Skip to main content

الغني عن التعريف، صديقنا الصدوق، الأفضل في مجاله، نابليون هيل. (من قرأ تلخيصي لفكّر وازدد ثراءً سيفهم سخريتي)

 

سنركّز على كتابنا اليوم فقط، لأنّنا تحدّثنا عن المؤلّف في السابق. الكتاب الذيَ كانَ سيُرسل صاحبه إلى الهاوية إذا ما نُشر في وقته. كُتِب الكتاب قبلَ أكثر من ٨٠ سنة، ولكن لم يتمْ نشره حتّى قبلَ ١٣ سنة من تاريخ اليوم. والسبب يعود لرفضِ زوجة الكاتب بحجّة أنهُ سيؤدّي بهم إلى زنزانات منفردة. يُهاجم الكتاب ويتّهم بشكلٍ واضح الحكومات وأنظمتهم السيئة ونظام التدريس الذي ينتج شعبًا فاشلًا وتحدّث أيضًا عن الأديان بالسوء (وجهة نظر الكاتب لوحده).

 

يأخذنا نابليون هيل هذه المرة في لقاء خاص وحصري مع السيد الشيطان بنفسه. إذْ تدورُ محادثة بينهُ وبين الشيطان، وكانتْ الجلسة عبارة عن أسئلة يجيبُ عليها الشيطان بشكلٍ مباشر وبدون تحفّظ وحيازية. سنأخذ بعض المقتطفاتِ منها.

 

 

Drifting

ملحوظة: استخدمت كلمة انجراف ودرفت بشكلٍ متبادل. الكلمتان تحملان نفس المعنى.

 

معنى الدرفتنق هنا هوَ الانجراف. والدرفترز هم الأشخاص الذينَ لا يقومون بالتفكير بأنفسهم. بل هنالكَ شخصٌ آخر يفكّر ويختار عنهم. كما يقولُ الشيطان: “هم الناس الذينَ يتركونَ الظروف هيَ التي تحدّد مصيرهم ويسمحونَ لي بالتحكم في عقولهم. الدرفترز همُ الذينَ يقبلونَ بما ترمي الحياة في وجيههم بدون الوقوف لنفسهم والاعتراض. آرائهم أنا الذي أُأَثّر عليها”

استطيع أن أقول أن الدرفترز هُم الضآلين في حياتهم والجاهلين. الذي لا يفكّر بل يتبع القطيع ويعيش الحياة كالحمار.

 

 

من صفات الدرفترز:

١- لا يوجد لديهم أهداف
٢- يعينهم أهاليهم طوالَ حياتهم مما أدّى لتدمير عادة التفكير عندهم

 

يقولُ الشيطان أنّ أي عادة تسبب التسويف والمماطلة فهيَ تؤدّي إلى عادة الانجراف. وهوَ الذي يجعل الدرفترز يسمحوا له بالقيامِ بالتفكير نيابةً عنهم لأنّهم كسالى.

 

الكسل + اللامبالاة = المماطلة = الانجراف.

 

 

وعكس المنجرفين: الأشخاص الذي يملكونَ أهدافًا واضحة في الحياة وثابتة. ويسعونَ لتحقيقها كلّ يوم. ستعرفها من نبرة صوته، والشرارة في عينيه، وسرعة اتخاذه للقرارات. كلّها مؤشّرات تدلّ على جدّية هذا الشخص ومعرفته لهدفه ورؤيته في الحياة. ولا يهمّ كيفَ سيصل أو كم الثمن، فهوَ مستعدٌ لدفعه. وإنْ سألته، سيجيبك بسرعة بديهية عالية. يقولُ الشيطان أنّ الشخص الغير منجرف لهُ عقلٌ ويعرف التحكّم به لا أستطيع دخوله، ويكرّسهُ في تحقيق أهدافه.

 

 

التدريس

يُكمل الشيطان حديثه مع نابليون ويخبره كيفَ أنّ المدرسين يخدموه في سببه. ليسَ بالأشياء التي يدرسوها للأطفال، بل بالأشياء التي لا يدرّسوها لهم. يعلمونهم كلّ شيء، إلّا كيفية التحكّم في عقولهم. والطالب الذي لا يعرف كيف يتحكّم في عقله، أدخُلُ أنا وأتحكّم به.

 

 

كيفَ يحمي الشخص نفسه من الانجراف:

١- فكر بنفسك في كل الأوقات. إن حقيقة أنّ البشر لا يملكون السيطرة الكاملة على أي شيء سوى القدرة على التفكير، تحمل الكثير من الأهمية.
٢- حدّد هدفك العظيم في هذه الحياة وارسم خطّة واعمل لتحقيقه حتّى لو اضطررتَ للتضحية بكلّ شيء، فهذا أفضل من الهزيمة.
٣- حلّل كلّ فشل في حياتك واستخرج منه الفائدة لألّا تقعَ في نفسِ الخطأ مجدًدًا.
٤- كن مستعدًّا لخلقِ خدمة ذات قيمة مساوية لما تتمنّى الحصول عليه من الناحية المادّية.
٥- أدرك أن عقلك هو عبارة عن مجموعة مستقبلة يمكن ضبطها لتلقي الاتصالات من المخزن الكوني للذكاء اللانهائي، لمساعدتك على تحويل رغباتك إلى ما يعادلها ماديًا.
٦- ادرك أنّ وقتك بجانب قدرتك على التحكم في أفكارك هيَ كلّ ما تملك. وكرّس وقتك وبدونِ أنْ تضيّعه في السعي لتحقيق مرادك.
٧- أدرك أن الخوفَ ليسَ إلّا مساحة من الدماغ يستحوذ عليها الشيطان. لذا يجب عليكَ ملأها بالإيمان بدل الخوف. الإيمان الذي يساعدك في تحقيق أهدافك.
٨- لا ترضى بالقليل الذي تعطيه لك الحياة. عليكَ أن تعرف أن بإمكانك طلب كلّ ما تريد في هذه الحياة وبقوة عقلك ستحصل عليه.

يجب عليكَ أن تكسر عادة الانجراف السيئة، قبلَ أن تصبح عادة دائمة. ويكونُ قد فاتَ الأوان إنْ أردت التحكّم فيها. وهذا يفسر لماذا النجاح والفشل نتيجة للعادات اليومية. فالعادة تحدد إيقاع تفكير المرء، وهذا الإيقاع يجذب الأفكار المهيمنة.

 

 

تحديد الهدف

يتعلّم الطفل بالتقليد والمحاكاة. فيبدأ بتقليد أبويه ثمّ أقربائه ومن حوله. ثمّ يقلّد مدرسيه ومعلّمي الدين ويتعلّم منهم. يقول الشيطان أنهُ سيقلّد ويجذب الحسد والطمع والشهوة والانتقام. كلّ الصفات السيئة التي تبعده عن تحديدِ هدفه. لماذا؟ لأنّ هذه العادات موجودة في من حوله.

 

كلّ عادات الأفكار السيئة تبعده عن تحديد هدفه، ثمَّ يؤول بهِ المطاف ليصبح درفتر.

وليحدّد المرء هدفه عليه رسم الخطة أولاً. الغير منجرف سيحدد أهدافه ويبني عليها خطّة محكمة ويتبعها، وإن فشلتْ هذه الخطّة؟ فسيأتي بغيرها وبدون تغيير هدفه. لأنّهم لا يقبلونْ الهزائم المؤقتة، بل يعمل الفشل كدافع أقوى يدفعهم لمضاعفة جهدهم في العمل.

 

يقولُ الشيطان أن الأطفال يُرسلوا للمدرسة لتعلّم طريقة الحفظ وليسَ للتعلّم عن ما يريدونهُ في الحياة. وأكثر ما يخافه الشيطان هوَ استقلالية الأفكار والهدف المحدّدْ. وهوَ لا يستطيع الدخول لعقل الشخص الذي لا يذنب، والمتحكّم به.

 

نابليون يسأل الشيطان عن الإيمان فيَرُدُّ قائلًا: “أنّ الإيمان هوَ انعدام الأفكار السلبية”. ويكرر نابليون كلامه عن قوة العادات وأنّها جاذبة لعادات مماثلة. فإنْ كثُرت عندكَ العادات السيئة فهذا يعرّضك لعادة الإنجراف. ثمّ يستمر في التحدث عن قوة الأفكار وأنهُ لو اجتمعت الناس لتتحكّم في أفكارِ رجلٍ واحد ما استطاعوا. أنتَ تتحكّم في أفكارك، وتتحكّم في ردّات فعلك أمامَ أفعالهم، ولكنّك لَن تستطيع التحكّم في الآخرين.

 

 

التعلم من الشدائد

الفشل كما يقول الشيطان أنهُ من صنع الإنسان. لا يكونُ الفشل إلّا بقبولِ الشخص لهُ بالكامل. والفشل هوَ حالة عقلية يمكن للشخص التحكّم فيها وتغييرها كما أراد.

“إن الفشل هو ذروة النجاح، حيث يتمتع الإنسان بامتياز تطهير عقله من الخوف والبدء من جديد في اتجاه آخر. إن الفشل يثبت بشكل قاطع أن هناك خطأ ما في أهداف الإنسان أو الخطط التي يسعى من خلالها إلى تحقيق هذه الأهداف. الفشل هو الطريق المسدود لمسار العادة الذي يتبعه الإنسان، وعندما يصل إليه فإنه يجبر الإنسان على ترك هذا المسار واعتماد مسار آخر، وبالتالي خلق إيقاع جديد”.

أفضل ما في شدائد ومصاعب الحياة أنها تختبر قوة عقل الشخص وتجعله ينظر لنقاط ضعفه وتخوّل له الفرصة في التغيّر. سواءً بالنسبةِ لعاداته أو أفكاره. وعندما يواجه الغير منجرف شدائد الحياة، فإنّهُ يواجهها بإيجابية ولا يسمح لها بإحباطِ عزيمته.

 

التأثير البيئي

أفكارنا تتغذّى على محيطنا. البيئة التي يعيشْ فيها الإنسان تؤثّر بشكلٍ كبير على أفكارِه اليومية. كُن حذرًا يقول نابليون من الأفكار التي تأتيك من الخارج، لأنها هيَ التي تحدد مصيرك في هذه الحياة. لا يمكن للشخص منع الأفكار السلبية من التغلغل في دماغه ولكنّهُ بتطوير عادة التفكير الإيجابي يقلّص من قدرتها على التأثير في عقلِه، ليُبتعد عن الإنجراف شبرًا آخر. العادات الإيجابية تُوْلَد من رغبة قوية وتحديد الهدف، وفي البداية تكونُ مجرّد فكرة ولكن بتكرارها تصبح عادة تفكير إيجابي.

 

 

الخاتمة وكلمة معتصم

ابتعدت عن الجزء الديني لأنّنا في غنى عنه.

مجدّدًا، المدرّس نابليون (مدرّس لأنّهُ لم ينجح في تطبيق علمه)، في كتابه هذا والذي أَعْتَبِر جزءًا كبيرًا منه خزعبلات اخترعها لمهاجمة جماعة معيّنة. ولكنْ الفكرة بشكلٍ عامْ مكررة. حدد هدفك، فكّر بطريقة إيجابية ولا تستسلم في وجه المصاعب. إنْ أردتَ قراءة الكتاب، فاقرأه لأجلِ المتعة ورؤية أفكار مختلفة. خُذِ الجيّد واترك السيء كما وجدته. لا تتّبع أقوال نابليون بالحرف لأنّ الجزء الناقص في هذه السلسة هوَ التطبيق. لا تَجلِس في مكانك وتفكّر أنّ قوى كونية ستأتي لتنقذك، أو أن التفكير الإيجابي وحده سيشتري لكَ سيّارة أحلامك. اخرج للعالم وجرّب وافشل وكرّر وافشل وكرّر حتّى تنجح. تأكّد من التعلّم من اخطائك وعدم تكرار نفس الغلطة.

Mutasim Eltayeb

رائد الأعمال المدمن على خلقِ القيمة لأمثاله الساعين في تنمية ذاتهم وبناء أعمالهم الخاصة. هنا تجد كلّ ما يخصّ التنمية البشرية وبناء العادات والتسويق وكتب الأعمال، وبالإضافة إلى الفلسفة كدروعنا الخفيفة والصلبة.

Leave a Reply

Close Menu
لرائدي الأعمال وكلّ من يسعى لتطوير نفسه