدرتك وامكانياتك على المنحى الفردي.

 

يحكي ماكسويل قصّة الأخوين ديك وماوريس الذانِ عملا في مجال الإيجارِ حتّى فتحا مطعمهما بموديل فريد من نوعه، ألا وهوَ تقديمُ الوجبات السريعة بسرعة لم يسبقْ لها مثيل. راج المطعم نجاحًا باهرًا لبِضعة سنين ولكنْ بسبب قدرتهما القيادية الضعيفة (غطاء منخفض) لم يستطيعا التوسّع الذي استحقتهُ ماكدونالدز آنا ذاك. الأخوين ماكدونالدز كانا مجرّد مدراء بارعينَ في إدارة مطعم واحد، ولكنْ لم ينجحا في الفرنشايز حتّى ظهر بطل قصتنا الثعلب المكّار راي كروك. راي كروك الرجل الخمسيني بائع خلّاطات الحليب وعندما سمِع عن فكرة المطعم السريع وزارَ الأخوين في فرعهم الرئيسي كانَ مذهولًا بموديل تقديم الوجبات السريعة. وسرعانَ ما أصبح شريكهما واستطاع فتح أكثر من ١٠٠ فرع خلال ٤ سنين وبعدها بفترة اشترى حصّتهما من الشركة ورمى الأخوين على حافّة الطريق غيرُ مبالٍ وناكر لكلّ الجميل.

 

غطاء راي كروك القيادي كانَ عاليًا لا يرى. عملَ بدون راحة وبدون راتب لمدّة ٨ سنين في ماكدونالدز وكان يطلب قروضًا من البنك حتّى يسدّد رواتب القادة الذينَ أرادهم معه.

“The higher you want to climb, the more you need leadership. The greater the impact you want to make, the greater your influence needs to be”.

كلّما كانتْ رؤيتك أكبر كلّما تفوّقتَ على نفسك في مجالات لن تتصورها وتعلّمتَ حِرف لم تفقه فيها شيئًا في السابق.

 

 

القانون الثاني: قانون التأثير

المقياس الحقيقي للقيادة هو التأثير – لا أكثر ولا أقل. إذا لم يكن لديك تأثير، فلن تتمكن أبدًا من قيادة الآخرين.

 

يشرح ماكسويل أن البعضَ عندما يرى شخصًا ترشّح لمنصب قائد فهذا يجعله قائد ولكن هذا ليسَ صحيح. القيادة لا تكونُ بالمسمّيات والمناصب وكلّ من نُعتَ قائدْ صنّف ذلك، ولكن القيادة تأتي بالتأثيرِ على الناس، بالانصاتِ حينَ يتحدّث القائد، وباتّباعه والإيمان برؤيته. القائد هوَ القادر على خلق التغيير الإيجابي بامتلاكه حصيلة معرفة تخوّله للتأثيرِِ على غيره. يبني القائد العلاقات المناسبة مع الأشخاص الصحيحة ليصبح قائدًا أفضل.

 

يتعرّف القائد على الطاقة الغير ملموسة من الأخرين ويعرِف أينَ يوجّهها. القائد الذي يمتلك خبراتٍ وتحدّياتٍ ونجاحاتٍ سابقة تعزّز من ثقة الناسِ ليتبعوه. مارقرت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة قالت: “”إن كونك في السلطة يشبه كونك سيدة. إذا كان عليك أن تخبر الناس أنك امرأة، فأنتِ لستِ امرأة.”

من وجهة نظري المتواضعة: أنّ القائد هوَ الذي ينظر لمصلحة العامّة قبل نفسه، ويستمع لأتباعه الذينَ تَبِعوهُ لإيمانهم برؤيته. القائد لن يرغمَ أحدًا على اتّباعه ابدًا ولكنّهُ يعرفُ كيفَ يبيع نفسه.

 

 

القانون الثالث: قانون سير العملية (The Process)

يتطوّر القادة بشكل يومي، وليسَ في يومٍ واحد.

 

ماكسويل حكى قصّة آني المرأة العجوز الفقيرة التي لا تمتلك شيئًا، وكانت تعيش على أقلّ من مستوى دخلها بمراحل. وبعدَ موتها اكتشفوا انها تمتلك ثروة تقدّر ب٧ ونصف مليون دولار لأنّها استثمرت في سوق الأسهم لما يقارب ٥٠ عامًا بعدَ تقاعدها.

يشيرُ ماكسويل هنا إلى التراكمية ويشبّه مال العجوز بالقيادة وأنّها تكبر وتصبح أقوى مع الزمن.

 

يشرح ماكسويل في هذا التشابتر بقصص مختلفة عن أهمّية العمل اليومي على القدرات القيادية وأنّها لن تأتي بينَ ليلةٍ وضحاها. العزيمة والإصرار وعدم الاستسلام هيَ من مميزات القائد الشهم. إنّ العملية تأخذُ وقتًا ولكنّها قادرة على تغيير الناس. الأحداث تُلهم ولكن العمليّة تغيّر.

 

 

القانون الرابع: قانون الملاحة

يمكن لأي شخص أن يقود السفينة، لكن الأمر يتطلب قائدًا لرسم المسار.

 

ماكسويل في هذا القانونْ يشرحَ قائلًا أنّ من صفاتِ القائد هي الرؤية ورسم الطريق في المستقبل القريب والبعيد قبلَ الانطلاق. القائد البارع على علمٍ ودراية في الاتجّاه الذي يسلكه، لا يدع الطريقْ هو الذي يحدّد خطَّ سيره ولكنّهُ هوَ من يصنعُ طريقهُ بنفسه ويحدّد خطَّ سيره. “القائد هو من يرى أكثر مما يراه الآخرون، ويرى أبعد مما يراه الآخرون، ويرى قبل ما يرى الآخرون.” —لوروي إيمز

 

في قصّة التايتينك، ربّان السفينة وطاقمه لم يستطيعوا رؤية الصخرة الجليدية التي اصطدموا بها لأنّهم لم يروا بعيدًا كفاية حتّى يتجنبوها وأدّى هذا إلى وفاة أكثر من ألف شخص.

لا يصلْ القادة لمرحلة صُنع الطرق بقدرتهم الخاصة إلّا بعدَ تجارب سابقة، منها ما فشل ومنها ما نجح. وبالنسبة للحاضر وبناءً على ما مرّوا به، فهم يدرسونَ الحالة التي هم فيها، ويحلّلوا المخاطر (لأنّهم ليسوا وحدهم) ودرجة حرصهم عالية قبلَ التعهّد في أي شيء قد يضرّهم أو يضرّ الفريق.

 

بغض النظر عن مقدار ما تعلمته من الماضي، فإنه لن يخبرك أبدًا بكل ما تحتاج إلى معرفته للحاضر. في النهاية، ليس حجم المشروع هو الذي يحدد قبوله ودعمه ونجاحه، بل حجم القائد. القائد ذو المقدرة العالية، بإمكانِه قيادة من معه إلى أيّ مكانْ.

 

 

القانون الخامس: قانون الإضافة

يضيفُ القائد قيمةً عن طريق مساعدة الآخرين. يبحث أفضل القادة دائمًا عن طرق لإضافة قيمة إلى حياة الآخرين. ومن خلال مساعدة الأشخاص على النمو على المستوى الشخصي والمهني، يعمل القادة على تمكين من حولهم، مما يؤدي بدوره إلى زيادة فعالية الفريق ونجاحه.

 

المدير التنفيذي للسلسلة الأمريكية التجارية Costco يدفع لموظّفيه رواتبْ أعلى بنسبة ٤٣ بالمائة عن منافسيه وذلك لاعتقاده إنْ دفعتَ جيدًا، سترى الجيّد في موظفيك بل وستزداد إنتاجيتهم.

ركّز معي واسأل نفسك وكنْ صادقًا في الإجابة: هل قيادتك الحالية تضيفُ القيمة للآخرين؟ إن ترددت في الإجابة فراجع نفسك. القائد الناجح هوَ من يفيدُ الآخرين في حياتهم ومختلف مجالاتهم وبدونْ طلب أي مقابل.

إن النتيجة النهائية في القيادة ليست مدى تقدمنا بأنفسنا، بل مدى تقدمنا بالآخرين.

 

على الأقل اسأل نفسك هل أنا اجعلُ حياةَ الآخرين أفضل ام أسوا؟ لأي درجة؟ ماذا يمكنني تقديمهُ لمساعدتهم؟ أو لمساعدة نفسي؟ هل هم راغبونَ في اتّباعي؟ أم يرونني مجرّدَ فاشلِ لم ينجح بعد؟ لا تخذل من آمنَ بك.

يقولُ ماكسويل أن من يضيفُ قيمة في حياةِ الآخرين فهوَ يفعلها متعمّدًا، لأن الإنسان بطبيعته مغرور ولو أرادَ مساعدة شخص آخر فيجب عليهِ الخروج من منطقة الراحة أولًا. أفضل مكان للقائد لا يحدّد بمسمّى وظيفي أو براتب. المكان الأفضل للقائد هو الذي يخدمُ فيه ويضيف أكثرَ فائدة ممكنة لأكبر عدد من الناس.

 

نضيفُ قيمة للآخرين عندما نقدّرهم بحق

دان زميلُ ماكسويل في صباحِ يومٍ حافل دخلَ إلى الشركة مستعجلًا وعبرَ بقربِ ماكسويل مع مجموعة ناس دونَ أن يلقي التحية. استغربَ ماكسويل من هذا التصرّف الغريب، يمرّ زميلك من عندك ولا يلقي التحية؟ استأذن ماكسويل ولحقَ بدان وسألهُ بعد القاء التحية: “ماذا جرى بك؟ لماذا لم تلقي التحية؟” قال دان: “لديّ الكثيرُ من العمل وأريدُ أن ابدأ سريعًا” ردّ ماكسويل قائلًا: “لكن هذا هوَ عملنا الحقيقي، ألا وهوَ معرفة كيفَ نتعامل مع الناس”. أرادَ دان مساعدة الآخرين لكونهِ القائد ولكنّهُ لم يظهر هذا الأمر.

 

نضيفُ قيمة للآخرين عندما نكونُ نحنُ ذوي قيمة لهم

لن تعلّم شخصًا السباحة إن لم تكن على دراية بها. سيستمعُ إليكَ من حولك لكلّ كلمةٍ تخرجُ من فمك ويأخذوها على محملِ الجد إن كُنتَ ثريًا صنع ثروته بنفسه أو صاحبَ منصب استحقّه. كنْ ذا قيمة أولًا وقبلَ أنْ تفكّر في إضافة القيمة للآخرين.

 

القانون السادس: قانون الارض الصلبة

الثقة هي أساس القيادة.

سيعَرف من يتبعوك أنكَ ستُخطئ يومًا ما، والتصرّف الصحيح عندَ وقوعك في الخطأ ليسَ إلقاء اللوم على عوامل خارجية ولكن التصرّف الصحيح هوَ اعترافك بالخطأ أمامهم وطلبْ العفو ومسامحتهم وهذه الطريقة التي ستكسب بها ثقتهم مجدّدًا.

 

يشبّه ماكسويل الثقة بالفكّة في الجيب، كلّما كانتْ قراراتك غير صائبة فأنتَ تدفع من هذه الفكّة شيئًا فشيئًا حتّى تفقدْ ثقة الناس بك. والعكسْ عندَما تصحُّ قراراتك فتزداد الفكّة في جيبك (الثقة).

كريق ويذر المدير التنفيذي السابق لمجموعة بيبسي قال: “يتسامح الناس مع الأخطاء الصادقة، ولكن إذا انتهكت ثقتهم فسوف تجد صعوبة بالغة في استعادة ثقتهم مرة أخرى. وهذا أحد الأسباب التي تجعلك بحاجة إلى التعامل مع الثقة باعتبارها أغلى أصولك. قد تخدع رئيسك في العمل ولكنك لن تتمكن أبدًا من خداع زملائك أو مرؤوسيك.”

 

القانون السابع: قانون الاحترام

يتبع الناس بطبيعة الحال القادة الأقوى منهم

عندما كانَت بعمر ال١٣ ربيعًا، تلقّت العبدة هاريت توبمان ضربةً على رأسها عندَ عصيانها لأوامر سيدها. كادت أن تموت واستغرقَ شفائها عدة أشهر. ولدت هاريت في ماريلاند سنة ١٨٢٠ كعبدة وعندما بلغت ال٢٤ سنة تزوّجت من رجل أسود حر، وبعدَ ٥ سنوات من زواجهما أخبرتهُ أنها ستهرب ولن تقبل العيشَ تحتَ سلاسل العبودية التي سلَبت منها أبسطَ حقوقِ الحياة. وردّة فعلِ زوجها لم تكُن بالموافقة، ولكنّها هربَت على أيّ حال.

 

ظلّت هاريت تساعد العبيد وتنقلهم من الجنوب عبر طرق تحت الأرض بناها النشطاء السود ضد العبودية. فكانتْ تعمل هاريت في الفنادق الصغيرة كعاملة تنظيف وفي كلّ فصل ربيع وخريف تغادر من عملها بدون إذن سابق.

نجحت في تحرير أكثر من ٣٠٠ شخص (من ضمنهم أفراد عائلتها) خلال ١٩ رحلة إلى الجنوب. لم تضلّ طريقها ولم يضيع منها أي مسافر معها وكانت صارمة وتعرف أن العبيد لو هربوا وعادوا فسيتم تعذيبهم وسؤالهم عن المتورطين فكانتْ تضع مسدسًا على رأسْ كلّ من يتردد في التقدّم وتقول له:” جثث العبيد لا تتكلم، إما المضي قدمًا أو الموت”.

نالت هاريت احترام من تبعوها لأنّها كانت صارمة وحازمة ولم تهَب شيئًا. فكانتْ تقول إما الحربة وإما الموت. انتشرت أخبارها وسُمْعتُها حتّى طلبوها شخصيات مثل السير ويليام سيوارد الذي أصبح سيكارتير الرئيس ابراهام لينكولن.

 

 

عندما تجتمع مجموعة جديدة سويًا يتّخذُ القادة اتجاهات مختلفة، ثمّ يرى الناس أيهمُ الأقوى فيختاروه من بينِ القادة الباقين ويتّبعوه. الاحترام يأتي من أفعال الشخص وليسَ من كلامه. ما يُكسب القائد الاحترام:

(١) قدرة القائد الفطرية

يختلفُ قائد إلى قائد من حيثُ الكفاءة، ولكنْ مثلَ ما ذكرنا في قانون الغطاء و قانون العملية، أنّ كلّ شخصْ بإمكانه أن يصبح قائدًا إذا ما عزم على ذلك. ستعرف إن كنتَ تمتلك قدرة قيادية بالفطرة لأنّ الناسَ من حولك سيرغبونَ في أتّباعك والوجود بجانبك وسيستمعونَ لك بالأخصّ عندما تتحدّث عن رؤيتك.

 

(٢) احترام الآخرين

عندما يحترمك الناس كشخص، فإنهم معجبون بك. عندما يحترمونك كصديق، فإنهم يحبونك. عندما يحترمونك كقائد، فإنهم يتبعونك. إذا كنت تحترم الآخرين باستمرار وتقودهم بشكل جيد، فسيظل أتباعك يتبعوك.

 

(٣) الشجاعة

من اسباب احترام الناس لهاريت هي شجاعتها وعدم خوفها من الموت. كانت تُردّد لنفسها: “إما النجاح وإما الموت.” كانتْ تُركّز على هدفها فقط. الشجاعة ليستْ عدم الخوف، وإنما الشجاعة هي فعل الشيء مع وجود الخوف.

 

(٤) النجاح

يحترم الناس القائد ذو الإنجازات والناجح في حياته ولأنّهم أيضًا يريدون أن يكونوا جزءًا من هذا النجاح في المستقبل.

 

(٥) الولاء

يحترم الناس القائد الولي لقضيته وهدفه. وأيضًا وجوده في منظّمة وخدمتها في الأوقاتِ الرخيّة والعصيبة. الولاء يزيدُ من ثقة الناس بك ويكسبكَ الاحترام حتّى لو لم تسِرْ الأمور على أفضل حال.

 

(٦) القيمة في حياة الأخرين

تحدّثنا سابقًا عن إضافة القيمة لحياة الآخرين وأنّهم سوف يكنّونَ لك الاحترام حتّى بعدَ انتهاء العلاقة.

 

 

القانون الثامن: قانون الحدس

يقوم القادة بتقييم كل شيء من خلال التحيز القيادي

تأتي قوة الحدس من شيئين اثنين: من حدس القائد الفطري الطبيعي. وهذا يأتي من المهارات المُتَعلّمة. يقرأ ويقيّم القائد الموقف بناءً على تحيّزه القيادي وقوة حدسه. يقرأ القائد الناس ويعرف كيفَ يتصرف معهم ويعرفون التعامل مع المصادر المختلفة واستخدامها فيما يصبّ مصلحتهم وأيضًا هم بارعونَ في قراءة أنفسهم.

 

هذا القانون يستعمله القادة عندَ مواجهتهم لمشكلةٍ ما، فسرعان ما يقيسونَ حجمها ويحلّلوها يبدأوا في حلّها.

الحدس هو صوتك الداخلي الذي يتّخذ عنكَ القرارات بدون أسبابٍ واضحة أو منطقية بالنسبةِ لك. عكس العقل الواعي، فالحدس يعمل بطريقة مختلفة في تجميع وربط الحقائق وقد لا يأتيكَ على شكل صوت، ربما شعور أو رغبة ملحّة للقيام بأمرٍ ما. هل شعرتَ في مرّة بشعور المعرفة بشكل قوي؟ أنّكَ تعرف عن شيء بتيقّن ولكن لا تعرف لماذا؟ أو هل أتتْكَ الرغبة الشديدة في الاتصال بصديق؟ الذهاب لمكان؟ رفض الوظيفة المقدّمة لك بالرغم من المرتّب العالي؟

في ٢٠٢١ جائني عرض وظيفي في شركة تطبيق دردشة صوتية وذهبتُ إلى المقابلة وتم قبولي لكنّني شعرتُ بعدم رغبة في قبول الوظيفة. كان المرتّب أكثر من ألف دولار في الشهر وهذا مبلغ محترم بالنسبة لطالب جامعي. رفضت وقبلتُ وظيفة أُخرى بنصف المرتّب أو أقل. الحقيقة هيَ أنَّ حدسي رفضْ، وأنا أثق به.

 

السيءُ في الأمرِ أنّكَ كلّما تجاهلت صوتَ حدسك، كلما قلّ واختفى والعكس صحيح. اتبع حدسك لأنّهُ يريدُ مساعدتك لا أكثر.

 

 

القانون التاسع: قانون الجذب

أنتَ تجذب من يشبهك

نحنُ القادة، نسعى بإحاطة أنفسنا بمنْ هم أفضلُ منّا في مختلف المجالات، ولا شكّ أنكَ تريدُ توظيف من هم ذو كفاءةٍ عالية ولكنْ مهما كانتْ متطلباتك فأنتَ لن تجذب إلّا بقدرِ صفاتك وكفائتك.

إن من تجتذبه لا يتحدد بما تريده، بل يتحدد من خلال من أنت.

 

ربما من أحضرتَ للعمل بهم صفاتٌ مختلفة بينك وبينهم كالماء والزيت، ولكنْ الغالب أنّ أشيائكم المتشابهة أكثر من المختلفة. ينحازُ من يديرُ الشركات إلى توظيف أناسٍ أمثالهم ومتقاربينَ لهم في العمر. هل تسائلتَ يومًا عن لماذا سلوكياتْ موظّفيك مليئة بالسلبية؟ السلوك معدي، وإن كانَ سلوكك سلبي فستجد من حولك تملؤهم السلبية أيضًا.

لتجذبْ من يتمتّع بصفات النخبة، عليكَ أن تُصبَح نخبة بذاتك.

 

 

القانون العاشر: قانون الاتصال

يلمسُ القائدَ القلب قبل أن يسألَ يدَ المساعدة.

لا يمكنك تحريك الناس إلى العمل إلا إذا حركتهم عاطفياً أولاً… فالقلب يأتي قبل العقل.

 

القيادة ليستْ متمحوّرة حولَ إلقاء الأوامر واستغلال من حولك، بل بالعكس، الاتصالْ وبناء العلاقة الشخصية مع الأفراد هوَ الذي يلحمُ الرابط بينكَ وبينهم وتزيدُ فرصة اتّباعهم لك لفترة طويلة. عندَ إلقاءِ خطاب أو الحديث أمام مجموعة من الأشخاص تجنّب مخاطبة الشعب وخاطبِ الفرد.

 

لتطوّر من قدرتك على الاتصال بالأخرين يجبْ أولًا أن تكونَ على اتصال جيّد مع نفسك. تقدّم واثقًا وكُنْ مليئًا بالإيمان بنفسك. وعندَ المدح كُن صادقًا وتجنّب الاطراء الكاذب والمجامل فالناسُ تعرف.

يتحدّث ماكسويل عن أهمّية معرفة جمهورك أو من يتّبعوك وأهمّية التحدّث معهم بلغتهم وعدم التكبّر عليهم. اجعلْ الحديثْ يتمحوَر حولهم، والقائد يرشدُ للطريق الصحيح ويملأ من حولهُ بالأمل. من امثلة القيادة والإتصال الرائعة للقائد العظيم نابوليون بونابرت، أنّهُ كان يتذكّر اسمَ كلّ جندي له، وأينَ يعيش وأي المعارك قاتل فيها.

هناك مقولة قديمة تقول: إذا أردت أن تقود نفسك فاستخدم عقلك، وإذا أردت أن تقود الآخرين فاستخدم قلبك. هذه هي طبيعة قانون الاتصال. فلابد أن تلامس قلب الشخص قبل أن تطلب منه المساعدة.

 

 

القانون الحادي عشر: قانون الدائرة الداخلية

قدرة القائد يحددها أقرب الناس إليه

اليدُ الواحدة لا تصفّق، وحتّى القائد العظيم لن يحقّق العجائب بدون الفريق الذي يُكمل بعضهُ البعض. إن نظرنا إلى الأولمبياد فكلّ المحترفين الرياضيين معهمُ المدرّب والطاقم ذوي الكفاءة العالية. لا تقنع نفسكَ أن العمل المنفرد قد يصبح فوق الاعتيادي، بل ادرك مقدرة العقول المجتمعة والتي تعمل لنفس الهدف، إذ أنّها تكمل بعضها البعض. وكما قالت الأم تيريسيا: “أنت تستطيع أن تفعل ما لا أستطيع، وأنا أستطيع أن أفعل ما لا تستطيع، معًا سنحققُ أشياءً عظيمة”

 

اهتمّ بدائرة علاقاتك القريبة وإنْ أردتّ جذب النخبة إليك فاحرص على أن تكونَ بهم بعض الصفات مثل:

  • قدرتهم على التأُثير في الآخرين
  • قدرات ومهارات عملية عالية
  • منصب مهم ومؤثّر في المنظّمة
  • لهم فائدة يضيفونها للآخرين

 

 

القانون الثاني عشر: قانون التمكين

طلب ماكسويل من أحد المتطوعين للصعود إلى المسرح كي يشرح لهُ قانون التمكين. وضعَ يديهِ الاثنان على كتفي المتطوّع وبدأ بالضغطٍ نزولًا. يريدُ أن يشرح نظرية التمكين، وهي أن يمكّن القائد أو يعطي السلطة لشخصٍ أخر للقيامِ بمهمة أو أمرٍ ما. ماكسويل يشرح للجمهور أنّ القائد كلّما ضغطَ على من معه بدلَ أن يرفعهُ فهو ينزل معه أيضًا. كلّما ضغطَ ماكسويل على كتفي المتطوع ليُنزلَهُ تحت كانَ لابدّ لهُ أن ينزلَ هو أيضًا. يقول أن القائد الذي لا يرفعُ من معهُ بإعطائهم السلطة فهوَ يحاول إنزالهم والنتيجة هي أنّهُ ينزل معهم.

 

ذكرَ ماكسويل قصّة هينري فورد وكيفَ أنّ شركتهُ واجهتْ مشاكل وخسارات وصلتْ إلى مليون دولار في اليوم الواحد! وكلّ ذلك بسبب قلّة الحكمة بإعطاء السلطة والقوة لقادة غير قادرين. ظلّ هنري وحفيده في صراع رئاسي للشركة ولم تكُن النتيجة سارّة. تغلّبتْ عليهم جينيرال موتورز بدونِ مشقّة.

 

ما سببْ عدم تمكين القادة لمن هم معهم؟

  • السبب الأول والأساسي هو الخوف، الخوف من الخسارة. يظنُّ القائد أنهُ الوحيد القادر على الإمساكِ بزمام الأمور.
  • السبب الثاني وهوَ التغيير. بطبيعتنا البشرية نحنُ نجدْ صعوبة في التغيير ولكن من مسؤوليات القائد هو التكيّف مع التغيير المستمر في المنظمة لتطويرها.
  • السبب الثالث وهوَ عدم الثقة بالنفس. يقول جون بيرز: “لن تصبحَ جوادًا إن ظننتَ أنّ شكلك مضحك على ظهر الحصان”.

بعض القادة لا يثق بقدراته ويعتقد أنهُ لا يملك القوة والسلطة، فكيف يعطي شيئًا لا يملكه؟

 

في الموسم الأول من أتاك أون تايتن وعندما كانَ فيلق الاستطلاع يمتطونَ أحصنتهم وسطَ الغابة ويركضونَ بأقصى سرعةٍ هربًا من العملاقة الأنثى والتي قتلت بالفعل ١٢ من رفاقهم. وفي جوّ مملوء بالرّعب وأي خطأ يعني حتفهم أجمعين. كانَ ايرينْ يستشيطُ غضبًا ويريدُ التحوّلُ لعملاق ومواجهة العملاقة الأنثى قبلَ أن تقتل البقية. لكن القائد المسؤول ليفاي لم يأمرُ ايرين بالتحوّل أو لا، ولكنْ اعطاهُ السلطة في اختيار قراره. هل سيتحوّل الآن ويواجهها لقتالٍ حتّى الموت، أم سيثق بقرار القادة في الاستمرارِ هربًا داخلَ الغابة؟

تمكين الأخرين لا يطورّ قدراتهم فحسب، بل الفائدة تعودُ إليكَ أيضًا. ثق بنفسك وبمن معك ولا تجعل الخوفْ وعدم الثقة يرعبانك من تمكين من ثق بهم.

 

 

القانون الثالث عشر: قانون الصورة

يؤمنُ الناس بما يرون

  • توفر مهمة المنظمة الغرض – مجيبةً على سؤال: لماذا؟
  • توفر الرؤية الصورة – مجيبةً على سؤال: ماذا؟
  • توفر الاستراتيجية الخطة – مجيبةً على سؤال: كيف؟

القائد الناجح هو الذي يتميّز بالرؤية الواضحة والقدرة التطبيقية على تحقيقها

 

تذكّر أنّ من يتبعوكْ مثلُ الاطفال، فالطفل يقلد ما يفعله من يكبره سنًا. إن تأخّرتَ فسيبدأونَ في التأخّر، وإن كانَ إنجازك للمهام ليسَ على أكمل وجه فخمّن ماذا؟ صحيح، هم أيضًا سيكونُ أدائهم منخفض الكفاءة.

التحفيز والتدريسْ بالنسبةِ للقائد أمرٌ سهل جدًا، ولكن لا تستغرب إن كنتَ ليلًا ونهارًا تكرر نفسَ الكلام المحفز والنتيجة لا أحدْ يستمع ويطبّق. والسببَ هوَ لأنّكَ إنْ لم تفعل ما تقوله فلن يتبعك أحد. ضعها قاعدة في حياتك،: لا تعلّم شخصًا شيئًا إلّا إن كُنتَ تطبّقه.

 

ماذا تستنتج من كلّ هذا؟ نستنتج أننا كقادة يجب علينا أن نكونَ المثال الحسن ونطبّق كلّ ما نقول وكيف ذلك؟ بتطوير أنفسنا والتطبيق أولًأ.

لا تأُمر أحدًا بأن يقوم بمهمة أنت لن تنفذها. وتقبّل وتحمّل المسؤولية لأيًّ سوءٍ يحصل خلال مناوبتك.

 

 

القانون الرابع عشر: قانون الإيمان والافتداء

القائد يأتي قبل الرؤية.

يؤمن الناس بك أولًا قبل إيمانهم برؤيتك. وحتّى لو آمنوا برؤيتك، والسبب الذي تحارب لأجله، لكنّه لم يروا من اتّباعكَ أي مغزى (لأنّهم لَم يؤمنوا بكَ بعد)، فمعَ الأسفِ الشديد ولكن ستمشي وحيدًا، وتحقّق أهدافك لوحدك.

 

آمنَ الناس بغاندي في ١٩٢٠ وتبعوه في مسيرته للحرية وذلكَ فقط لأنّهم آمنوا بهِ كقائد أولًا. قبلَ اختيارك لرؤيتكَ العظيمة ورسمِ الطريق، فكّر جيدًا فيما اذا كنتَ قائدًا يستحقُّ القيادة أم تنقصك بعض المزايا والمهارات.

 

 

القانون الخامس عشر: قانون الانتصار

يجدُ القادة طريقًا ليفوزَ الفريق.

ليسَ الفوزُ فقط ما يحفّز القائد الناجح، وإنما محفزهُ الأقوى هوَ عدم الخسارة. سيحارب وبكلّ ما لديهِ لينجحَ مع فريقه.

 

مايكل جوردان كان يتنفسّ هذا القانون ليلَ نهارًا. تمرينًا كانَ أو مباراةً في الNBA، استطاعَ مايكل جوردان قيادة فريقه وإيجادِ الطرق المؤدية للفوز. عندما يغيبُ مايكل جوردان من المباراة، يشتاقُ له الفريق لأنّ غالبَ مبارياتهم بدونه كانتْ تعني الخسارة.

 

دخلَ السجنَ وعمره ٤٢ سنة وحُكمَ عليه بالسجن المؤبّد، لكنّه خرج بعدَ ٢٧ سنة، ثمّ عادَ مكملًا مسيرته ضدّ العنصرية حتّى أصبحَ أول رئيس أسود في جنوب افريقيا. نيلسون مانديلا، القائد الذي لم يستطيعوا كسرَ عزيمته، ولم يستسلم حتّى انتصر.

بعضُ المعوامل المؤثّرة في قيادة الفريق للانتصار تتضمّن توحيد الرؤية والنظر بوضوح إلى الهدف والتركيز في العمل سويًا بدلَ التشتّت. وأيضًا تنوّع المهارات والقدرات في الفريق. هل ستعيش لو كانَ قلبك فقط الذي يعمل؟ لا، لأنّك تحتاج باقي الاعضاء للقيامِ بأدوارهم. الفريقُ مثلَ الجسد، لن يعيشْ بالرأسِ فقط.

 

 

القانون السادس عشر: قانون الزخم

الزخم هو صديق القائد المفضّل

شركة بيكسار والتي صنعت لنا أفضل افلام الأنميشن مثل Toy Story, Cars and Coco. بدأتَ الشركة كقسم تابع لشركة Lucasfilm ltd لتصميم الجرافيك بالكمبيوتر. حُلمُ كاتمول منذ الصغر هوَ أن يصبح Animator وصانع أفلام ولكن لضعف قدرته في الرسم تخصّص في برمجة الحاسوب ثم اكتشفَ لاحقًا أنّ بإمكانه صناعة الافلام عن طريق الكمبيوتر.

 

اشترى ستيف جوبز القسم وحوّلهُ لاحقًا لبيكسار. واستمرّت بيكسار في انتاج أعمال قصيرة ودعايات حتّى أتاها عقدٌ تمويلي من ديزني في صناعة فلمْ سويًا، وإن نجح فسيكون لبيكسار نسبةً من الأرباح. رغم التحدّيات والفشل المستمر لدرجة دفعَت ديزني لقرارِ إلغاء العقد ولكنْ كاتمول طلبَ فرصةً أخيرة. ولمدّة اسبوعين عملوا بدون توقّف وصنعوا ما أُعجبت بهِ ديزني. استمرّ العمل على الفلم مدّة ٤ سنوات ثمّ اطلقوا أول فلم انميشن بالكمبيوتر ووصلَ لمبيعات أكثر من ٥٥٠ مليون دولار، كان الفلم هوَ Toy Story. زَخم بيكسار لم يتوقّف حتّى يومنا هذا، بل نجحوا في صناعة العديد من الأفلام الناجحة. اشترتها ديزني في عام ٢٠٠٦ لتساعدها في إنتاج أفلام الأنميشن.

 

مدرّب كرة السلّة البارع يطلب وقتًا مستقطعًا عندما يرى أنّ الفريق الأخر بدأ بإحراز نقاطٍ كثيرة. الوقت المستقطع يوقف من زخم الفريق الخصم. وإلّا سيكبر الزخم ويكبر فارق النقاط أيضًا.

ليَسهُل عليكَ فهم الزخم: تخيّل نفسكَ تتزلج على الماء، هل الصعود على اللوح والتوازن في البداية أسهل أم اللّف يمينًا ويسارًا وأنتَ في وسط الأمواج تتزلج؟ بالطبع وأنتَ وسط الأمواج لأنّ تغيير اتجاهك اسهل ولأنّ القوة التي تدفعك موجودة بالفعل. البداية هي الصعبة ولكن بمجرد الانطلاق سيسهل عليكَ الاستمرار.

قوة الاندفاع تبدأ من عندكَ انت، القائد. ما إن بدأت، فلا تتوقف، شيئًا فشيئًا ستجد القوة الدافعة أو الزخم هو الذي يوجّهك.

 

 

القانون السابع عشر: قانون الأولويّات

يعرفُ القادة أنّ النشاط لا يعني الإنجاز.

كقائد، من مسؤوليتك تحديد المهام المتطلّب إنجازها، والقائد يعرف أن الانشغال بنشاط معيّن لا يعني بالضرورة أنّهُ مثمر وإنتاجي. يذكرُ ماكسويل أنهُ اكتشفَ وقتًا ضائعًا في السفر بين مدن أمريكا. إذ يقضي ٢٧ يومًا مسافرًا كلّ سنة، أي ما يعادل سنة عمل (٢٧٠ يومًا) خلال ١٠ سنوات. جلسَ مع نفسه وعزمْ على تغيير أولوياته.

إنْ كنتَ لا تستطيع تقريرَ أيّ أولويّات عليك ابقائها فانظر للعمل نفسه: هل هوَ لشخصِ أعلى رتبةً منك؟ مديرك؟ صاحب الشركة؟ الحكومة؟ أم تفعلها لأجل عائلتك؟

 

 

قانون ال٨٠ من ال٢٠

سمعتَ من قبل بأنّ ٨٠ بالمائة من نتائجِ العمل تأتي من ٢٠ بالمائة من العمل.

هل العمل مطلوب منك؟ لكن غير ضروري؟ تخلّص منه.

هل العمل المطلوب منك ضروري؟ يمكن لأحد أخر إنجازه؟ فوّضه.

ثمّ رتّب المهام الأكثر أهمّية وذات العائد الأعلى. كما ذكرنا في كتاب كُلْ الضفدع.

 

 

القانون الثامن عشر: قانون التضحية

A Leader Must Give Up to Go Up

التضحية واجبة لكلّ النجاح وأنواعها تختلف. يضحّى رجل الأعمال بوقتهِ للتعلّم ووضعِ ماله على المحك، ويضحّي بوقته مع عائلته. ويضحّي الرياضي المحترف بساعات التدريب في الصالة الرياضية وبالالتزام بجدول أكل منتظم. كلّ نجاح يأتيْ معهُ تضحية من نوّع مختلف.

.

والتضحية الأكبر تكونُ من نصيبِ القائد. فكلّما ارتفعت مرتبتك في القيادة زادت مسؤوليتك واصبحَ العبء عليكْ أكبر.  إن تطلّب الطريقُ التضحية، فكُن على أتمّ الاستعداد لتغيير كلّ شيء في حياتك.

 

 

القانون التاسع عشر: قانون التوقيت

متى تتولى القيادة أمر مهم بقدر أهمية ما يجب عليك فعله وأين تذهب

 

  • التصرف الخاطئ في الوقت الخطأ يؤدي إلى كارثة
  • التصرف الصحيح في الوقت الخطأ يؤدي إلى المقاومة
    حتّى وإنْ كانتْ رؤيتك واضحة والطريقُ واضح ولكنّك أَقْدَمتَ في الوقت الخاطئ، فستجد مقاومة مِن مَن معك. لذا على القائد فهم الموقف وإحكام القبض عليه. والحدسُ والثقة يلعبانِ دورًا كبيرًا عندما يحينُ وقت التحرّك.
  • التصرف الخاطئ في الوقت المناسب هو خطأ
    مثلَ أنّك تعرف أنّ عليك وقف خسارة شركتك أو زيادة مبلغك الاستثماري ولكنّك تفعل عكس ذلك. الوقتُ الصحيح ولكنْ تصرّف خاطيء.
  • التصرف الصحيح في الوقت الصحيح يؤدي إلى النجاح

 

 

القانون العشرون: قانون النمو المتفجر

لإضافة نمو، قم بقيادة أتباع — للتكاثر، قم بقيادة قادة

أسسَ ماكسويل في سنة ١٩٩٦ مؤسسة غير ربحية مع مستثمرين أخرين وسمّاها EQUIP. تهدف المؤسسة لتخريج مليون قائد حول العالم. الخطّة كانتْ تدريب ٤٠ ألف قائد حول العالم وفي مختلف المدن مع توفير المدرسين والموارد اللازمة للدراسة. تقام الدروس كلّ ستّة أشهر في السنة ولمدة ثلاث سنوات. وفي المقابل يتعهّد ال٤٠ ألف قائد أن يعودوا لمدينتهم ويدرّبوا ٢٥ قائدًا أخر. توفّر المؤسسة الكتب والشروحات المجانية. إن درّبَ كلّ قائد ٢٥ شخصًا فسيصل المجموع لمليون قائدًا.

إذا طورت نفسك، يمكنك تجربة النجاح الشخصي. إذا طورت فريقًا، يمكن لمنظمتك أن تشهد نموًا. إذا طورت القادة، يمكن لمنظمتك تحقيق نمو هائل.

 

 

القانون الحادي والعشرون: قانون الإرث

القيمة الدائمة للزعيم تقاس بالخلافة

ماذا تريدُ أن يقالَ عنك بعدَ رحيلك؟ أو في جنازتك؟

 

يُقاسُ نجاح القائد النهائي بما خلّف خلفه، بالحيواتِ التي أثّرَ عليها. لا أقصدُ كيف أثّرتَ على حياة ابنائك فقط، بل أحفادك أيضًا. هذا العلم والخبراتِ التي نقلتها لهم لأيَّ درجةٍ أثّرت وصنعت فرقًا؟ والأمرُ لا يقتصر عليهم فقط، بل زملاء عملك، أتباعك، وكلّ من حولك. إنِ استطعت تركَ إرثٍ لكَ داخلَ كلِّ منهم، فهذا يعتبرُ نجاح القائد الأعظم.

 

 

الخلاصة وكلمة معتصم

ماكسويل كرّسَ حياته في دراسة وتدريس القيادة وهذا الكتاب من أفضل أعماله وأجدهُ تطبيقيًا لدرجة ما. الفرق بينَ التلخيص والكتاب هوَ قصصٌ مذكورة يشرح علاقتها مع القانون.

أن تُصبحَ قائدًا ليسَ كأنْ تصبح سائقًا، الأمرُ معقّدْ قليلًا وقد تحتاجُ على الأقل من ٥ إلى ١٠ سنوات لتصبح قائدًا يعتمد عليه. لا تتحطم، بل ابتهجْ وتذكّر أن الاستمتاع بالرحلة أهم من الوصول للهدف. ابدأ في تقبّل الأفكار الموجودة في الكتاب، ثمّ اسعى لتحويلها لعاداتٍ صغيرة، وشيئًا فشيئًا ستجد نفسكَ تتصرّف مثلَ كقائدٍ عظيم.

Mutasim Eltayeb

رائد الأعمال المدمن على خلقِ القيمة لأمثاله الساعين في تنمية ذاتهم وبناء أعمالهم الخاصة. هنا تجد كلّ ما يخصّ التنمية البشرية وبناء العادات والتسويق وكتب الأعمال، وبالإضافة إلى الفلسفة كدروعنا الخفيفة والصلبة.

2 Comments

  • يقول لمياء عاشور شاهين:

    أشكر أ.معتصم على هذا التلخيص الرائع للكتاب والمفيد بأسلوب حضاري حديث يرغب بك في متابعة وقراءة الكثير من هذا السرد العظيم .

    • يقول Mutasim Eltayeb:

      شكرًا على ردّك الأكثَر من رائع قائدة لمياء، وأتمنّى أنْ تَكونَ معلومات التلخيص مُفيدةً لكِ في حياتك القيادية، مع مَن هُم أعلى مرتبةً ومع من هُم أدنى مرتبةً بحدٍّ سواء. كلّ التوفيق أيتها القائدة العظيمة.

Leave a Reply

Close Menu
لرائدي الأعمال وكلّ من يسعى لتطوير نفسه